لازلت أذكر في نهاية العام 2008 وبداية 2009 عندما أعلن الجيش الصهيوني الحرب على قطاع غزة - حماس - ... وذلك بهجوم جوي؛وبعده الاجتياح البري، كنت متواجدا بالولاية الشمالية وأنا أستقبل مولودتي(آية)، وتوقفت حينها عند تصفحي ل(بقت حكاية) العمود المقروء ب(آخرلحظة)للصديق والأخ معاوية محمد علي بتاريخ 17 يناير2009 تحت عنوان(غزة على الخط)؛ قال الأستاذ معاوية: بكيت وأنا أتحدث إلى مجموعة أسر فلسطينية بغزة نعم هاتفت غزة أكثر من مرة ردّ عليّ رجال ونساء وأطفال قلت لهم أنا مواطن سوداني لا أملك غير الدعاء لهم تقمصت شخصية الكثيرين من أهلي وقلت لهم أن كل الشعب السوداني معهم تحدث إليّ رجل بصوت يحمل كل أحزان الدنيا وحرص على مخاطبتي بعبارة يازول وكررها أكثر من مرة وهو يطالبني بالدعاء، وتحدثت معي إمراة بردود عجولة لم تخرج من عبارات الشكر، وأكثر ما أبكاني صوت طفلة بدت لي من صوتها وكأنها مشغولة بأزيز الطائرات التي كانت تحوم فوق رأسها حينئذ أكثر مما أقول..لم تفهم مني شيئاً ولكني فهمت. ويواصل الأخ معاوية: هاتفت أهل غزة وأكثر من مرة والفكرة ليست من عندي ولكن أهدانيها أخي وصديقي المذيع خالد الوزير، أرسل لي في رسالة قصيرة عبر الهاتف أرقام مفتاح مدينة غزة ثم هاتفني ليلاً وقال لي عليك باضافة أي خمسة أرقام عشوائية وسيقوم بالرد عليك أي مواطن من غزة حاولت مرة وخانني التوفيق ثم حاولت وحاولت حتى دخلت على الرقم 0097082879502 وهو هاتف من كان يخاطبني بعبارة يازول ثم تكررت المحاولات التي حالفها النجاح لا أدعي أن محادثتي خففت على من هاتفت ولكني أحسبها كذلك مما أحسست وربما يقول لي قائل وماذا تجدي هذه المحادثات ساعتها، لن أستطيع أن أجيب لأني حقيقة لا أمتلك إجابة، ولكني أظنها خيراً من عدمها... وختم عموده بهذا الدعاء .. اللهم لا تحقق لليهود غاية وأجعلهم للهزيمة(آية)وللخذلان(حكاية)يارب العالمين....انتهى.. عند قراءتي ل غزة على الخط كان يجالسني الأخ عصام عبدالوهاب؛وسبحان الله كان حديثنا عن غزة،فقلت له لماذا لا نحاول الأتصال بأي رقم عشوائي، فشاركني الفكرة وفعلاً بعد عدة محاولات سمعنا علي الخط الآخر صوت طفلة..وتناول بعدها رجل - في أعتقادي والدها - الهاتف،وشكرني وشكر كل السودانيين وقال أن هاتفه لم يستقبل في اليومين السابقين مكالمات إلأ من السودان...وهاتفت معاوية وأخبرته بما حدث،وقلت له في أعتقادي الآن أن الشعب السوداني كله يحاول الأتصال ب(غزة). مادعاني للحديث عن غزة وآلامها وحزنها.. خبر جاءنا به الأخ والزميل محمد أدريس،المسؤول الصحفي بالأتحاد العام للطلاب السودانيين؛وذلك لترتيبهم وتحضيرهم للقافلة الطلابية المتوجهة الي غزة في الخامس عشر من الشهر الجاري و بمشاركة جميع الاتحادات الولائية والجامعية .. وكان المهندس غازي بابكر حميدة رئيس الأتحاد العام للطلاب السودانيين قد كشف في اجتماعهم الذي عقد الأسبوع الماضي بقاعة الشهيد الزبير عن مبادرة أطلقها الطلاب السودانيون للاتحادات الطلابية الاسلامية والعربية بتسيير قافلة لكسر حصارغزة،وأن نقطة التجمع لهذه الاتحادات ستكون العاصمة المصرية . وتواصل بعدها الحصار وكسرت مجاديف المساعدات البحرية و(قام العالم ولكنه بعدها بقليل قعد)،المهم الحكومة المصرية فتحت المعبر من جانبها فوراً للحالات الأنسانية وتوصيل الدواء والغذاء،وضج العالم وطالب بإنهاء الحصار فوراً...! وأول أمس الخميس سمحت الدولة الصهيونية بإدخال 136 شاحنة عبر معبر كرم أبو سالم منها 32 شاحنة محملة بالمساعدات بالإضافة إلى ضخ مائتي كيلو غاز وسمح بإدخال 52 كرسيا للمعاقين من اصل المساعدات التي كانت موجودة على أسطول الحرية.مع قفل المعابر التجارية من الجانب الصهيوني ليومي أمس واليوم السبت،لتفتح غدا الأحد. قافلة الطلاب السودانيين لكسر حصار غزة هي خطوة لها مابعدها،وتحمد لهم المبادرة والمحاولة،ونحن مع مبادرة الطلاب فعلا وقولا،ولا رد الله خيرا هو في مكانه.. وماحولنا وقوتنا إلأ بالله ذي البأس الشديد.