الكثيرون خسروا رهانهم لأن الشعوب العربية التي لا تستطيع فتح فمها إلا عند طبيب الأسنان تعيش اليوم تحت وطأة الثورات المناهضة للأنظمة الحكومية.. ومئات الآلاف يخرجون في كل صباح للمطالبة برحيل ما يسمونه الأنظمة الشمولية الجاثمة على صدور الشعوب المغلوبة على أمرها لعقود طويلة. ü أما حال الرؤساء العرب يشابه كثيراً.. حال الذين يتخبطهم الشيطان من المس.. فبعضهم يشترط للتنحي عن مقاليد الحكم .. أن يعفى تماماً.. ويعطى المأمن من محاكمات ما بعد الرحيل.. خصوصاً التهم التي تتعلق بالفساد المالي أو السياسي والثراء الحرام وتضخم الثروات كما حدث لرموز السلطة في عهد مبارك... أما أحدهم فتطارده لعنات ملايين الأيتام والأرامل والثكالى في كل بيت وحارة.. حارة.. زنقة.. زنقة.. والتي تفوح منها رائحة الجثث الآدمية المسماة مجازاً في قاموس «النعوت» القذافي.. بالجرذان! ومازلت أتعجب كثيراً من نرجسية هذا الرجل.. ومآلات هذا الجنون الاختياري والذي يُدعى من باب المواربة ب «جنون العظمة»! ü يتساءل الكثيرون عن المدة الزمنية التي يحتاجها حلف «الناتو» للعبور بليبيا من هذا النفق أو هذا المنعطف التاريخي الخطير.. وهل حقاً يريد إخراجها.. أم أنه كلما زاد زمن وجود ليبيا داخل هذا النفق.. اتسعت رقعة العمل الاستخباراتي الأجنبي والإقليمي ذي الصبغة الاستعمارية الجديدة والتي تقلل كثيراً من فرص الاعتراف بنظام بديل.. وهذا ما تريده بعض الأنظمة التي تداهن القذافي وتمده بالعدة والعتاد في هذه الحرب غير المتكافئة.. ومازال التساؤل مطروحاً عن كنه وماهية هذه الأحداث المتوالية في ليبيا.. وهل هي محاولة من بعض دول الاستعمار «المعاصر» للحصول على أرض استعمارية جديدة في شمال أفريقيا.. وذلك عبر منصات استمرارية هذه الحرب الشعواء الغير واضحة المعالم! ü يرهقني كثيراً سادتي.. التفكير في مآلات هذه الثورات التي تجتاح الدول العربية من المحيط إلى الخليج.. رغم أن بعضها يعيش في ترف نسبي.. إلا أنه وفيما يبدو فإن حمى «التغيير» قد حمى وطيسها.. فبدأت الشعوب بالهذيان.. للمطالبة برحيل الرؤساء.. المفلسين سياسياً..!