في اليابان يموت الناس من إدمان العمل،وفي الوطن العربي يموت الشباب بحثا عن العمل ، طبعا هذه مفارقة تجعل اكثر انسان جامد المشاعر مثل العبد لله، يضحك حتى تتكسر اضلاعه ، وكشفت تقارير صادرة عن منظمة العمل الدولية ان اكثر من 40 يابانيا انتقلوا الى الضفة الأخرى لانهم ادمنوا العمل وتناسوا انفسهم ، في السودان أصبح البحث عن وظيفة مثل التفتيش عن حبة خردل في جوف المحيط ، حرف الواو والذي منه يلعب درواً في هذا الموضوع ، غير أن سيناريو التوظيف لدى العاطلات في جميع ارجاء العالم تجده محفوفاً بالخطر والتوجس وحاجات تانية مانعاني ، حكت فتاة (من الخرطوم عموم يا عينيا) تخرجت في كلية مرموقة وما زالت عاطلة منذ خمس سنوات، انها حملت همومها ومستندات تخرجها وطافت بعدة مرافق لترسيمها غير انها واجهت الكثير من الذئاب البشرية ، وقالت بالحرف الواحد انها تعرضت الى مساومات رخيصة من قبل بعض الذين يرتدون مسوح الوداعة والرزانة والتدين ، الله يخرب بيوت لحاكم وأهاليكم ، فهربت البنت بجلدها وهي تردد ( ابعد من الوظيفة وغنيلا ) ، وثمة فتاة اخرى راجعت شخصية عامة وشهيرة من اجل الاستعانة بها في مشروع إنساني غير ان الرجل الذئب اراد ان يقبض الثمن اولا قبل البدء في المشروع ، وبدورها إصيبت البنت بحالة من الخوف وكاد ان يغمى عليها ولم تكررها مرة ثانية ، وازيدكم من الشعر بيت ان المشاهير والشخصيات العامة في السودان هم من اكثر الذئاب شراشة في موضوع المساومات الرخيصة ، واليكم قصة فتاة جدعة كانت تريد ارتياد آفاق الضوء عبر جهاز شهير ، وإستعانت بشخصية لامعة لها حضورها الجميل الذي يقطر كشجرة صفصاف على بحيرة من النسيم ، غير ان البنت الجدعة صدمت حد الإفراط حينما ساومها الذئب الشهير ، فألقت بسماعة الهاتف في وجهه وهي مذهولة من جرأته وبجاحته وحسب قولها لم تكن تتصور أن الرجل الناعم ذو الحضور الطاغي يمكن ان يكون بهذه الخسة والسفالة ، وحكي إعلامي له حضوره في المشهد الفني احتفظ باسمه انه في بدايات السبعينيات من القرن الماضي ، زارت فتاة دار الفنانين لتسجيل إعجابها بمطرب كان وما زال له حضوره في المشهد السوداني ، وعندها تفتحت شهية الرجل ، وكانت الفتاة للأسف تتصور ان ذلك الرجل ملاك في صورة إنسان، لكنها أكتشفت ان البشر كلهم سواسية مهما بلغوا من شهرة ، وفي حينه كما روى الرجل الاعلامي اصيبت المعجبة بالغثيان واستفرغت وهربت الى حال سبيلها ، أستر علينا يارب ، المهم السؤال الذي يداهم الخاطر المشوش ماذا حصل للناس في السودان وهل كل طالبة للوظيفة يمكن ان تتعرض للمساومة والابتزاز ، انه منطق يتطلب أن نفق أمامه ، هذه نتف من حكايات تدور خلف كواليس العاطلات والعاطلين وما خفي أعظم .أستر على ولايانا يا رب .