كتبنا في هذه المساحة قبل أيام عن قصة الشاب «المالي»..! و«المالي» هنا لا ترجع للمال من قريب أو بعيد هذا المارد الجبار الذي فتن الجميع صغاراً وكباراً وهاموا به طويلاً وفعلوا ويفعلون بتعلقهم به الأعاجيب و«الألاعيب» والقصص والحكايات المثيرة للشفقة والاشمئزاز معاً!! الشاب «المالي» من جمهورية مالي درس الجامعة في السودان وعاد مرة أخرى مبعوثاً للدراسات العليا وحكى لي كيف يحب الناس في مالي وغرب أفريقيا السودان، وكيف ينظرون للطالب الذي يدرس في السودان نظرة خاصة تميزه عن بقية أقرانه الذين يذهبون للدراسة في أقطار أخرى!! وقلت حينها لماذا لا يتجه السودان إلى الناس الذين يحبونه ويقدرونه حق قدره.فهم أولى بالمعروف وبالصلات من غيره ودعوت للتمدد أفريقياً في كل «الاتجاهات» و«المناحي» و«المناشط». الآن وهذه الأيام تحتضن الخرطوم تجمعاً أفريقياً «نوعياً» وكبيراً «وهاماً» يتمثل في اجتماعات المجلس العام لمنظمة وحدة النقابات الأفريقية ومعهم حشد من وزراء عمل أفارقة وخبراء وقيادات نقابية وشبابية ، حراك بهذا الحجم يذهب مباشرة ليدخل في «رصيد» الذين قاموا بتنظيم هذا العمل الكبير ويصب في اتجاه دعوتنا التي لن تتوقف - لتوظيف وتعميق صلاتنا بأهلنا في أفريقيا والتي يجب أن تزيد ولا «تنقص» على عكس ما يعتقد البعض بعد ذهاب الجنوب كرقم جديد في منظومة الدول الأفريقية. وربما بدأت ملامح نجاح هذا الملتقى الأفريقي في الكلمات التي نقلتها الصحف السودانية على لسان أحد قيادات هذه المنظمة في المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس الأول والذي أشار فيه لقيام ورشة تبدأ اليوم على هامش الاجتماعات لمناقشة أهم القضايا التي تشغل الأفارقة والعالم العربي من حولنا وهي قضايا الشباب والحكم الراشد والديمقراطية فأفريقيا اليوم هي أخر «قلاع» الدكتاتوريات والحكم الفاسد والتخلف والمرض والجوع والجهل في العالم..!! والدنيا من حول الأفارقة «مشت» كثيراً فهم أولى من غيرهم وأجدر بالالتفات لهذه القنابل «الموقوتة» القابلة للانفجار في أي زمان، وأي مكان!! فالعصر عصر الشعوب. والنقابات هي قاعدة الانطلاق الأساسية والمؤهلة لحمل هذه الراية إن هي أخلصت «النية» وانحازت لشعاراتها وعناصرها الأولية التي من أجلها أنشأت وقامت.. عمال أفريقيا بدبلوماسيتهم الشعبية مطالبين بالبحث عن قارة خالية من الجوع والقهر والفساد..!!