حَسِب الرجل أنه سيدخل عضواً في اللجنة الشعبية الجديدة المنتخبة في إحدى ضواحي الخرطوم، خاصة وأنه يتمتع بشعبية وسمعة طيبة في المنطقة، وأن مجموعة كبيرة دفعت به لأن يكون مرشحاً في انتخابات اللجان الشعبية الأخيرة، وقال الرجل لنفسه- هذا طبعاً لم يسمعه راصد بيت الأسرار- إن (مجدي) قد بدأ إذا نجحت في هذه الانتخابات.. راصد بيت الأسرار جلس على كرسي بعيد ينظر ويحدق ويحاول أن يلتقط كلمة من هنا وكلمة من هناك، فشاهد أحدهم يمسك بالدفتر، ويقول له صاحبه: (عد الجماعة ديل واحد واحد.. فرد فرد.. عد حسن.. وعد حسين..).. وبالحصر الدقيق وبعد أن وصل الرصد إلى عَد حسين، علم الجماعة أن فرصتهم لإدخال كل القائمة ستكون ضعيفة.. لذلك سمع الراصد من يقول لهم: (رسلوه يجيب تلج).. لكن الفكرة لم ترقَ للكل، فقال قائل منهم: (طيب ساوند سيستم).. فوافق الجميع لأن الطلب منطقي، فخرج الرجل الحالم بالفوز ليأتي بمكبر الصوت المطلوب استجابة لطلب زملائه المرتقبين.. خرج.. وعندما عاد لم يجد اجتماعاً ولا لجنة.. ولا يحزنون.. بل وجد نفسه خارج القائمة فانكفأ على نفسه يلعن اليوم الذي صدّق فيه الجماعة.