مبنى يقع في حي «قاردن سيتي» الراقي يطالعك علم السودان.. ووجوه ألفناها بالانتماء.. عنوان مكتوب بخط عريض سفارة جمهورية السودان-القسم القنصلي..! ترى ماذا يخبئ هذا المبنى لأبناء بلدي من معونات.. دلفتُ وجلت.. وخرجت جزلة! عبد الرحمن صالح محيي الدين رئيس شؤون الجالية السودانية بالسفارة.. أفادنا بقوله: لقد تم إنشاء مكتب لشؤون الجالية حديثاً بعد أن كان تابعاً للقنصلية في عهد سعادة السفير الفريق عبد الرحمن سر الختم. والجالية السودانية جالية كبيرة ولها نشاطات فاعلة، حافظت على اسم السودان في مصر وربطت بين البلدين بإبراز عاداتها وتقاليدها وتمثيل السودان في كل المحافل! من قبل لم يكن للسودانيين تمثيل دبلوماسي بالأسكندرية حتى زار الرئيس السابق المرحوم جعفر نميري الأسكندرية، وكانت هناك دار السودان التي رأسها المرحوم «الحاج يوسف» الذي يقوم بدور السفارة للسودانيين المقيمين والغير مقيمين.. احتفلت دار السودان بالرئيس ووجد قناصل من دول أخرى ولم يجد قنصل سوداني بالاستقبال، فأصدر فوراً قراراً بإنشاء قنصلية سودانية بالقاهرة، وتعيين الحاج يوسف قنصل بالأسكندرية.. üالجالية في مصر منقسمة إلى محافظات القاهرة، تتألف من 9 جميعات «الجبل الأصفر 2، عين شمس 2، وسط البلد 2 ستة أكتوبر2 والمعادي 1، وبعض المناطق بها كيانات صغيرة، وأندية تمثل الجالية، وللجالية السودانية أعمدة تبوأت وظائف في الحكومة المصرية كالعميد محمد عابدين الذي توفي مؤخراً ببورسعيد. ومكتب شؤون الجالية مكتب مستحدث يظن سعادة السفير أنه لابد أن يكون رأس الرمح لكل الروابط والاتحادات لكل الجالية دون النظر إلى قبلية أو جهوية بتنسيق بين السفارة والأندية والأعضاء، هذا المكتب إذا تكون كما يجب سيكون فاعلاً يعبر عن مطالب الجالية وسيكون همزة وصل بين السفارة والجهات الأخرى، لحل أهم القضايا والمشاكل التي تعانيها الجالية كالعمل والرعاية الصحية، الإسكان، التعليم.. الخ والسودانيون المقيمون وظائفهم ليست كبيرة ويصرفون ما لديهم لتعليم أبنائهم ولا يملكون أراضي لا هنا ولا في السودان.. ولتفعيل هذا الكيان لابد أن يكون تحت رعاية قوية وله قنوات اتصال مع السودان والجهات المعنية كمصلحة الأراضي لمن يقيم هنا وليس له أراضي أو سكن في السودان، مما يساعد على الرجوع الطوعي وبالتالي تدفق الخبرات إلى الوطن الأم.. كما تحتاج الجالية أيضاً للرعاية الصحية ولابد لديوان الزكاة أن يساعد السودانيين كما كان الحال في أوائل التسعينات إلا أن هذا الدعم توقف ربما لعدم وجود اتصال.. والمرضى هنا يعتمدون على دعم رجال الأعمال السودانيين الذين رجع كلهم أو جلهم إلى السودان فموارد الرعاية الصحية بسيطة! سفير السودان سن سنة حسنة فقد درج على المشاركة في جميع المناسبات المختلفة، وفي رمضان طاف أكثر من محافظة.. بورسعيد، الاسماعيلية، دار السودان والجبل الأصفر ويدعو الجالية لجميع الاحتفالات، وآخرها وداع الاخوة الجنوبيين وهذا مما يحسب له. قانون حرية العمل، الإقامة، الانتقال، التملك- مصر تتمتع بتلك المميزات في السودان بالكامل- لكن السودانيين لا يتمتعون بهذه الامتيازات، لذا علينا العمل لمراجعة هذه القوانين ليكون لنا ما علينا. أقامت السفارة والجالية ومكتب شؤونها أول مؤتمر لشباب الجالية وهذا حدث مهم تم تحت إشراف دعم مكتب المؤتمر الوطني بالقاهرة، هذا المؤتمر خرج بتوصيات عديدة في عدة مجالات.. حتى يستطيع تحقيق طموحات الشباب.. التقت الجالية «مع والي الشمالية بالسودان، مولانا فتحي خليل الذي وعد بمساعدة الجالية، بإعطاء أراضي سكنية وزراعية لمن يأتي للشمالية دون تأخير أو عوائق. وهناك لجنة ستذهب لإنفاذ هذه البنود والوصول لكيفية خلق تعاون مع الولايات الشمالية مما قد يثمر عن عمل استراحات في الطريق ومحطات بنزين، وغيرها من المرافق الحيوية التي تحسب للولاية! وذلك عند افتتاح الطريق البري بين السودان ومصر. كما كان على رأس المؤتمر منسق الخدمة الوطنية د. عبد القادر الزين وتم الاتفاق على إيفاد جزء من شباب الجالية للالتقاء بالإدارات المختلفة للخدمة الوطنية لكيفية الوصول لأداء الخدمة لشباب الجالية في مصر، ولا ننسى دور اتحاد المرأة السودانية في عمل معارض وإقامة كثير من الفعاليات كيوم اليتيم وعيد الأم ودعم السلام وتعليم بعض الصناعات البسيطة لزيادة الدخل بالنسبة للمقيمات بمصر. وعن ما يقال عن الجرائم المنظمة في شبكات فهذا أمر عارٍ من الصحة وإن كان الأمر لا يخلو من بعض الحالات.. ولا زال السوداني يتمتع بالثقة والأخلاق المشهودة، فبعض الوظائف في السابق لا يشغلها إلا سوداني وبعض المناطق لا يدخلها إلا سوداني لأننا مشهود لنا بالأمانة والإخلاص والصدق، وأغلب الجرائم نتيجة لمشاكل اقتصادية أغلبها احتيال، دجل أو شعوذة وأحياناً بيع أعضاء.. لكن الجالية بخير ولم يحدث أن دخلت في أشياء مخلة بالشرف والأمانة ولها باع في الثورات، والرأي الحر في البلد.. يقدمون المساعدة لبعضهم وتتمثل فيهم روح التكاتف والتعاون! يسعى المكتب لتنظيم شؤون الجالية وضمها تحت راية واحدة بإنشاء مجلس لشؤونها ومجلس لحكماء الجالية، وسعينا لافتتاح مدرسة للجالية لمرحلة الأساس والثانوي بالتعاون مع المجلس الأفريقي للتعليم الخاص، كما نسعى لتطوير العلاقة بين مصر والسودان من خلال عقد المنتديات الاستثمارية لتسهم في الإعلان عن السودان استثمارياً، ونلمس في هذا الاتجاه تصاعداً في المعدل التجاري بين مصر والسودان.. فقد دفع الاستثمار المصري حوالي 4 مليارات دولار بعد إن كان في الماضي لا يزيد عن «500 مليون دولار». على الصعيد السياسي الجالية سعيدة بالتحول الذي حدث بعد الثورة، وسعيدة بزيارة الرئيس عمر البشير للقاهرة كأول رئيس عربي أفريقي يزور مصر بعد الثورة، مما ترك أثراً كبيراً في الشعب المصري وقياداته وأسس لمرحلة قادمة لدعم المصالح في كافة المجالات، دعم ذلك زيارة رئيس الوزراء المصري للسودان عصام شرف وعدد من وزرائه، واجتماع اللجنة العليا المشتركة مما أفرز اتفاقات في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية. وهذا يشير إلى أننا نستشرف عهداً جديداً من العلاقة السودانية المصرية استقبلنا 15 الف عائد من ليبيا في ظرف وجيز عبر السلوم وأسوان إلى