لدي سؤال لئيم متحكر في دماغي ( الخربان ) من زمان ، فقط دعوني افضفض عن نفسي ، هل بالضرورة أن يكون الكادر الصحفي في أي مطبوعة في المطلق أيا كان إتجاه بوصلتها ( كاتب عمود رأي ) ؟ ، هذا السؤال داهمني بشدة وانا اتمشى في تضاريس مشهد الصحافة الورقية في السودان فإكتشفت ان الكثيرين من الكودار في جميع الصحف حتى ( الجربانة ) منها كتاب من العيار الثقيل ، للأسف يتصور هؤلاء أن مسوغات المهنة لا تكتمل الا بعد ان يحتل الرجل أو المرأة مساحة في الصحيفة الفلانية ويبدأ في العك اليومي أو الاسبوعي وصورته أو صورتها تلعلع وتقول للقراء والناظرين ( يخزي العين ) ، وفي وسط هذه الهوجة تضيع حقوق الصحافيين المهنيين الراكضين في شمس الله اكبر ، من وجهة نظري ان هذه الفئة اقصد الصحافيين العاملين في الميدان هم الكودار الحقيقية للصحافة ، وهم ( حمالين الأسية ) وحمال الأسية يا قلبي ، وكم بودي ان تتحول صحافتنا من صحافة ( تدليل ) كتاب الأعمدة إلى صحافة تهتم بقضايا المجتمع وطرق حلولها إلى جانب فسح مساحة لصحافة الخدمات كي تتسيد الموقف وفي الوقت نفسه أرى أن يتم تغييب تام لكتاب الاعمدة الامن أولئك المبدعين ، أقول قولي هذا وانا اتابع من على البعد بعيوني العمشانة جدا ونظارتي السميكة فيضان كتاب اعمدة الرأي رجالاً ونساءً ، للأسف معظم الكتابات عبارة عن اجتهادات وطروحات انشائية وعك ما انزل الله به من سلطان وفي الوقت نفسه يوجد هناك غياب تام للمعلومة الاحصائية لدى هؤلاء الكتاب ( الإنشائيين ) ، خصصوصا ان المعلومة في كتابة عمود الرأي تعد من العناصر المهمة ، اذكر قبل عدة أشهر جمعتني الصدفة برئيس اتحاد الصحافيين السودانيين بلدياتنا الدكتور محيي تيتاوي والأمين العام للإتحاد الفاتح السيد بحضور نفر من الصحافيين في الغربة منهم مصطفى الضو وأميمة مصطفى سند وآخرون فدار الحديث حول تهميش الصحافيين الميدانيين في السودان رغم ان هذه الفئة (هي اللي عليها الرك ) فوجدت تأكيدا من تيتاوي والفاتح ان هذا الموضوع للأسف ساري المفعول في السودان ولكن ما باليد حيلة فالقاريء ( عايز كده ) ، عموما من الأشياء التي اضحكتني حتى ظهرت نواجزي وأضراسي المهترئة ان العبد لله طالع قبل عدة أيام (عموداً) لكاتبة تسطع صورتها المو خمج في صحيفة عريقة ، للأسف حينما طالعت العمود لم افهم ما تريد ان تقوله تلك الكاتبة ذات النظرات المسبلة ، فقرأت العمود مثنى وثلاث ورباع ولكن خرجت من المولد بدون حمص ، وحتى لا افضح جهلي وعدم تمكن دماغي من الامساك بتلابيب موضوعها ، قمت بتمرير العمود إلى عدد من زملائي العاملين في مهنة المتاعب للأسف الجميع لم يتمكنوا من حل المعادلة والتعرف على ماذا تريد ان تقوله تلك الكاتبة وهي بالمناسبة كاتبة وليست صحافية وأبصم بالعشرة انها لا تعرف كيف تكتب حتى مجرد خبر أو تقرير صحفي ، انها مأساة كتاب الرأي في السودان ، ولا عزاء للقراء . ويا سماحة جمل الطين .