للمرة الثانية يخرج أهالي «بري» في تظاهرات احتجاجية يطالبون فيها بمد بيوتهم ودور عبادتهم وأنديتهم وأسواقهم بالمياه أسوة ببقية الأحياء، وخرجوا يهتفون (الشعب يريد موية الشراب)، بعد أن طال انتظارهم لوصول الإمداد المائي، وأصدرت لجنة تطوير بري بياناً احتجت فيه على ما أسمته بتصريحات الوالي التي جاءت محملة مسؤولية ما يجري على أرض البراري لجهات سياسية، وشرحنا يوم أمس لموفد اللجنة الذي زار «آخرلحظة» أن الوالي لم يصرِّح بذلك بل إن الذي قال به هو مدير هيئة مياه ولاية الخرطوم. وسألنا عمن يقود التظاهر هناك، فقال لنا مندوب اللجنة إن المظاهرات عفوية وتعبّر عن ضيق المواطنين وسخطهم من إهمال المسؤولين لهم والسكوت عن هذه المأساة لفترة طويلة، ظل المواطنون يعانون فيها الأمرين بسبب انقطاع الإمداد المائي. إذن الذي فجّر الأزمة هو انقطاع الخدمة، والذي يحدث في «بري» هو احتجاج صارخ على انقطاع المياه.. وإن الذي يقود التظاهرة هو أهالي بري.. بعيداً عن العمل السياسي والتخريبي المزعوم.. وقد تستغل بعض القوى السياسية ما يحدث هناك لتحقيق أهداف محددة تزعزع الأمن وتهدد الاستقرار. البطء في التعامل مع الأزمة أدى إلى استفحالها وإلى نتائج سيئة، وإطلاق التصريحات غير المسؤولة زاد نار الأزمة زيتاً واشتعالاً.. لابد من أن تعود المياه إلى مجاريها اليوم قبل الغد.. ولابد أن تتم محاسبة ذوي الأفق السياسي الضيّق على ما تسببوا فيه وما أوشكوا أن يقودوننا إليه.