لا يتردد المدرب المصري حسام البدري، المدير الفني للفرقة الحمراء في إتخاذ قرارات صارمة بحق اللاعبين الذين يخرجون عن قواعد الإنضباط، وهو الشعار الذي رفعه منذ أن تولى أمر الإدارة الفنية بالقلعة الحمراء! إتخذ البدري قرارا صارما بحق لاعب الطرف الأيسر موسى الزومة الذي يتردد أنه تحدث بإمتعاض منتقدا سياسة مدربه، عندما كان يجلس ببنك البدلاء إثناء مباراة الفريق أمام النسور. وعضد من الرواية، ان الزومة لم يكتف بالعبارات التي ندت عنه وهو جالس مع رفاقه بدكة البدلاء، إنما واصل ثورة الرفض بغرفة خلع الملابس أمام بقية الرفاق. وكان البدري أيضا أوقع عقوبة الإبعاد حتى نهاية الدورة الأولى على لاعب الطرف الأيمن بلة جابر الذي خرج عن قواعد الإنضباط أيضا وتحدث بوجه مدربه بصورة غير لائقة. وكان المغربي عبد الكريم الدافي هو أول من تعرض للعقوبة بعد أن فرضت عليه غرامة مالية قدرها ألفا دولار، لأنه رفض الإنضمام لرفاقه بتدريب الفريق الأحمر. وأمس الأول عقد البدري إجتماعا مع لاعبيه، أكد فيه على سياسته ولا تراجع أبدا عن فرض الإنضباط على الجميع مهما كان وزن اللاعب وأهميته الفنية للفرقة الحمراء. وقد قابلت كل الأوساط المريخية، سياسة البدري بالترحاب الكبير، لأن ما ينقص المريخ طوال سنوات مضت هو تلك السياسة، وكم فقد الفريق من بطولات بسبب عدم الإنضباط. وبما أن أصل النجاح هو الإنضباط في كل شئ، كان من الطبيعي أن يظهر المريخ بكل هذا التميز، وينهي بطولة النصف الأول لمصلحته وبفارق معتبر من النقاط بينه وبين أقرب منافسيه. وبكل تأكيد أن لسياسة الإنضباط أثرها الإيجابي الذي لا يتوقف عند محطة الزومة وبلة جابر والدافي، فهم ضحايا لفرض سياسة تنفعهم في المقام الأول قبل أن ينتفع بها المريخ! وهذا يقودنا للحديث المطلق عن تركيبة اللاعب السوداني الذي يمكن ان نصفه بقليل الإنضباط، لأنه قدم إلى ميادين كرة القدم خام ولم يتعلم قواعد الإنضباط بل تعلم الفوضى وصارت هي الأصل. والإنضباط وغيره من الصفات التي تقود إلى النجاح عادة تكتسب في سنين العمر الباكرة، عبر الأكاديميات، ومدارس تعليم كرة القدم، والتدرج في مراحلها! ونجاح أي لاعب كرة قدم يعتمد على معرفته أصول الإنضباط، وأحترافية الكرة، وبغير ذلك فإنه سيكون ضيفا خفيفا على دنيا النجومية، وسرعان ما يغادرها إلى أماكن النسيان. بقى أن نؤكد على أن سياسة البدري ستتجذر حتما، وستقود المريخ إلى مبتغى أهله، فقط على لاعبي المريخ إدراك حقيقة واحدة وهي أن تلك العقوبات الغرض منها تعليمهم ما ينفعهم، ولا تعني التشفي أو الإقصاء! وحتما سيدرك موسى الزومة، وبلة جابر، حقيقة واحدة وهي أنهم أكبر المستفيد من سياسة البدري إن نظروا إليها من زاوية المصلحة العامة، ولم ينظروا إليها من منظار الإستهداف والقصد والإقصاء. في نقاط طالما أن أسمرا تعطينا نتائج جيدة، فلماذا الأعتراض عليها، يجب أن ننظر إلى النتائج. مازدا ومعاونوه ، وبقية الأجهزة الفنية المسئولة عن بقية المنتخبات وحدهم من يقرر كيفية الأعداد، وعلينا إنتظار النتائج للتقييم فقط. سبق أن عقدت منتخباتنا معسكرات تحضير بأسمرا وأعقب ذلك تحقيق نتائج جيدة وظهور متميز فلم لا تكون هي قبلة كل المنتخبات! أما إن كانت هناك أسباب اخرى لا نعلمها فليس أمامنا غير ما هو مطروح للنقاش!!