الخرطوم وقعت أمس الأول وثيقة واتفاقية استضافتها لمقر اتحاد الشباب الأفريقي، وكان ذلك التوقيع بين السيد حاج ماجد سوار وزير الشباب والرياضة عن حكومة السودان، وعن الاتحاد الأفريقي للشباب أمينه العام السيد ماكينتو لوبيز.. سوار وصف الأمر بالنجاح باعتباره من المكاسب المهمة للدبلوماسية الشبابية في القارة الأفريقية، حيث ظل الاتحاد يبذل جهوداً لقيادة عمل أفريقي يضم شباب القارة خاصة وأن قضايا الشباب متشابهة في جميع أنحاء العالم.. وحسناً فعل وزيرنا الشاب حين قال وأشار بالتأكيد على أن السودان لا يزال جزءاً من القارة السمراء حتى بعد بيان نتائج الاستفتاء التي قضت بانفصال الجنوب، وأن السودان يحتفظ بانتمائه لأفريقيا دون تأثير أو إرهاصات تبدل هذا الإنتماء. أما بلة يوسف رئيس الاتحاد الوطني للشباب السوداني، رغم همومه ومشاغله.. والتفاته نحو القضايا الوطنية التي تخص شبابنا السوداني، لكنه توسم باستضافة الخرطوم للمقر الأفريقي الشاب خيراً، واضعاً ومسخراً لكل إمكاناتهم المادية والمعنوية من أجل إنجاح هذه التظاهرة التي قال عنها بلة إنها تعد قاعدة أساسية لانطلاقة وبداية العمل الشبابي الجاد في أفريقيا، مشدداً كما قال على ضرورة دعم هذه الأنشطة الشبابية الأفريقية بكل السبل، وهذا ما يفضي لتغيير أسلوبي ومعنوي في معالجة العديد من المشاكل بالقارة السمراء، ومنها البطالة وإيجاد أرضية تستوعب الكم الكبير من الشباب، لتنزيل إمكاناتهم الإنتاجية فعلاً وعملاً يستفاد منه خدمياً ومادياً، وهي فرصة كما قال لي الأخ بلة يوسف.. لاتحاد الفكرة والموقف بين الشباب الأفريقي، خاصة أن قارتنا لا زالت تحمل الكثير من الخيرات والإمكانات غير المستغلة، ووصل هذا الأمر بنا كشباب للتفكير الجاد في الاتجاه نحو تفعيل الشراكات الإقليمية واحتوائها وضمها لتذليل الخطوات المستقبلية نحو الشراكات الدولية والعالمية، وهذا الأمر يأتي وغيره من الأمور الجيدة، لتحسب لهم في الاتحاد الوطني للشباب السوداني، وهذا دورهم كما قال.. خدمة للوطن ولشبابه. المستفيد الأول من تلك الأشياء هو من المفترض أن يكون الشاب السوداني، كيف ذلك؟.. لابد أن الاستضافة لمقر الاتحاد الشبابي الأفريقي تفرض علينا الاستفادة القصوى من كل شراكاته ومؤسساته، وصفاته في وضع جداول أو خطط للتبادل التدريبي مستقبلاً بين الدول الأعضاء، والعمل على تبادل المعرفة، والسرعة في هذا الموضوع ووضعه حيز التنفيذ لا شك سينعكس إيجاباً، مما سيقلل الكثير من المعاناة في زيادة (رأس المال العلمي) والانفتاح نحو قارتنا السمراء يمثل واقعا مفترضاً، وهناك أمثلة كثيرة لدول تنهض الآن اقتصادياً، وأصبح لها خير المردود في الأسواق العالمية، كجنوب أفريقيا ونيجيريا، مروراً بالنوافذ التي ستفتح في وجهه عالمياً عن طريق شراكات مكتسبة بواسطة اتحاد الشباب الأفريقي. الشباب هم قادة المستقبل حتماً لبلدانهم وقارتهم، وما عليهم من واجبات يتطلب تكاتفاً قوياً، وعقولاً متفتحة واعية لعظم الأمر وأهميته للسودان وللقارة ، سيما أن التكتلات والاتحادات أضحت ملاذاً ورباطاً لمجابهة العديد من المشاكل والقضايا المشتركة، وما سمعنا أن دولة استقوت بنفسها إلا على نفسها، ففي اتحادنا قوة وفي تشتتنا قوة ولكن علينا لا شك.. في النهاية: تأبى الرماح إذا اجتمعن تُكسراً.. وإذا افترقن تكسرت آحادا مرور أخير: شكراً أتبرا فلك فضل كثير علينا.. ولا فض الله فاهك أخي العزيز.