كشف وزير الدفاع الفريق أول ركن عبدالرحيم محمد حسين أمام البرلمان أمس تفاصيل جديدة عن تطورات الأحداث في أبيي ضمنها مخطط للحركة الشعبية لضم أبيى للجنوب بالقوة العسكرية وقال «هيهات.. لن نسمح لها بذلك» وقطع بأن أبيي شمالية وأكد أن القوات المسلحة باقية في أبيي ولن تنسحب إلا بعد التوصل إلى قرار يحدد مصير المنطقة التي قال إنها تحتاج لاتفاق جديد في وقت طالب فيه البرلمان القوات المسلحة بعدم السماح لأي قوات غير نظامية وغير حكومية بالتواجد في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان ودعا الأحزاب السياسية لاتخاذ موقف واضح يعبر عن شمالية أبيي معلناً تأييده لبقاء القوات المسلحة في المنطقة وأكد في الوقت ذاته رفضه لمواقف الأممالمتحدة المتأرجحة تجاه القضية وفي الأثناء شهدت جلسة البرلمان أمس مواجهة عنيفة بين حزبي المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي ووجه إسماعيل حسين عضو الشعبي خلال الجلسة التي خصصت للتداول حول بيان وزير الدفاع بشأن الأحداث في أبيي انتقادات حادة لمسلك الحكومة تجاه المنطقة وقال إن السياسين يريدون جر البلاد للحرب باسم القوات المسلحة ووصف ما حدث في نيفاشا بالخطيئة الأولى وقال الحكومة سمحت بأن نفقد ثلث بلادنا باسم نيفاشا. غير أن أحمد ابراهيم الطاهر رئيس البرلمان والقيادي بالوطني رد عليه بعنف واعتبر حديث إسماعيل نوعاً من التخذيل وهاجم الطاهر الشعبي وقال بأنه شريك وحليف للحركة الشعبية وزاد لا يحق للشعبي الحديث عن طبول الحرب وهو حليف للحركة. ومن جانبه أكد وزير الدفاع أن تحرك الجيش جاء بعد الخروقات والانتهاكات المتكررة من قبل الجيش الشعبي وآخرها الخميس الماضي حيث تم إخطار الأممالمتحدة مسبقاً بهذه الخروقات وقال إن القوات المسلحة حسمت الأمر خلال أربعة معارك حامية وأنها تسيطر على الوضع تماماً كاشفاً عن وجود مليشيات تسمى (شباب أبيي) عددها (2500) جندي تقوم بتلك الخروقات وقال لقد نفد صبرنا مع استمرار حالات الغدر والخيانة وأكد بقاءهم في أبيى لحين التحقيق مع الحركة واصدار قرار بشأن المنطقة.ومن جانبه انتقد عبدالله مسار عضو البرلمان عن حزب الأمة الوطني تباطوء القوات المسلحة في استرداد أبيي وتساءل إذا ما كانت القوات غير جاهزة واتهمها بالقصور فيما هاجم أحمد صالح القيادي بالمسيرية بروتوكول أبيي وقال قبلنا «بالدنية»في نيفاشا وطالب بإسقاط دينكا نقوك من البروتوكول بعد الفترة الانتقالية وقال بأنهم تدربوا في إسرائيل وتزوجوا فيها ويرغبون في تكوين دولة هناك وأضاف «نحن حنكاتلهم» ولن نرضى بذلك، وهاجم حسن صباحي القيادي بالميسيرية المؤتمر الوطني وقال «الوطني ما شغال بينا» نحن فقدنا مئات الشهداء من المسيرية وأضاف المهانة التي لحقت بنا كبيرة وأكد بأن سوزان رايز «المرية» دي على حد وصفه حاولت أن تساومنا للتخلي عن أبيي الا أننا رفضنا ذلك ومن جانبه اتهم إبراهيم غندور من أسماهم بلوردات وأباطرة الحرب بالحركة الشعبية لجعل نار الحرب مشتعلة كلاماً وتخريفاً أثناء بقائهم في الشمال وبعد الانفصال وقال إن الحركة تحاول البحث عن مكان لتصدير مشاكلها ووصف موقف الأممالمتحدة بالمهزوز وأكد تمسكهم بشمالية أبيي وقال إن أي سلام لا تحرسه القوة لن يكون سلاماً. وفي السياق وجه الطاهر ثلاث رسائل للحركة داعياً إياها للنأي عن محاولاتها الانحراف عن الطريق القويم وأكد أن تنفيذ الاتفاقية السبيل الوحيد لهدوء الأحوال، وطالب في الرسالة الثانية القوات المسلحة بتجريد كل القوات غير النظامية من السلاح في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان وحسم أي تدخل غير قانوني من تجاه الجنوب باعتباره مخالفاً لبروتوكول الترتيبات الأمنية وقال غير مسموح أو مأزون لأي قوة عسكرية غير حكومية بالوجود في المنطقتين. وبعث الطاهر بالرسالة الثالثة للمجتمع الدولي وقال ليس من حقه التدخل في أبيي خاصة بعد موقفها الأخير من الأحداث.