تظل الكلمة الجميلة والنغم الشجي.. معانٍ راسخة في الوجدان لا يزيدها مرور الأيام إلا خلوداً.. وسماع الموسيقى والأغنيات الصادقة المليئة المحتوى، تعد وسيلة من وسائل التخفيف من الضغوط.، وما من إنسان سوي الفطرة إلا ويعرف كيف يفرق بين الغث والثمين..!تردت الذائقة عند معظم الشباب، وأصبحت الكلمات الفارغة المحتوى التي تعبر عن زمن الخيانة واستبدال الأصحاب والأحباب بصورة مبتذلة.. هي عنصر الجذب في الحفلات.. وفنانو وفنانات «المغارز» هم الأكثر طلباً.. «بالمناسبة هناك مطربة اسمها نجاة غرزة».. وقبع أغلب فناني الزمن الجميل في منازلهم يجترون الذكريات.. حينما كانت المسارح.. تضاء لأجلهم.. وجلسات الاستماع بالعود أو بالموسيقى والألحان الآسرة يرتاده صفوة الذواقة.. والجيل الراقي الذي يميز روعة الكلمات.. ويستوعب كل مقامات اللحن..!أصبحت «بيوت الأفراح» تبحث عن فنان أو فنانة يسببون «هيستريا للمعازيم».. هذا هو الشرط الأول.. والثاني جهاز أورغ مزود بسيستم يحتوي على مقطوعات فيها «جرعات تسبب جنوناً مؤقتاً».. تجعل كل رزينة تضع رزانتها في التربيزة المجاورة وتنجرف في تيار رهيب من الدوران والتنطيط.. يجعلها «تعتقد» أنها تفرغ ما بداخلها من كبت.. وظلم.. انتكاسة وتعاسة..! رجال وشباب يفقدون وقارهم واتزانهم.. والفنان يرقب المشهد بهدوء خلف المايكرفون.. «بعد أن يسلط عليهم عازف الأورغ».. وكلما زاد الجمهور جنوناً.. ارتفع شأن الفنان في بورصة العرض والطلب، وأصبحت صورته الكريمة في افيش إعلان عن حفل مصدر جذب لكل من أدمن ذاك الصخب والضجيج غير المفهوم..صدقوني إنكم تظلمون الشباب.. فهم لا يعشقون هابط الأغنيات والكلمات.. بقدر ما يجذبهم اللحن الراقص المبرمج.. الذي يعبر عن زمن التطرف في كل شيء.. والانقلاب في إحداثيات الوجدان والذائقة السمعية.. وبعد ذلك يدافع عن نفسه بأنه «ذوق جيل». ستنتهي حتماً ظاهرة فنان يغني كلمات راقصة تقول: الفي ريدو فرط دقس يجي غيرو يعمل مقص.. بلحنها الجنوني عندما نستمع.. لكلمة صلاح بن البادية.. أو شجن لعثمان حسين.. وبعضٍ من لحون حافظ عبد الرحمن.. زاوية أخيرة: أصبح التقليد سمة مشتركة في كثير من الأشياء.. عطور مقلدة.. أخرى مركبة.. أغاني مفبركة.. لحن موجود أصلاً في الأورغ لا بأس من تركيب كلمات على مقاسه.. ونصف شعب بأكمله يرقص على أنغامه بعد أن انطلت عليه لعبة الزيف والخداع..!!