المصور المحترف محمد إمام محمد يوسف مالك استديو واشنطون، بدأ حياته العملية موظفاً بقسم الشحن في السفارة الأمريكية، وبعدها امتهن التصوير وأصبح مصوراً يشار إليه بالبنان.. (آخر لحظة) جلست إليه في دردشة غير مسبوقة وجهت له خلالها العديد من الاتهامات حول علاقته المثيرة للتساؤلات مع إدارة السفارة الأمريكية، حتى وصل الأمر لاتهامه بالجاسوسية، ورد عن الكثير من التساؤلات الحائرة عن طيب خاطر وبروح مرحة لا تخلو من خفة دم.. فإلى حديث محمد إمام: محمد إمام.. متى بدأت علاقتك مع التصوير؟ - بدأت التصوير هاوياً، وفي عام 1981م انشأت محل تصوير بالكلاكلة سميته «إمام» وعملت به بعد أن درست التصوير والكمبيوتر، والتحقت بعد ذلك بموزع كوداك في السودان وهو استديو النيل، وبحكم عملي السابق في السفارة الأمريكية اتصلت بعدد من الموظفين فيها لمعرفة مواصفات الصورة التي تطالب بها السفارة المسافرين لأمريكا ونجحت في معرفتها وتنفيذها خاصة وأنني أول مصور سوداني يعمل بكاميرات الديجيتال تجارياً، وبعد ذلك قررت أن انفصل عن استديو النيل وانشأت استديو واشنطون. لماذا اخترت اسم واشنطون بالذات لتطلقه على الأستديو؟ - كان عليّ وقتها اختيار اسم جاذب للأستديو، لأن كل المسافرين لأمريكا كانوا يقصدون استديو النيل، لذلك لم أجد اسماً أفضل من واشنطون حتى لا أخرج من السوق. مقاطعاً.. ولكن يقال بأن السر وراء هذا الاسم يرجع لإعجابك بالإدارة الأمريكية؟ - هذا ليس صحيحاً، رغم أن الأمريكان شعب عظيم ولتعاملي معهم تعلمت منهم كثيراً. هل صحيح أن الإدارة الأمريكية لا تعتمد صور الوافدين إلى بلادها إلا إذا كنت أنت من قام بتصويرهم؟ - لا.. وأي شخص يستطيع أن يحمل صورة مطابقة للمواصفات المطلوبة للسفارة لا يردونه نهائياً، وحرصاً على راحة المواطن تقوم السفارة بتوجيهه لعدد من الأستديوهات التي توفر له الصورة المطلوبة وليس استديو واشنطون فقط، ولكن أستطيع أن أقول إنهم يثقون في تصويري. ولكن يقال إن علاقتك مع إدارة السفارة الأمريكية هي التي منحتك هذه الميزة؟ - ليست لديّ أي علاقة مباشرة بإدارة السفارة، فأنا لا أستطيع دخول مبناها إلا بعد تفتيشي، وتتلخص علاقتي معهم في استفادتهم من خبراتي في التصوير. بصراحة.. يقال إنك لا تكتفي بالتصوير فقط وإنما تتحرى بدقة مع المسافرين لأمريكا؟ - هناك نظام الكتروني جديد للتقديم للفيزا عبر الانترنت والمسافرون يجدون صعوبة بالغة في ملء الفورمات ببياناتهم، وذلك لأنها معقدة وتحتاج لسرعة كبيرة، وأنا أساعدهم في ذلك لمعرفتي باللغة الإنجليزية، وأدقق معهم في بياناتهم حتى لا ترفض طلباتهم ولكنني لا أتحرى معهم لصالح أي جهة بدليل أن هذه الفورمات موجودة في الانترنت ومتاحة للجميع. مقاطعاً.. هل أنت جاسوس؟ - ضحك كثيراً.. وقال هذا الاتهام أسمعه كثيراً من الناس، ولكن من يتهمني بالجاسوسية عليه إبراز دليل. هل تعرضت لأي مضايقات من قبل الحكومة السودانية جراء ذلك؟ - أنا آكل من الاستديو عيشاً ليس إلا، وبحمد الله لم أتعرض لأي مضايقات من الحكومة، ولكن أتعرض لاستفهامات في وجوه عدد من كبار المسؤولين بالدولة رغم أنني خلقت مع عدد منهم علاقات وصداقات، وفي النهاية أنا مقتنع تماماً بأنني أعمل عملاً مميزاً، ولكن يمكن أن أكون مراقباً لا أعلم. يقال إن الإدارة الأمريكية تتابع عملك بدقة وترصد السلبيات والإيجابيات فيه؟ - ليست للسفارة الأمريكية أي سلطة على عملي لتتابعه إلا إذا أرادوا مني خدمة تصوير خاصة بهم، ولكن لا أحد يقول لي لماذا فعلت أو المفروض تعمل كذا أو تعال ندربك أو ندعمك. ولكن سمعنا بأن السفارة الأمريكية أغدقت عليك الكثير من الدولارات؟ - ضحك.. وقال أين هي هذه الأموال المزعومة. ولكن ألا توافقني الرأي بأن مهنة التصوير لم تعد جاذبة وعائدها المادي ضعيف خاصة بعد ظهور الكاميرات الصغيرة والهواتف النقالة الحديثة؟ - نعم عائد التصوير فقط غير مجدٍ ولكن ملء فورمات الفيزا مثل لي مصدر دخل آخر والحمد لله مستورة. هل كنت تتوقع أن تتميز في التصوير لهذه الدرجة حتى تثق بك السفارة الأمريكية؟ - أولاً السفارة الأمريكية ليس لديها أي دخل بعملي حتى تثق به، وأحمد الله بأنني تميزت في هذه المهنة رغم أنني بدأتها هاوٍياً. ما هي طبيعة عملك مع السفارة الأمريكية؟ - أنا أقوم بتصوير كل مناشط السفارة الخاصة، بالإضافة لتغطية زيارات كل المسؤولين الأمريكان للسودان وأرافقهم في طائراتهم الخاصة، ورافقت من قبل كوندليزا رايس ومستر زولك وكولن باول وغيرهم. كم مرة سافرت لأمريكا حتى الآن؟ - لم أرَ أمريكا حتى الآن، فيمكن أن لا تنطبق عليّ شروط السفر لها إذا تقدمت للفيزا، ولكنني لا أرغب في مغادرة البلاد. أخيراً ماذا تود أن تقول؟ - أنا مجالي التصوير فقط، وأي شخص يرى بأنني يمكن أن أساعده في ملء الفورمات بالمعلومات، فأنا على أتم الاستعداد لذلك، ولكن ليس لديّ أي دخل بإجراءات الفيزا نهائياً.