رفضت كل قيادات أجهزة الأمن والمخابرات الأفريقية في اجتماعاتهم مؤخراً بالخرطوم ضمن مؤتمر السيسا الثامن بقاعة الصداقة، رفضوا الإدلاء بأي تصريحات جانبية وساد جو من التحفظ المتوافق مع ما يجري من أحداث وثورات في أفريقيا وغيرها باستثناء كلمات المنصة التي انحصرت في كلمة مطولة للعقيد فيليب أوبارا رئيس السيسا السابق.. وكلمة اخرى للفريق محمد عطا رئيس جهاز الأمن وأخرى للرئيس البشير وكلمة أخيرة للدكتور جان بينغ رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، ولكن ساد نوع من الوضوح وتناول المتحدثون بوضوح أسباب الأزمات ودوافعها واتفق الجميع على ضرورة أن تكون لغة الحوار مع الشعوب هي السمة العامة والسائدة حتى لا يتولد عنف ومن ثم يمنع أي طريق ثالث للوصول للحرية، وحتى لا تدفع الشعوب ثمن المطالبة بالديمقراطية بإراقة الدماء ووصول أعداد الضحايا لأرقام مرتفعة ومخيفة جراء الكبت وانتهاج الضغط كوسيلة لمنع حرية التعبير والمطالب. وكان أن أقرت لجنة مؤتمر السيسا والذي اختتم أعماله قبل أيام بضرورة الإنصات للشعوب وممارسة حقيقية للديمقراطية، وأكد العقيد فيليب أوبارا مدير مخابرات جمهورية الكنغو في كلمته أمام أعضاء السيسا أكد على أن اختيارهم لموضوع الثورات العربية رغم عدم فهمهم لإستراتيجيات تلك الثورات هدفه ضرورة أن يكون القادة الأفارقة أكثر إنصاتاً لشعوبهم، لأن مكونات الانتفاضات موجودة في كل بلادنا مع اختلاف الظروف، وانتقد أوبارا بشدة موقف الاتحاد الأفريقي من الأزمة الليبية، حيث انحصر دوره في «الفُرجة» فقط رغم قوله إنهم يعترفون بمشروعية الحرية للشعوب. وأضاف اوبارا بالقول إن أفريقيا ظنت إنها قد أحسنت صنعاً بالموافقة على ميثاق روما بدون أن تعلم أو تدرك أن المحكمة الجنائية تكيل بمكيالين، وهي وضعت بطريقة تحمي بها قادتها من الملاحقات بينما تثير المتاعب والمصاعب لقادتنا، وعاد أوبارا ليؤكد على أن الثورات العربية التي قامت بمزيد من الحرية والديمقراطية يجب ألا تحجب عنا بعض التهديدات المترتبة على عمليات الانتخابات.. مشيراً لضرورة استخدام المخابرات لتجنب بلادنا العنف والتدخل كما ينبغي أخذ العبرة وضرورة أن يكون الحوار هو سلاح الحكومات في القارة لأنه أقوى وأكبر من السلاح الذي يقود للموت في إشارة للاستخدام المفرط للعنف، منبهاً إلى أن الحوار يحمينا من إرادة أقوياء هذا العالم وينبغي انتهاجه لنحل به مشاكلنا. من جانبه أكد الفريق أول محمد عطا رئيس جهاز الأمن الوطني أن السودان لن يألوا جهداً في محاربة العنف، ومن سبل العون للجارة يوغندا وإعانتها لمحاربة جيش الرب، و تجريدهم للمعارضة التشادية حرصاً على أمن الجارة تشاد. ومن جانبه فقد أكد الدكتور جان بينغ رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي على أنه لا بد من اتساق الجهود واستقاء الدرس من هذه الأزمات فيما يتعلق بحركة الديمقراطية والحيلولة دون وقوع أزمات في القارة وقال دكتور بينغ إن أبرز مهدداتنا كأفارقة هي عدم الاستقرار السياسي الذي أفشل بعض الدول وأضعف أخرى، وكذلك الصراع حول السلطة وتبادل السلطة غير المؤسس، بالإضافة للانتخابات التي كان يفترض أن تساهم في الاستقرار إلا أنها تحولت لتصبح عكس ذلك لنجد أن الحلول السياسية هي الأجدى كما في أزمة ليبيا. من جانبه فقد أكد المشير عمر البشير رئيس الجمهورية على أن السلام هدف استراتيجي للسودان، ولذا لابد من محاربة المتاجرين بالفتن على حد وصفه، وقال الرئيس إنهم عملوا مع جيرانهم لينعم الجميع بالأمن ولازالت الجهود مستمرة رغم ظروف المؤامرات لإضعاف ذلك الدور، إلا أن السودان سيظل قلب أفريقيا الداعي لوحدتها.. وأبان البشير أنهم كانوا أول المتعاونين مع الكيان الجديد وهو دولة الجنوب وكذلك دارفور، محيياً قوات اليوناميد والتي حسب قوله قد أكدت على قدرة الأفارقة على معالجة قضاياهم، داعياً السيسا للتعاون مع مفوضية الاتحاد الأفريقي واليوناميد وتزويدهم بالمعلومات الصحيحة وإعانتهم لوضع السياسات اللازمة لمعالجة القضايا هناك.