بنتائج مخيبة، وآخرها تعادل سلبي أمام جنوب أفريقيا، تأكد غياب المنتخب المصري عن نهائيات أمم افريقيا القادمة بغينيا الإستوائية والجابون. وكانت كل المؤشرات تشير إلى نهاية غير سعيدة للفراعنة، وأيضا مفاجأة محزنة لنهائيات أمم أفريقيا، لأن خسارة منتخب مصر لا تقدر بثمن، وتمثل إحدى المفاجآت غير المتوقعة! ثلاثة دورات والفراعنة يسيطرون على كل المناخات الأفريقية، حيث عجزت كل فرق القارة من وضع حد للطموح المصري الوثاب، فكان أن أحتكر الفراعنة البطولة! الآن فقط سيكون هناك بطل جديد، لأن وجود مصر خارج قائمة الدول المشاركة يمنح الفرصة للآخرين للتنافس من أجل التوشح بتاج البطولة الذي إنحصر لثلاثة دورات على مصر. قد تكون الأوضاع المصرية خلال الفترة الماضية ليست على ما يرام، ولكن تراجع الفراعنة ظهر منذ وقت ليس بالقريب، فالمنتخب تقريبا شاخ ، وأصبح يعتمد على عناصر لا تستطيع أن تحقق له المزيد! وقد أحتفظ المدرب المصري، حسن شحاتة، صانع المجد الأفريقي الكبير، على عناصر بعينها ظلت تخدمه في كل الأوقات، مع إضافات مؤثرة، ولكنها شحيحة! نذكر أن شحاته كان قد دفع باللاعب أحمد فتحي كوجه جديد بالبطولة قبل الماضية، وأظهر فتحي قدرات كبيرة، وكان مؤثرا جدا، وكانت ألعابه بالطرف الأيمن هي الأخطر، والأعلى تأثيرا! وفي البطولة الماضية، دفع بأحمد ناجي جدو، كمفاجأة من العيار الثقيل، وتوجه أفضل لاعب بالبطولة وهدافا لها في دقائق معدودة، لأنه لم يكن أساسيا إنما بديلا ذكيا لشحاتة! بغير هذه الإضافات كانت كل العناصر التي يعتمد عليها شحاتة من عناصر الخبرة التي ظل يدفع بها على مر السنوات حتى فقدت قابلية اللعب وتقديم الجديد! وقبل التوترات الأخيرة، ونسبة للنتائج غير الجيدة للمنتخب المصري، برزت مطالبات عديدة بإقالة حسن شحاته من منصبه وحضور مدير فني جديد يعيد ترتيب صفوف المنتخب المصري! وأعتقد أنه بعد خسارة الفراعنة فرصة الظهور بنهائيات غينيا الإستوائية والجابون، بات في حكم المؤكد إطاحة حسن شحاته عن منصبه وتكوين منتخب مصري جديد بعناصر جديدة مع الأحتفاظ ببعض عناصر الخبرة ممن يملكون الرغبة في تقديم الجديد! والدرس المصري هذا نهديه لمدرب منتخبنا الوطني محمد عبد الله مازدا الذي يسير في ذات الطريق الذي ساره حسن شحاته مع أختلاف واضح في النتائج لمصلحة الأخير! مازدا أيضا يعتمد على عناصر بعينها، ولا يمكنه التخلي عنها مطلقا مهما تراجع مستواها، أو برز آخرين أفضل منهم، وحتى الآن هو في أمان لأن نتائجه جيدة! ولا يدفع مازدا بعنصر جديد إلا إذا كان مضطرا، كما فعل مع نجم دفاع الأهلي الخرطومي أمير ربيع الذي أشركه اساسيا للمرة الأولى بدفاع المنتخب لغياب سفاري ومساوي لعامل الإصابة! وحتى نؤكد على حرصه التام على عناصر بعينها يكفي ان نشير إلى إشراكه هيثم مصطفى بعدد قليل من التدريبات، وهو أمر غير سيئ بكل تأكيد طالما أن هيثم يمكنه تقديم خدماته! ولكن نحذر مازدا من مغبة إهمال نجوم آخرين خاصة بالمنتخب الأولمبي الذي يشارف على الخروج من التصفيات المؤهلة إلى أولمبياد لندن ما لم تسعه مفاجآت كرة القدم ومعجزاتها! وحتى لا يأتي يوم يجد مازدا نفسه عاجزا عن قيادة صقور الجديان مثلما عجز حسن شحاتة مؤخرا ..نناديه أن يفتح الباب أمام عناصر شابة في مختلف وظائف اللعب وحتما ستكون الإستمرارية من صالحه!