صناعة الطربوش من المهن التي تشارف على الانقراض لأن الزمن قد عفا عليها وأصبحت ( موضة قديمة )وأصبحت في طي النسيان لأن التقدم التكنولوجي قضى عليها ،وهناك أسباب أخرى منها قلة العائد المادي للمشرفين عليها إذا ما قيست للوقت اللازم لإنجازها ، يعتبر أستخدامه حالياً مقصوراً على مناطق محدودة وعلى بعض الأشخاص وربما رجال الدين الذين يضيفوا العمة البيضاء أو الملونة السادة أو المنقوشة حول الطربوش، الذي ظل مستخدماً في عدد من الدول العربية مثل المغرب، مصر و سورية و فلسطين و لبنان و تونس ،وكان ضروروياً لاستكمال المظهر الرسمي إلى ان انتهى استخدامة نهائيا وبقي في سير الذاكرة الشعبية والتراثية ، ولكن ما زال صنع الطربوش الأصلي قائما إلى الان في مدينة تونس ، ويسمى الطربوش في تونس شاشية مجيدي نسبة للسلطان عبد المجيد وشاشية اسطنبولي نسبة لاسطنبول ، وصناعة »الطرابيش« تعتبر واحدة من أعرق الصناعات التي بدأت في حي (الميدان) الشامي العريق وساحة (المرجة)و الأحياء التاريخية والسياحية ،وهي صناعة قديمة وتراث دمشقي قديم له نوعان، بعضها يصنع من الصوف المضغوط (اللباد)، أو من الجوخ الملبس على قاعدة من القش أو الخوص المحاك على شكل مخروط ناقص، ويتدلى الطربوش الشرقي من جانبه الخلفي حزمة من الخيوط الحريرية السوداء تدعى (الشراشيب)، أخذ (الطربوش ) مكانه على رؤوس (بكاوات) و(باشاوات) سورية، ثم انتشر بعد ذلك بين جميع فئات وطبقات الشعب ،وقد انتشرت صناعته بشكل مكثف قبيل القرن التاسع عشر، وأصبح من المعتاد وضع الطربوش الأحمر على رؤوس الرجال، وهو في الأصل ابتكار عربي لغطاء الرأس، إذ ظهر الطربوش الأحمر لأول مرة في منطقة المغرب العربي، وحل محل العمامة والحطة والعقال، و قد انحصر استخدام الطربوش حالياً عند رجال الدين الذين يضعون العمامة البيضاء أو الملونة السادة أو المنقوشة حول الطربوش،? ولا يزال الطربوش موجوداً في نطاق ضيق ويباع في المحلات التراثية حيث تستخدمه فرق الإنشاد والفرق الفلكلورية والمسلسلات الشامية. ? و كان للطربوش عدة دلالات نفسية تعكس الحالة المزاجية على كل من يرتديه، إضافة إلى تحديد الانتماء الجغرافي والمستوى الاجتماعي للمواطنين فإذا كان مستقيماً وثابتاً له معنى يتوافق مع الاستقامة، وإذا كان مائلاً إلى الخلف فيدل على المزاج الرائق، ولا يخلو من الرغبة في التوجيه أو السخرية، ومثلما لوضعية (الطربوش) على الرأس دلالة، فإن نوع (الطربوش) يحدد الانتماء الجغرافي والمستوى الاجتماعي، فطربوش مدينة نابلس في فلسطين يختلف عن (طربوش) الشام ، الأول أكثر دكنة وأطول إضافة إلى أن نهايته أدق، أما الطربوش الشامي فأقصر من حيث الارتفاع وأكثر توهجاً،من ( الطربوش الدمشقي)،الذي تميز بالتطريز بالخيوط الذهبية على حوافه رمزاً اجتماعياً وثقافياً خاصاً لمناخ مرحلة من مراحل دمشق بصفة خاصة، وكان ضرورياً لاستكمال المظهر الرسمي عند الموظفين الحكوميين، إلى أن انتهى استخدامه بعد الاستقلال، وبقي في سيرة الذاكرة الشعبية والتراث، وكان لصاحب الدخل المحدود طربوش واحد، وللشخص الغني طرابيش كثيرة تتفاوت من حيث اللون والمقاييس وأوقات الاستعمال، ولذلك كانت صناعة الطرابيش مزدهرة ولها أربابها.