الشيخ الشاعر، والفقيه الاسلامي المتصوف جلال الدين الرومي الذي عاش في القرن الثالث عشر، المتوفى سنه /672ه/ ، أسس وأنشأ رقصة (الدراويش) أو (المولوية)التي انتشرت في تركيا وغرب اسيا ،منها دمشق وحلب وبعض أقطار المشرق،و يتميز مؤسسوها بإدخال الرقص والايقاعات في حلقات الذكر. الدروشة في الصوفية هي أولى درجات الترقي في التطور الروحي، والدراويش الصوفيون هم زهاد اتخذوا باب التسول للتدرب على البساطة والتواضع والابتعاد عن التملك المادي ،وهم يتسولون لغيرهم لا لأنفسهم وعليهم بإيصال كل ما يحصلون عليه للفقراء والمحتاجين. وهذه الأيام ،كما ذكر المولوي الدمشقي أحمد الطير ،هي طريقة صوفيه في اساسها ،وينظر إليها حالياً على أنها تراثية فنية ، ولأن تكون (مولوياً) يجب عليك أن تكون هاوياً في البداية ،اضافة الى الممارسة والتدريب المتواصل ، يرمز لباسها الابيض الفضفاض ليذكر القائم بالحركة ( المولوي) ومن حوله بلباس الكفن والحزام الملتف حول خصره هو عبارة عن حزام يوضع ويشد للدلالة على الصبر على الجوع والزهد بالدنيا. الطربوش الذي يرتديه (المولوي) اسمه الاصلي ( كلاه)، وهو مصنوع من وبر الجمل، يدل أيضاً على الصبر الذي يتحمله (المولوي) اثناء دورانه نسبة لقوة صبر وتحمل الجمل ، وأما شكل الدوران دائما إلى اليسار باتجاه القلب،و يرمز ذلك إلى حركة الدوران حول الكعبة المشرفة ودوران الأرض حول نفسها ودوران الكواكب برمتها وأيضاً دوران الملائكة حول العرش. وتأتي حركة اليدين التي تعني طلب الدعاء من الله تعالى باتجاهها الى السماء ، أما عندما تكون اليد اليمنى متجهة إلى أعلى واليد اليسرى متجهة الى أسفل فذلك يشير الى أن اليد اليمنى تطلب الدعاء ،واليسرى تعني أن كل شيء في هذه الدنيا دان ولاقيمة له ، أما عندما توضع الايدي على الاكتاف ذلك يعني تذكير نفسه ومن حوله أيضاً أن هناك ملكين يراقبان هذا الانسان فعليه، دائماً فعل الصواب والاتجاه نحو الخير والعطاء والمأثرة، وأما ما يصدر عن (المولوي) من حركات اخرى فهي تعبير عن تواؤم هذا الشخص وطربه وترنمه بالأنشودة المغناة في ذلك الوقت ولا أصل لهذه الحركات الزائدة. رقصة(الدراويش) أو المولوية، تقام حيث يكون ذكر الله جل جلاله ومدح رسوله الكريم ، صلى الله عليه وسلم، ، وما أدخل أخيراً على الرقصة الأصلية البيضاء هو نوع من أنواع الفنون المعاصرة التي تعبر عن الفرح والسرور والسعادة، ومثل ذلك رقصة التنورة الملونة التي جاءت من مصر وتقام في الأفراح والاعراس الشامية والحلبية ، وعن التنورة البيضاء فحصرياً مازالت تحتفظ برونقها وأصالتها المعهودة من نشأتها والى الآن وذلك احتراماً للمشاعر التي تنتاب المشاعر ومؤسسيها. انتشرت رقصة المولوية عالمياً بالتعاون مع وزارة السياحة السورية، ورابطة المنشدين بقيادة الشيخ الراحل حمزة شكور ، وحملت رسالة السلام الى العالم بأكمله برفقة جوقة الفرح لنقل واقع الإخاء الذي تعيشه سوري بين الأديان كافة. وتأتي اعادة صناعة هذا الفن ادى الى ارتباطه بالفلكلور السوري الأصيل، ما دفع عشاق هذا النوع من الفن، عرباً وأجانب ،الى البحث عنه لارتباطه بأجواء العبادة والروحانية التي يشعر بها المتلقي والمولوي نفسه ،ما أدى الى زيادة الطلب عليها ولاسيما في رمضان المبارك والى زيادة انتشارها في الخيم الرمضانية التي تعبر عن عبق دمشق وحلب واصالتهما .