شلل تام أصبحت مقولة انكشف حال ولاية الخرطوم من المطرة الأولى في كل خريف سمة دائمة ومتكررة على مستوى كل وسائل الإعلام، لتتحول الولاية في لحظة إلى مائة وثمانين درجة وتصبح عائمة في بركة مياه في طرقها الرئيسية والأزقة وغيرها دون تصريف مما يعيق حركة السير وتسببها لكثير من الأمراض للمواطنين بسبب توالد الباعوض والحشرات الأخرى، علاوة على تسببها لكثير من حوادث السير ووفيات العديد من الأبرياء، وكل هذا يحدث رغم التصريحات التي نسمعها من قبل سلطات محليات ولاية الخرطوم ال«7» سنوياً قبل الخريف عن استعداداتها وجاهزيتها لمجابهة فصل الخريف.«آخر لحظة» للاطمئنان أكثر على استعدادات الولاية لمجابهة فصل الخريف الحالي، والتي ستكون بمعدلات عالية حسب تأكيدات وتوقعات الارصاد الجوي، حملت أقلامها واستنطقت كل سلطات محليات الولاية عن مدى جاهزيتهم لمجابهة خريف العام تفادياً لعدم تكرار السيناريوهات السنوية. أبدى عدد من المواطنين بمحليات الولاية قلقهم الشديد من فصل الخريف ومعاناتهم التي تتكرر سنوياً لعدم وجود معالجات جذرية بالنسبة للمصارف والشوارع والميادين مما يؤدي لحدوث شلل تام في حركة المرور وتردي صحة البيئة بسبب ركود المياه وانعدام عمليات الرش، منتقدين استعدادات المحليات بحفر المصارف، موضحين أنه عمل روتيني وعشوائي وصرف أموال في «الفاضي» سنوياً دون جدوى، مضيفين أن الإعلان عن الاستعدادات المبكرة من قبل المحليات للإستهلاك السياسي وسينكشف الحال من أول مطرة. وقال المواطن حسن عابدين بشرق النيل يقطن شارع «1»، إن هناك عملاً وحركة ملموسة في الشارع استعداداً لمجابهة الخريف، بجانب الأعمال الجارية في مصرف «كسلا» الذي عانينا منه الكثير كأكبر مصرف مفتوح وهو من أكبر المخاطر على العابرين وسائقي المركبات، وكان لابد من إغلاقه عن طريق البناء الخرصاني، وهذا ما تفعله المحلية حالياً كشيء جيد. وأكد المواطن عثمان الذي يقطن بمحلية شرق النيل بشارع الردمية، على أهمية المصارف الفرعية، مشدداً في ذات الوقت بضرورة توسعتها ونقل المخلفات والأوساخ منها بأسرع وقت ممكن قبل فصل الخريف، مطالباً المحلية بردم الشوارع وتسويتها لتسهيل عملية انسياب المياه إلى المصارف الفرعية ومنها إلى المصارف الرئيسية، مؤكداً المجهودات التي تقوم بها المحلية إلا أنه قال إن العمل يحتاج إلى السرعة في التنفيذ والمتابعة، وأضاف قائلاً إن عمليات الردم العشوائية للشوارع من قبل المواطنين والتي تشكل عائقاً أمام عمل المحلية من تسطيح الشوارع لتسهيل انسياب المياه وعدم ركودها. ü تجهيز كافة المعدات وتحدث الأستاذ محمد مصطفى قسم الله المدير التنفيذي لمحلية الخرطوم عن الاستعدادات التي بدأت مبكراً في المحلية منذ الخامس عشر من شهر مايو المنصرم بناء على توجيهات مجلس وزراء ولاية الخرطوم لمجابهة خريف هذا العام بحفر وتطهير المصارف، وذلك بتكوين غرفة فرعية للوحدات الإدارية للمتابعة والإشراف بالتنسيق مع غرفة الطواريء الرئيسية بالمحلية بتجهيز كافة معدات وأدوات الحفر وتوزيعها على الوحدات الإدارية، بالإضافة لصيانة الطلمبات، فضلاً عن الصيانة الدورية التي تتم للآليات بتغيير الشحوم والزيوت، وأضاف قائلاً إن الأطوار الكلية لعمليات الحفر والتطهير المستهدفة بلغت 867.344 كيلو متراً، منها 647.214 مصرفاً ترابياً، و22.86 مصرفاً مشيداً، بجانب 44 ألف كيلو متر مصارف مقترحة للحفر، مشيراً إلى أن العمل سيتم إنجازه في فترة زمنية لا تتعدى ال45 يوماً، موضحاً أن نسبة الإنجازات الخاصة بعمليات الحفر والتطهير بلغت 58% حتى الخامس من يونيو، فيما بلغت نسبة إنجاز رفع الأنقاض وترحيلها والتي أوكلت لهيئة النظافة بالمحلية.. 92%. العبارات الخرصانية والبلاستيكية: وبالنسبة لشراء وتوريد العبارات الخرصانية والبلاستيكية قال إن المستهدف منها 600 عبارة بلغت نسبة توريدها حتى الآن 60%، مشيراً لرصد الاحتياجات المطلوبة من الردميات للمدارس والمساجد والأسواق وبعض المواقع الأخرى، وقد بدأ توريدها فعلياً. وأكد قسم الله عن الصيانة الكلية للجسور الواقية بالتنسيق مع وزارة التخطيط العمراني، بالإضافة لصيانة جميع الطلمبات الساحبة المتاخمة للنيل، مؤكداً بأنها على أهبة الاستعداد للعمل. أكثر من 733 ألف جنيه: قال المدير التنفيذي إن الميزانية لهذا العام بلغت أكثر من 733 ألف جنيه قابلة للزيادة، وقال إن خطتهم للعام الحالي راعت فتح المصارف الترابية بالمناطق التي لا توجد بها مصارف كمناطق جنوبالخرطوم سوبا وغيرها، إضافة لزيادة كمية المصارف المشيدة.. أهمها اكتمال مصرف شارع 71 الامدادات الطبية، ومصرف شارع 41، مشيراً لتوفير عدد من الطلمبات المتحركة حسب بلاغات غرفة الطواريء بالوحدات وتوجيهها لمناطق تركز المياه بالميادين. ولتلافي السلبيات قال إن خطتهم لهذا العام تحمل بشريات، وذلك بمعالجة وتلافي سلبيات خريف العام الماضي، ويواصل تأكيداته باكتمال كافة الاستعدادات والترتيبات لمجابهة فصل الخريف، مشيراً لدور لجان الطواريء الفرعية بالوحدات المختلفة بعقد اجتماعها اليومي، بجانب اجتماع لجنة الطواريء الرئيسية أسبوعياً لاستعراض ما تم إنجازه من عمليات الحفر والتطهير ورفع الأنقاض ومعالجة العقبات التي تحول دون إنفاذ هذه الخطة بصورة كاملة لتجاوز سلبيات خريف العام الماضي. من أول يونيو المهندس بشير يوسف مدير التخطيط العمراني بمحلية أمبدة أكد أن تطهير المصارف الرئيسية بالمحلية بدأ منذ الخامس والعشرين من أبريل المنصرم والتي تتبع لوزارة التخطيط العمراني، بينما المصارف الفرعية والوسيطة تتبع للمحلية، مشيراً إلى أن المحلية تستهدف حالياً في هذا الخريف تطهير المصارف الفرعية والوسيطة بطول «102» كيلو متراً.. و«166» كيلو متراً للمصارف الرئيسية، وأضاف قائلاً إن تطهير المصارف الفرعية والوسيطة بالمحلية بدأ في الأول من الشهر الحالي، وحالياً يجري العمل بصورة جيدة، بجانب رفع الجسور في الجزء الغربي من المحلية، بالإضافة إلى نظافة خور أبو عنجة لأنه يقوم بتصريف المياه القادمة من الجهة الغربية من المحلية، علاوة على أنه تم فتح معابر وعبارات لتصريف المياه وتوريد «10» آلاف متر مكعب للردميات والذي تم إنجازه حتى الآن بنسبة «90%»، وأوضح بشير أنه بدأ بالمحلية تشييد وحفر مصرف الردمية من «ود البشير» حتى سوق ليبيا بواسطة الشؤون الهندسية، بجانب تشييد مصارف سوق ليبيا بدءاً من المصرف الشرقي.. وحالياً يجري العمل في المصرف الجنوبي بطول «850» متراً. وكشف عن تشكيل غرفة الطواريء بالمحلية لاستقبال البلاغات من قبل المواطنين، بتجهيز «4» باك لودر وقريدر، و«2» قلاب وتانكر، بالإضافة إلى كل احتياجات الغرفة من طلمبات وغيرها، مؤكداً أن في الخريف الماضي كانت هناك إشكاليات في منطقة العامرية وشرق مربع «3»، وحالياً يجري العمل لمعالجة سلبيات الخريف الماضي.