من غير إجتهاد مني، ومن غير ترتيب مسبق، عرفت أن معظم صالات الأفراح الرئيسية في العاصمة محجوزة تماماً ليوم الجمعة الموافق11/11/2011 وأن هذا اليوم مرغوب بشدة لدى كثير من الناس خاصة علية القوم، وأن سودانيين مقيمين في اوروبا والامريكتين وفي الصين والهند والسند قد حجزوا لمناسباتهم السعيدة في هذا التاريخ..! وليس هناك من ميزة لهذا اليوم في ذاك التاريخ سوى أرقامه على الترتيب الذي تراها في عنوان المقال.. وقد حدث كما علمت تنافس كبير على الحجز لهذا اليوم في الصالات الراقية، وقد رسا المزاد لمن دفع المبلغ في الحال والتو عداً ونقداً..! ولا شك أن ترتيباً كهذا سيتبعه حجز مسبق وقبل فترة مناسبة للمطربين والعازفين وفرق الكوميديا.. وللأكل والشرب.. وسيكون هناك تنافس لا ريب بين المدعوات في اختيار التصاميم الراقية واللافتة والمثيرة للدهشة والفتنة..! وربما تكون هناك صرعات جديدة بمناسبة اليوم الحادي عشر من نوفمبر من العام الحالي على مستوى العالم الأول والثالث..! ولقد كان يوم10/10/2010 حدثاً أيضاً وقد انتبه ذكي من أذكياء فن التسويق إلى تلك الخاصية الرقمية المرتبة قبل نهاية القرن الحالي.. وبدأ استغلال واضح لهذه التراتبية الرقمية منذ سنوات.. ولعل البعض يذكر الاختلاف الذي تصاعد حول الإحتفال بالألفية الثالثة وبداية القرن الحادي والعشرين، هل تكون في العام 2000 أم في العام2001 وقد حبذ المستفيدون الرئيسيون أن يكون الاحتفال في سنة الفين وفي 2001..! وقد اختارت شركات عالمية عديدة مناسبة إحتفالها السنوي لتكون يوم 10/10/ 2010 ومنها طيران الإمارات التي كان لنا شرف المساهمة في تنفيذ الجزء الإعلامي من حفلها في الخرطوم في10/10/2011 ورغم أننا نوشك أن نصاب بالزهايمر على كثرة ما نزدحم به من أشياء مزعجة كثيرة خلال اليوم إلا أنني لم انس تاريخ إنعقاد هذا الحفل حين تأتي مناسبة ذكره، واتذكر تاريخه على الفور..! وتلك ميزة تضاف إلى هذه الارقام المترتبة على هذا النحو، ولا شك أن حفل زواج فلان وفلانة وعلان وعلانة سيكون مذكوراً لدى الكثيرين وخاصة الزوج- المغلوب على أمره مع كثرة المشاغل-ولن ينساه على مر وكر سنوات.. وأكيد أن الزوج العزيز لن ينس الهدية المناسبة في ذكرى عيد زواجهما المبارك..! إذن سيكون يوم الجمعة 11/11/2011 مناسبة لاحتفالات عارمة في شتى أنحاء المعمورة، وهناك ساعة ثواني إحتفالات صاخبة وهي الساعة الحادية عشرة من اليوم الحادي عشر من نوفمبر.. حيث يوشك ذلك اليوم على التلاشي نهائياً ولن يعود..! إنه هوس ينمو بإضطراد كما نما هوس يوم فالنتاين أو القديس فالنتاين في الرابع عشر من فبراير من كل عام، وأصبح عيداً للحب وللون الأحمر، وقبل عقد من السنوات لم يكن غالبية العامة من الناس يعلمون شيئاً عن يوم فالنتاين.. ولكن التسويق الذكي ولعبة التجارة الذكية جعلت من هذا اليوم يوماً عالمياً، وعيداً للحب وللاحتفال حول العالم، والكاسب الوحيد من كل هذه الاحتفالات المجنونة، ومن هذا الحَمار الشديد الحُمرة.. هو التجار حول العالم وخاصة في الصين واليابان وكوريا وتايوان..! لقد قفز حجم تجارة احتفالات فالنتاين داي إلى مبالغ طائلة من حجم تجارة بدأت على استحياء شديد، ولم تكن تسترعى انتباه أحد.. ولم تكن تجذب أحداً..! فالتجار الشطار والأذكياء يكسبون من التقليعات.. والمسوقون الأذكياء هم الذين يصنعون هذه التقليعات ويسوقونها..! لست وحدي الذي انفعل بهذه التقليعة من ثنايا تلك الملاحظة العابرة، ولكن وجدت أن الناس في العالم الغربي وكثيراً من الكُتاب قد أدلوا بدلوهم في تلك التراتبية الرقمية.. وكانت محل تساؤل وملاحظات ذكية وضاحكة ومتفلسفة.. فلست وحدي الذي نبش في الحجوزات، وإن كان أمر الحجز في حد ذاته هو محل تقدير لاولئك الذين حجزوا من وقت مبكر، فليست أمورنا كلها عشوائية ولا تعرف النظام.. فاؤلئك الذين عملوا خارج الوطن وخاصة في العالم الأول، والثاني الذي أصبح عالماً رمادياً بين الأول والثالث، استفادوا كثيراً من هذه المعايشة ولكونهم جزء من هذا المجتمع، فقد أصبح النظام والترتيب سمة من سمات حياتهم، فلا غرو أن حجزوا لمناسبة ما قبل عام أو ستة شهور.. المبكي المحزن إذا جاء الحول وحانت المناسبة وقد وجد صاحب الحجز أن المكان الذي حجز فيه لا وجود له في ظل الكساد والضرائب وغلاء الأسعار..! وعودة إلى أذكياء كتاب العالم الأول وفيهم المدونون لا شك والمعلقون الاذكياء أيضاً.. فقد كتب أحدهم لا جديد في اليوم11/11/2011، إنه نفس الذي حدث في 6/6/2006 وفي 7/7/2007 سأصحو من النوم كالمعتاد وأتناول الفطور، ثم أذهب الى العمل، ومن بعد تناول الغداء ونعود إلى البيت لتناول العشاء، ونقضي بعض الوقت مع الأولاد ثم نخلد إلى النوم.. ماهو الجديد في يوم11/11/2011 في أمريكا.. لا جديد..! واقترح أن نعلن عن عمل دولي لكل شعوب العالم في هذا اليوم، بحيث يكون في الذاكرة انه في يوم 11/11/2011 تم تخليد ذلك اليوم بعمل خالد على مستوى العالم.. كتب أحدهم معلقاً.. لا جديد في العام11/11/2011 سوى إنه عيد ميلاد أبي.. عيد سعيد ياابي..! ومعلق آخر كتب: وماذا عن اليوم12/12/2012 وماذا عن العام9/9/1999 ما الذي حدث وما الذي سيحدث.. لا جديد يذكر..! وعلق آخر فقال: أسألوني عن يوم21/12/2012 إنه يوم نهاية العالم كما جاء في روزنامة مايان..! وبإطلالة سريعة على مواقع المناسبات حول العالم على الإنترنت ستجد إن يوم11/11/2011 يحظى بإقبال واسع على مستوى العالم، وأن العديد من الزيجات ستتم في هذا اليوم، والمدهش أن الحجوزات تمت منذ أكثر من سنة وزيادة، وأنه بتاريخ يناير2011 لم تبق سوى أماكن محدودة للحجز في موقع (ودنق بي) Wedding Bee ولحسن الحظ فإن11/11/2011 يوافق يوم جمعة، الخامس عشر من شهر ذي الحجة وفي خواتيم مناسبة عيد الأضحى المبارك.. مما يجعله مناسباً للزواج عند المسلمين.