«العشاء» في بيت الوالي أمس الأول ذكرنا «فطور» زمان!! في تربيزة الصحفيين أجمعنا كلنا نحن الحضور من زملاء المهنة على أننا سنقوم بعمل مفيد إذا ساهمنا باقلامنا في ازالة شبح الشعور بالجوع «والعوز» عن أطفال صغار يذهبون للمدرسة وهم يتضورون جوعاً في فناء المدرسة «زمن الفطور». كيف يقرأ هؤلاء؟ وكيف يتعلمون وكيف يقضون بقية الحصص حتى نهاية اليوم!!. ü نحن زمنّا كان أحسن. واتذكر ونحن صغار نرهف السمع للجرس الذي ينبئ بصوت عالي بأن «الحصة الثانية» أوشكت على الانتهاء ونحن الآن على مقربة من فسحة الفطور كنّا نهرع زرافات ووحدانا ونذهب للبيوت ونفطر ثم نغفل راجعين بما حملته معدتنا الصغيرة من طعام لا نستطيع أن نقول إنه «فآخر» ولكنه لا يجعلنا نستشعر أن هناك جوعاً وأن هناك مسغبة. مستورين والحمد لله. و«شبعانين» 24 قيراط. الآن وفي هذا الأسبوع وعندما يدق الجرس في مدارس ولاية الخرطوم ليقول للصغار إن أوان الفطور قد جاء فإن هناك أكثر من «140» ألف تلميذ يحتاجون لوجبة فطور في فناء المدرسة وبالقرب من البوفيه والذي قطعاً إذا كان سيبيع السندوتش الصغير العام الماضي ب «1» جنيه فإنه سيباع هذا العام- بفعل الغلاء والتضخم الذي وصل إلى أكثر من 16% - ب «5.1» جنيه فما الذي يتوجب علينا عمله كل هذه المعضلة الاجتماعية والاقتصادية «المركبة»..؟ ü في بيت الوالي تداعى نفر كريم من علية القوم هم رجال أعمال وشركات وخيرين دعاهم د. عبد الرحمن الخضر للدفع بمشروع وقف إفطار تلميذ والذي تبنته منظمة «شابة وطموحة».. والتقطت الولاية الفكرة ودفعت بها للأمام على النحو الذي شاهدناه فقد تدافع هؤلاء الخيرون والتزموا في هذه الليلة المشهودة و«المحضورة» وتخيلتها وأنا جالس في هذا المكان الأنيق مثل ليالي رمضان الطيبة المباركة.. تبرع الحضور بإفطار «30» ألف تلميذ وهناك من دفع ملياراً كاملاً ولكن ماذا عن البقية؟ وما الذي يجب أن نفعله لنشر مثل هذه الثقافة التي تسعى لتعزيز مفهوم التكامل بين شرائح المجتمع وهو مجتمع لا نتمنى أبداً أن يجوع فيه الكبار ناهيك عن الصغار.. سادتي الذين أنعم الله عليهم برزق وفير فليدفع كل منّا لكل أسرة فقيرة «98» جنيهاً في العام فهي كافية لجعل التلميذ الصغير يقضي يومه الدراسي بلا جوع أو حرمان!!