ما يزال د. ربيع عبد العاطي هو الأكثر حضوراً في وكالات الأنباء العالمية من وزير الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة د. كمال عبيد... وما يزال الدور المنافح والمصادم والمدافع الذي يقوم به د. ربيع هو الذي تنجذب اليه وكالات الأنباء، وهو ما لا يقوم به الناطق الرسمي للحكومة.. أو يقوم به أمين الإعلام بالمؤتمر الوطني.. ومع تقديرنا للدكتور كمال عبيد.. إلا أننا نندهش لبطء حركته وإيقاعه.. فهو طوال فترته كوزير دولة للإعلام لم يغير شيئاً في الإذاعة أو التلفزيون القوميين.. أو يوحد لها خطاباً إستراتيجياً.. ولم نكن نشاهده كثيراً إلا في تشريفات احتفالات أعياد الإذاعة والتلفزيون.. وإن أوجدنا له العذر في التجربة السابقة لوجود وزير إتحادي أعلى منه.. إلا أنه عندما ترقى إلى أعلى فإننا لم نلحظ شيئاً يتغير في الوزارة غير تحوله من مكتب وزير الدولة إلى مكتب الوزير الإتحادي.. وقد افتقدناه حتى في مرحلة ارتفاع حرارة الدعوة للوحدة.. والتي يفترض أن يوجد فيها خطاب فاعل ودور بارز للأجهزة الإعلامية.. والدور الإعلامي بما يحقق الأهداف.. إلا أن د. كمال الرجل المهذب وصاحب القدرات.. لم ينزل قدراته إلى أرض الواقع في حركة توجد جديداً في وزارة الإعلام.. مقدماً لنا إستراتيجية للمرحلة البالغة التعقيد.. والتي يلعب فيها الدور الإعلامي رأس الرمح في تحقيق الوحدة متزامناً مع التحركات السياسية.. ولو فعل لكانت أولى قراراته قبل التنفيذ إعفاء مدير الإذاعة الذي جعل الكثيرين يقولون «يا حليل جادين» الذي كانوا قد طالبوا برحيله من قبل.. إلا أنهم افتقدوه في العملية التي كان ينتهجها في كل شيء.. كما افتقدوا سياساته التي لا تجعل اليوم مثل الغد.. والغد مثل بعده.. ولو فعل لأدرك أن محمد حاتم سليمان ليس هو رجل المرحلة وأدرك أن الجهازين كانا فعلاً بحاجة إلى إستراتيجية يستوعبها كل العالمين ليعملوا على هديها.. فهيا أخي كمال فالزمان زمان وزارة الإعلام.. والمرتجى من وزارتكم هو الذي جعل المؤتمر الوطني في تقديري.. يجعل على رأسها أحد كوادره التي يثق فيها.. فلا تجعلنا نقول يا حليل د. غازي صلاح الدين الذي كان حاضراً وفاعلاً ومفعلاً لكل الوسائط الإعلامية أيام كان وزيراً للإعلام. ومثلما أدهشني بطء إيقاع د. كمال عبيد.. اندهشت للبداية الغريبة التي بدأ بها صديقنا السموأل خلف الله وزير الثقافة.. فالرجل ظل يهدر وقته في(ربة) الاحتفالات التي تقيمها المراكز والمنابر الثقافية بتوليه الوزارة.. وفي الاستضافات الكثيرة التي يتحدث فيها من خلال أجهزة الإعلام.. وفي تشريف الحفلات الصغيرة.. وهذا ما يمكن أن يقوم به أي شخص.. ولا اعتقد أن لهذا تم الدفع بالسموأل الذي كنا نتوقع أن يلتقي بالكيانات الثقافية في ملتقيات جامعة.. يبحث فيها قضايا الفن ويشخص الأدوار ويتفاكر معها حول المعالجات التي تجعلهم يساهمون معه في علاجها.. لتكون الاحتفالات بمعالجات واقعية نلمسها.. وتحريك ثقافي واضح.. ثم دعونا نسأل السموأل عن خطة وزارته لدعم خيار الوحدة.. مع يقيننا أن أدواته هي الأكثر تأثيراً.. ولأنني أعرف قدرات السموأل أقول له كفى احتفالات.. نريد الشروع في الإنجازات. أخيراً: إن الاحتفاء بالدكتور كمال عبيد وبالأستاذ السموأل يجب أن يكون من خلال الاحتفال بالإنجازات الواضحة والتغيير المطلوب الذي يجب أن يقوما به.. لا سيما أن كل قضايا السياسية والاقتصاد والمجتمع تمر عبر بوابات الثقافة وآلياتها الإعلامية.