صديقنا الامدرماني الصميم أمين حمدان يؤكد ان مصطلح شمارات خرج من حواري وإحياء امدرمان العريقة ، لكن الشمارات والتحبيشات أصلا قديمة قدم الإنسان ، وقديما كان الحلاقون من عتاة الشمشرجية ، وما ان يأتي إليه زبون حتى يفتح إسطوانة الحديث من الشرق والغرب ويبدأ في ( البربرة ) قال فلان وقالت فلانه وعلانة وتمتد الحكاية وتعم المدينة وتصبح حاجة ما لها نهاية ، وفي السودان في أيام الازمات الطاحنة التي لا زالت تمسك بتلابيب الوطن يشتعل سوق الشمارات وتصبح مادة دسمة ووجبات يتسلى بها الناس وينسون بها همومهم ، ومن اكثر الفئات شمشرة في الراهن أصحابنا المغنواتية وأبناء عمومتهم شعراء الأغاني ويأتي بعدهم ناس الرياضة ، اللاعبون ورؤساء الاندية والصحافيون الرياضيون ، ويليهم في ذلك اعمامنا المشتغلون بالشأن السياسي ، للأسف هؤلاء اقصد عتاولة السياسة هم من النخب المضيئة ، لكنهم يحبون الشمارات زي عيونهم ، المهم ما يجعلنا نشمشر حتى آخر مدى هو أننا لسنا الشعب الوحيد الذي يعشق الشمارات وانما الشمارات والتحبيشات وجبات متوفرة بشدة لدى كافة الشعوب ولكل شعب شماراته حسب البيئة والواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي ، والشمارات السودانية المعتبرة تقابلها كلمة فسفسة في الكثير من الدول العربية ، يبدو ان العرب يختلفون على قضاياهم كافة ولكنهم يتفقون في إجادة الفسفسة والشمارات ما يجعلني ابصم بالعشرة والعشرين أننا نتفق في الفسفسة هو ان كلمة فسفسة مستخدمة في الخليج واليمن والشام والاردن والعراق ، ويقولون (فسفس لي وافسفس لك ) ولكن لان العراقيين شعب دماؤه حارة جدا فهم يستخدمون إلى جانب فسفسة كلمة ( كرز ) ولأنني زول من عشاق الشمشرة والفسفسة فقد إكتشفت ان أصحابنا الأمريكان يعشقون الشمشرة مثلنا تماما ومن يريد أن يتأكد من ذلك عليه متابعة أي مسلسل أمريكي من نوعية المسلسلات الاجتماعية مثل ( نساء بائسات ) وبعدها سوف يكتشف ان الشمارات والفسفسة ليست صناعة عربية بحته وانما صناعة امريكية من بيت الكلاوي وفي هذا المسلسل فائق النكهة ( نساء بائسات ) تظهر الشمارات على حقيقتها خصوصا من النسوان فكل واحدة يمكن ان تفعل المستحيل للتجسس على جاراتها ومعرفة ادق تفاصيل حياتهن وكل ما يتعلق بالخيانات الزوجية والدسائس والمؤامرات من أجل صياغتها في حبكة جميلة ونشرها في الحي ، عموما خلونا من شمارات ناس السودان والفسفسه العربية من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر وتعالوا نبحث عن أهم الطرق لوقف الفسفسة الحاصلة بين الحكومة والحركات المسلحة والأحزاب المعارضة لكن قبل ان نقوم بهذه المغامرة الجميلة علينا ان ندعم كافة أشكال الشمارات في السودان ، واطمئنكم إننا من اعتى أصحاب الشمارات والفسفسة في العالم اجمع (عشان كده أقول ليكم ) ان هناك خطة لرفع سلم الرواتب لجميع العاملين في الخدمة العامة والعسكرية والقطاع الخاص في السودان ، كما أن وزارة الشؤون الاجتماعية تفكر في دعم كل شاب يريد دخول القفص الحديدي قصدي الذهبي بمنحه قطعة ارض بيضاء من غير سوء في أحد أحياء العاصفة القومية ، كما أن صاحبتنا ( المحترمة ) وزارة الصحة تفكر جديا في الاستغناء عن كافة الأطباء والطبيبات السودانيين واستقدام كوادر طبية من بنغلاديش واحسن من كده ما فيش . ودقي يا مزيكا .