جاء في الأخبار أن النائب الأول لرئيس الجمهورية سعادة الفريق سلفا كيرميارديت، إجتمع في جوبا بالوفد الأمريكي الذي زار حاضرة الجنوب الاسبوع المنصرم، وأن الرأي قد استقر على اختيار تسعة مستشارين أمريكيين للعمل مع حكومة الجنوب، وإعانتها على تحقيق ما تصبو إليه من أهداف، وهي تخطو على أعتاب مرحلة مفصلية مهمة بتقرير مصير هذا الجزء العزيز الغالي من بلادنا. وذلك إثر إجراء الإستفتاء الذي لم يبق عليه إلا أشهر معدودة.. وفي هذا المجال لا بد أن نقول إن مبدأ الإستفتاء وتقرير المصير أمر متفق عليه، بين طرفي السلطة شريكي الحكم منذ العام (2005م) تاريخ توقيع اتفاقية «نيفاشا».. وهذا الأمر كطرح سياسي منذ ذلك التاريخ، وكواقع قانوني قد حظي بإجماع كافة القوى الوطنية في الحكومة والمعارضة، فلم يشذ حزب واحد من السبعين حزباً التي تصطرع في بلادنا إن عارضت الإستفتاء أو تقريرالمصير.. ولن يزعم أحد أنه أخذ موقفاً معارضاً لذلك.. وأذكر إنني سألت أحد قادة أحزابنا الكبيرة، وقلت له ما هي حكاية تقرير المصير هذه؟ فأجاب علي بكلمة واحدة..(سياسة)!!. ولم أعلق.. واتضحت لي الصورة.. وأنا الآن أحلم بالذين يتحدثون عن المبادئ والمواقف.. أما الذين يتحدثون عن السياسة فما أكثرهم.. ومعظم النار من مستصغر الشرر.