أعلن الجنوب أمس رسمياً دولته المستقلة وسط حضور دولي وإقليمي وأممي وأفريقي بينهم (35) رئيس دولة تقدمهم المشير عمر البشير رئيس الجمهورية شهدوا إنزال علم السودان ورفع علم دولة الجنوب في ذات الوقت وقع رئيس دولة الجنوب الفريق سلفاكير ميارديت على الدستور الانتقالي للدولة الوليدة وأدى اليمين الدستوري رئيساً لحكومة الجنوب وأكد المشير البشير خلال مخاطبته أمس بضريح الدكتور جون قرنق احتفالات استقلال دولة الجنوب التزام حكومته بمعالجة كافة القضايا العالقة والعمل لتحقيق الأمن والاستقرار والجوار الآمن للشعبين في الشمال والجنوب ودعم الدولة الوليدة في كافة المجالات فنياً وإدارياً وقال إن مشاركته في احتفال استقلال الجنوب لا يعني زهداً في الوحدة التي سعت لها حكومته ولكن لتأكيد القناعة الراسخة للحكومة بأن الوحدة لا تكون بالحرب بجانب أن إرادة شعب الجنوب يجب أن تحترم مشيراً إلى المكاسب التي تحققت بفضل السلام مطالباً بضرورة حماية هذه المكاسب باستدامة السلام وخلق علاقة جوار ايجابية ومتميزة ومراعاة المصالح المشتركة بين الدولتين. بجانب المحافظة على الروابط النفسية والوجدانية بين شعبي الشمال والجنوب وأضاف أن التحدي الأكبر هو الحفاظ على الأمن في الحدود وتكوين رؤية مشتركة وتفاهم يراعي ميزة الحزام الحدودي المشتركة معلناً في ذات الوقت انتهاء مهمة بعثة اليونميس بالسودان داعياً لتناسي مرارات الماضي فيما أعلن رئيس دولة الجنوب الفريق سلفاكير ميارديت العفو العام عن حاملي السلاح بالجنوب ودعاهم لوضع السلاح والانضمام لدولتهم الجديدة وكشف عن أولويات حكومته خلال المرحلة القادمة مشيراً للمهددات التي تواجه الدولة الوليدة. وقال نفكر الآن في كيفية معالجة قضية دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان وتعهد ببسط العدل خلال حكمه للجميع. وأوضح أنه يرى الضوء في آخر النفق المظلم وقطع بأن لديهم رؤية لمعالجة كافة القضايا العالقة والشائكة مشيراً إلى جهودهم في تحقيق سلام إقليمي بمساعدة دولتي أثيوبيا وأريتريا وأعلن عن احتفاظه بعلم السودان باعتبار أن الجنوب كان جزء منه بينما كشف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن التحديات التي تواجهها دولة الجنوب واستدرك لكن الوطنية التي زرعت في شعبه تجعله يمضي مع جيرانه لخلق وضع أفضل وأعلن عن مساعدتهم في حل القضايا العالقة بالتعاون مع المجتمع الدولي لتقديم الخدمات للجنوب مشيراً إلى أنها ستصبح الدولة (193) في الأممالمتحدة وقالت مندوب الولاياتالمتحدة في مجلس الأمن ممثل الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن الاحتفال يعتبر نصراً للحقوق والحرية مشيرة إلى أن الاستقلال لم يكن هدية وإنما أخذ عنوة وطالبت بضرورة أن يسود الأمن وحكم القانون والتخلص من الفساد والتركيز على التعليم وقالت إن الولاياتالمتحدة هي الصديق العزيز والمخلص لدولتكم الوليدة وأضافت سنعمل معاً من أجل ترقية حقوق الإنسان وأن الحكومة الأمريكية ستقف إلى جانبكم وستظل مع كل السودانيين لتمكينهم من خلق الظروف الملائمة التي تحقق العدل في المنطقة. وقال الرئيس الأثيوبي ملس زناوي رئيس آلية الإيقاد إن الايقاد تهنيء شعب الجنوب بدولتهم وتؤكد دعمها له وأشار ممثل الاتحاد الأفريقي أن إعلان استقلال الجنوب يعني القضاء على ما مضى من الألم الذي ساد بين الشمال والجنوب وطالب سلفاكير بالعمل على خلق علاقة جيدة مع دول الجوار وأبانت كاثرين أشتون ممثلة الاتحاد الأوربي أن هناك الكثير من التحديات التي تجابه الدولة الجديدة لكن أمامها مستقبل يملؤه السلام وأن المهم هو أن تكون الدولة الوليدة ذات علاقات طيبة وطالبت حكومتها بالتمسك بالعدل والقانون وقال ممثل الجامعة العربية إن الجامعة ستدعم دولة الجنوب وتشارك إلى جانب الأطراف الدولية في إعادة بناء الدولة الوليدة لتحقيق الأمن والاستقرار. ومن جانبه وصف الرئيس الكيني مواي كيباكي إعلان دولة الجنوب باليوم التاريخي مبدياً تقديره للراحل دكتور جون قرنق والرئيس عمر البشير وسلفاكير ميارديت لالتزامهما بتطبيق اتفاقية السلام الشامل بشجاعة بحثاً عن السلام. وكان رئيس المجلس التشريعي للجنوب جيمس واني ايقا قد تلى بيان المجلس حول إعلان الدولة الجديدة وأكد ايقا أن جمهورية جنوب السودان تنشىء دستوراً ديمقراطياً يسعى لتمكين الالتزام والاعتراف بحقوق الإنسان وبالحكم رشيد للقانون والاستقرار مشيراً إلى أن الدولة ستحتوي على إثنيات مختلفة تعيش في سلام على نحو ديمقراطي مشدداً على التزامهم بتبني علاقات طيبة مع مع دول الجوار خاصة السودان. وقال تربطنا بالشمال روابط تاريخية ينبغي أن تستمر في المستقبل مشيراً إلى أنهم سيعملون على حل النزاعات والخلافات مع الدول الأخرى بالاحترام المتبادل والمساواة. وشهد شاهد من أهلها وصف رياك مشار نائب رئيس دولة الجنوب خلال تقديمه للرئيس عمر البشير وصفه بالشجاع والحكيم وقال البشير كان من القادة الذين وقفوا بحسم للسلام مشيراً إلى أن حكمته ورؤيته الثاقبة التي وصلت بالاتفاقية لمبتغاها الأخير مشدداً على أن البشير أثبت أنه من خيرة قادة السودان.