أبناؤنا في الكويت الذين عاشوا مأساة الاحتلال الغاشم العراقي للكويت ذات صباح حزين في تاريخ الأمة العربية، فإن ذلك اليوم الأسود في العام 1990م، حيث خرج الشباب السوداني من الأراضي الكويتية بشجاعة وهمة كبيرين، وهم(خالو الوفاض) إلا من كرامتهم وعزتهم وفخرهم بواطنهم العزيز السودان، وبالأرض الكويتية التي خدموا على أرضها سنوات طوال بكل الاحترام والتقدير، وكان جزاء ذلك أن وجدوا الحب والإخلاص من نظائرهم الكويتيين، وكيف لا يكون ذلك وهؤلاء السودانيون، هم جيل ود حبوبة والمهدي وعلي عبد اللطيف والأزهري ورفاقه الأبرار الأحرار، جاءوا بقناعة تامة إلى وطنهم وعندما انجلى الموقف بالكويت وعاد الكويتيون إلى ديارهم، رفض استقبال الدول التي وقفت مع الغزو العراقي، وللأسف كان من ضمنها السودان وهذه قصة أخرى، سوف يكتبها التاريخ فيما بعد. نعود لهؤلاء السودانيين الذين عادوا إلى ديارهم وهو لا يملكون من الدنيا إلا حطامها، وهم ينتظرون الفرج من رب العالمين حتى يعودوا إلى سيرتهم وحياتهم الأولى، ومعظمهم لديهم مسؤليات أسرية جسام فكيف يواجهون هذه الحياة الصعبة المعقدة الاقتصادية بالسودان، فتبرعت الأممالمتحدة فارسلت لهؤلاء المتضررين أموالهم عبر الحكومة السودانية، وبصفة خاصة الذين فقدوا الوظيفة؟ وهو ما أطلق عليه (بفقدان الوظيفة)، ولجأوا إلى جهاز شؤون العاملين بالخارج، واحتجوا واعتمصوا، وأهل الجهاز يوعدوهم بالخير، وأن مشكلهم على وشك الحل، وأهلنا العائدون مازالوا يتمسكون بالصبر، ولكن للصبر حدود، وهؤلاء قد وصل بأسرهم الضرر البليغ وهم يكابدون ظروف حياة صعبة، لا يستطيع أن يواجهها أو يصبر عليها حتى المقتدرين، وللحق فإن جهاز شؤون العاملين بالخارج يقف في صف هؤلاء العائدين، ولكن العائدين قد نفد صبرهم ولا أحد يدري ماذا تكون النتائج، بعد هذا الصبر المجيد، نخشى من نتائج كارثية، فالصبر وارد في كل شيء ولكن عندما يصل الأمر إلى أن يجوع الأطفال ولايدخلون المدارس ذات التكاليف العالية، فقد ينفجر الموقف، ولا يستطيع أحد أن يسيطر على هؤلاء الذين يفوق عددهم ال(30) ألف شخص.. الأمين العام د. كرار قال إن الأمر في طاولة مجلس الوزراء للنظر فيه، ونحن نعلم أن الحكومة تواجه ظروفاً تاريخية بعد (9) يوليو سنة 2011م، وبالأخص فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي، وهؤلاء القوم جزء من العملية الاقتصادية، يعيشون في قلبها بكل صبر ويقين، ولكن الأمر وصل إلى نقطة اللاعودة نأمل من المجلس الموقر أن يبت في أمر هؤلاء ورمضان على الأبواب، والعيد سوف يطرق الأبواب بعد قليل، أدخلوا الفرحة في قلوب هؤلاء وهؤلاء أطفال وأسر مثلكم ألا تدركون ذلك؟ أن الله ليس بظلام للعبيد.