قال الفريق ركن محمد رشاد أحمد محمد البلك المدير العام للهيئة العامة لقاعة الصداقة إن دخل القاعة انخفض بسبب ظهور فنادق منافسة مما أثر في الإقبال نحو القاعة، ورفض الفريق الذي عمل في مهمة ياور للرئيس لمدة 18 عاماً في حوار مع آخرلحظة الإفصاح عن ملامح من شخصية رئيس الجمهورية باعتبارها أسراراً عسكرية، وكشف عن مشاريع مستقبلية لتطوير القاعة تشمل إنشاء فندق ومطعم عالمي وصالات للمناسبات، نافياً تشريد أي من العاملين بالقاعة.. وقال إن الإدارة أجرت معالجات لتقليل الصرف بإيقاف شركات النظافة والبساتين التي تكلف 52 ألف جنيه شهرياً، مقراً بتوقف السينما بسبب عدم مواكبتها للحداثة والتطور. ثمانية عشر عاماً وأنت قريب من الرئيس عمر البشير حدثنا كيف كانت البداية؟ - علاقتي بالسيد الرئيس بدأت قبل أن يكون رئيساً، وكنت ضابطاً معه في وحدة (سوا) في القوات المحمولة جواً وضباط في الجيش وفي الكلية الحربية، فهذه بداية علاقتي ومعرفتي به، و بعد عام من قيام الثورة، كلفت أنا باستلام مهام الياور من أخونا في ذاك الوقت عبدالقادر البشير وعملت مع الرئيس خلال فترة (7) أعوام، وبعدها ذهبت للعمليات لمدة عامين وبعد الرجوع من العمليات استدعيت لعمل كبير ومهامٍ أخرى بعد الشخص الذي كان يسبقني في العمل والذي قدم استقالته ، وعملت معه حتى أحلت للمعاش عام 2008 تقريباً. ما هي المهام التي كلفت بها وماذا تعني كلمة ياور؟ - ياور كلمة تركية ترجمتها المرافق العسكري للرئيس في كل أنحاء العالم وأي رئيس يكون عنده مرافق عسكري. وما هي مهمة الياور؟ - هي أسرار عسكرية أفضل عدم الخوض فيها.. (مقاطعة) نريد أن نعرف طبيعة عمل الياور؟ - طبيعة عمله مرافقة الرئيس في حله وترحاله وفي كل تحركاته وسفرياته داخل البلاد وخارجها. حسناً وأنت قريب من الرئيس لفترة طويلة حدثنا عن شخصية البشير كرجل دولة وعسكري وكمواطن؟ - (ضحك) هي أيضاً من الأسرار العسكرية لا أحب التحدث عنها. حدثنا عن شخصيته كمواطن فقط؟ - الفترة التي بدأتها معه كان عسكرياً وليس مواطناً عادياً ، وكما أخبرتك يُمنع الحديث عن العسكريين. حسناً متى بدأت علاقتك بقاعة الصداقة؟ - علاقتي بقاعة الصداقة قديمة جداً كنت أحضر إليها مع الرئيس في الاجتماعات والمؤتمرات والورش، وكنت عندما أحضر مع الرئيس أقابل د. محجوب إبراهيم المدير السابق للقاعة وأجلس و(إتونس) معه في مكتبه ونتبادل الأحاديث، ونشأت بيننا علاقة قوية، ومن هنا أشيد بالدكتور محجوب الذي أفنى زهرة شبابه في المحافظة على القاعة بصورتها الحالية وكان له الفضل في المحافظة عليها وتطويرها وتأسيس وإنشاء القاعة الرئاسية الجديدة، في فترة كانت تقدم فيها ثلاث قمم هي القمة الأفريقية والعربية والباسيفيكية، لذلك كان لابد من إنشاء قاعة تليق بالوفد، وبذل د. محجوب مجهوداً لإقامة الثلاث قمم بإنشاء القاعة الرئاسية وإنجاح كل المؤتمرات. ظهرت فنادق نافست القاعة في استضافة المؤتمرات مما أثر على دخل القاعة؟ - فعلاً في السابق كانت المؤتمرات تقام في القاعة، ولكن بقيام الفنادق جذبت كثيراً من الناس، لذلك انخفض دخل القاعة، كما أن الصرف عليها لا زال في تطور، لذلك لجأنا لسياسة الدولة في تقليل الصرف والنفقات وقمنا بإيقاف إحدى الشركات العاملة في النظافة وأخرى تعمل في مجال الحدائق وأوكلنا مهامهما لمنسوبي الحدائق والقاعة للاستفادة من الصرف وهم لأكثر من شهر يؤدون نفس الأداء. البعض عزا تراجع الإقبال نحو القاعة لارتفاع أسعارها بجانب الخدمات المقدمة مقارنة مع الفنادق؟ - أبداً لا يوجد فرق في الأسعار ما بين القاعة والفنادق، كما أن خدماتنا ممتازة وعلى مستوى رئاسي يشيد بها الجميع بما فيهم الرؤساء وقاعاتنا مجهزة بأحدث أجهزة الترجمة وصممت لإقامة المؤتمرات العالمية. في رأيك ما هو السبب إذن في الإقبال نحو الفنادق؟ - قد يكون حباً للتجميل أو أن تكون الفنادق قدمت إغراءات لإقامة المؤتمرات فيها. الآن هناك مشاكل ومعاناة تواجه القاعة بعد انخفاض دخلها؟ - حتى الآن لم تظهر المعاناة، وحقيقة الدخل قل لدرجة لم نستطع تنفيذ وتطوير مشاريع استثمارية ودخلنا يكفي المرتبات والكهرباء والنفقات الأساسية. لذلك قمتم بتشريد العاملين لخفض العمالة والصرف؟ - منذ أن أتيت للقاعة وحتى اللحظة لم يتم تشريد أو عزل أحد أو خروجه من القاعة لأي سبب من الأسباب وحقيقة لم يتم عزل أحد أو إحالته للمعاش منذ حضوري للإدارة عدا (11) عاملاً عن الإخوة الجنوبيين حسب اتفاقية السلام وتوجيهات مجلس الوزراء وسنعمل على تكريمهم الأسبوع المقبل لمغادتهم للجنوب. ما هي المعالجات التي وضعتموها لحل مشاكل الميزانية؟ - سنلجأ لإيجاد تمويل من وزارة المالية والبنوك لرفع مستوى الدخل وحالياً بدأنا في معالجات بتقليل نفقات الصرف، بالإضافة لإيقاف شركة النظافة التي تكلف 40 مليون في الشهر وشركة البساتين 12 مليون شهرياً للاستفادة من الميزانية في إنشاء مشاريع استثمارية للقاعة. الكوادر العاملة كم يبلغ عددها وما هي خدماتها وكفاءتها؟ - بها حوالي 150 إلى 160 موظف وعامل، وفيهم عدد كبير بدأ عمله مع بداية القاعة وهم كفاءات و أداروا القاعة على أكمل وجه للحافظة عليها وتطويرها، وهناك العديد من الكفاءات في المؤتمرات والتوثيق والمراسم كفاءاتهم عالية جداً. ما هي خططكم المستقبلية الاستثمارية؟ - إنشاء فندق هو من أول المنشآت الاستثمارية التي سنقيمها لإقامة المؤتمرين الأجانب، وسنربط الفندق بجسر مع القاعة لتسهيل حركة المشاركين كما سننفذ مشروع مطعم عالمي في سطح القاعة باتفاق مع الصينين لإنشائه وسيكون موصَّل بمصعد زجاجي يكشف المناظر حول القاعة، بالإضافة لإنشاء صالات للمناسبات حديثه وإقامة الأفراح للمسؤولين لإقامة مناسباتهم فيها بجانب مشروع عربات ليموزين لخدمة القاعة والمؤتمرين ومشاريع على شارع النيل لإقامة (كوفي شوب) وانترنيت والوجبات السريعة مطلة على شارع النيل.. ولدينا فكرة لعمل ميدان النخيل المواجة للصالة الرئاسية لعمل حديقة عامة لاستقبال الضيوف، وخلف القاعة فكرة لصالة أفراح وصالة رياضية في الجهة الجنوبية الغربية من القاعة. سينما القاعة حالياً شبه متوقفة وهي نموذج للأسر باعتبارها تقع في موقع إستراتيجي ومؤمن؟ - من المشاكل التي واجهت السينما الأجهزة التي تدار بها قديمة ولا تواكب الحداثة ولا تشغل الأفلام الحديثة، فضلاً عن أن أدوات الإضاءة والسمعية أصبحت قديمة حتى الشركات التي تمدها بالاسبيرات في الصين انتهت مصانعها وقامت مصانع لا تواكب القديمة، وأيضاً كانت هنالك مؤسسة السينما بالإيجار وحالياً المؤسسة غير موجودة وتستورد أفلام بمبالغ كبيرة بعد تشغيلها لمدة أسبوع، تصبح غير مجدية، كما أن كل الأسر أصبحت تتابع الأفلام الحديثة عبر الفضائيات لذلك رواد السينما أصبحوا قلة قليلة.. وحالياً اتفقنا مع الصينين لتجديد السينما وتطويرها بأحدث أجهزة التكنولوجيا وجلب الأفلام الهادفة، وستكون أفلام أسبوعية للدولة بالإضافة للأفلام العادية، كذلك سنعمل السينما كمسرح لحفلات التخريج والاحتفالات والمهرجانات، والسينما لم تقف، فقط أجهزتها قديمة وسنبدأ تشغيلها في رمضان المقبل كمسرحيات وعملنا حالياً ورشة عمل لتطويرها كسينما ومسرح وسندعو لها المسرحيين والدرامين. معارض السلع الاستهلاكية والمستلزمات التي تقوم باستئجارها الجهات هل لديكم خطة لتوفير مواقع أخرى خاصة وأن هنالك مساحات داخل القاعة؟ - من مشاكل القاعة بالنسبة للمعارض تأجير الصالات لإقامة المعارض بتقسيم الصالات، ونحن ساعين لجلب مواد لإقامة معارض في القاعة، وسنقوم بأنفسنا بإقامة المعارض بعد جلب الإمكانيات لقيام المعارض. وأخيراً ما هي المشاكل التي تواجهكم؟ - نعاني من مشاكل في شبكات الكهرباء والصرف الصحي والمياه وهي تعمل منذ 35 عاماً بالرغم من أن عمرها الافتراضي 25 سنة نتيجةً المحافظة عليها من الكفاءة، وهي وصلت مرحلة أن قطع الغيار تم تغييرها لعشرات السنين وحالياً اتفقنا مع الصينين لتجديد الشبكات ونتوقع وصول فنيين من الصين لمعالجة المشكلة خلال العام لتحديث الشبكات لإرجاع القاعة كما كانت عليه، كما أن هنالك مشاريع لإدخال الطاقة الشمسية داخل القاعة إذ ندفع أكثر من «100» مليون شهرياً لتكلفة الكهرباء للإضاءة والتكييف، ونحن بصدد إقامة طاقة شمسية مع الصين خلال فترة شهرين ولأول مرة لتقليل الصرف.