هلل العديد من الزملاء وأنا منهم لموقف المريخ الاداري تجاه أزمة الحضري والتي قابلها بالحزم والحسم والعين الحمراء لدرجة أن رئيس النادي خرج على الجميع بتصريحات من العيار الثقيل «فشت» غبينة الجميع من الحضري بسبب مواقفه مع مجلس الادارة ورئيس النادي نفسه الذي طالته حملة التهكم من الحضري لم يرضاها عدو أو حبيب وتفاعل الجميع بالداخل والخارج مع الأزمة لدرجة أن معظم الاشقاء في مصر من مدربين وصحافيين اعلنوا مساندتهم للمريخ وادانتهم لسفر الحارس من السودان بتلك الصورة التي تنم عن التحدي وسبق الأصرار ووجدت أزمة الحضري المتابعة والاهتمام في السودان من كل الوان الطيف الرياضي والسياسي ايضاً على خلفية التصعيد الاعلامي من هنا وهناك. ٭ ولم يكن اكثر المتشائمين يتوقع أن تشهد هذه التطورات المتلاحقة والمتسارعة والمتزاحمة والتي قضت بكل اسف أن يسمح المريخ للحارس أن يعود ويحرس شباك المريخ مستغلاً الظروف الطارئة والتي قام عن طريقها «بالمخارجة» وعبور المطب الصعب الذي وضع نفسه فيه. لم يكن الحارس ليحزم حقائبه ويعود بهذه السرعة ليلحق مباراة شندي لو لم يكن هناك اتفاقاً مسبقاً لترتيب هذا السيناريو ولكن الحضري وجدها فرصة نادرة للمخارجة من الأزمة ولو مؤقتاً. ٭ وحقيقة لم يكن من المقبول ولا من المعقول أن يتغافل المريخ ويتراجع بسرعة عن مواقفه ومبادئه بهذه الصورة المخيبة للآمال. ولا ادري كيف تراجع المدرب حسام البدري عن سياسة الانضباط التي طالت بله جابر وموسي الزومة بالايقاف لشهور واستقطاعات مالية ليلعب الحضري من منازلهم وقبل محاسبته على سفره وتحديه لمجلس الادارة وكيف سمح البدري بمشاركة حارس من خارج اسوار التدريب بينما الحارس الجاهز والمستعد هو يس الذي اختاره المريخ من بين عشرات الحراس ليكون احد حراسه في الممتاز ولو شارك في هذه المباراة لكان ميلاد نجم وحارس. لقد كسر المريخ ادارته ومدربه اليد الطولى والشوكة وهي سياسة الانضباط وكنا نتوقع من مجلس الادارة التعامل مع الحضري بالقرارات الحاسمة لا بهذا اللين والتساهل الذي جعل المريخ يكسب المباراة ويخسر المباديء.