من أطرف الأشياء أن إسم الانسان يمكن أن يكون ملوثا ويجعل الزول يجلس على صفيح ساخن ، قصة الإسم الملوث حدثت مع صديقي الصحافي اللبناني معمر أبو قيس ، هذا المعمر ، ارسل في بريدي الالكتروني رسالة ساخرة أكد فيها أن إسمه يا حسرة أصبح ملوثا وأنه يفكر في تغييره ، الحكاية وما فيها أن هذا المعمر بعد ان عمل عدة سنوات في الصحافة الخليجية سافر إلى المانيا للتحضير لبرنامج الدراسات العليا ، وأثناء دراسته اللغة تعرف على صديقة المانية هي التي ( جابت خبره ) حسب قوله ، حكاية الإسم الملوث بالنسبة لصاحبي بدأت بعد الحراك الثوري الليبي وتحدي الديكتاتور معمر القذافي العالم بعنترياته وخطاباته النارية الملوثة ، يقول الرجل في رسالته أنه بدأ يشعر بفتور العلاقة بينه وصديقته وفي النهاية ساهمت البنت الألمانية الشقراء في عرقلة تواجد صاحبنا في المانيا بعد ان أبلغت عنه السلطات فتم طرده من ذلك البلد فقط لأن إسمه معمر ، عفوا حكاية صاحبي اللبناني الذي جنى عليه إسمه ليس موضوعنا اليوم وإنما الحكاية تتعلق بالتلوث في المطلق ، نحن الآن على أبواب شهر رمضان المبارك ، وادعو من كل قلبي ان ننظف قلوبنا من التلوث وان نفتح صفحة جديدة مع الحياة خصوصا بعد أن اصبح الوطن مفصول وخالي من الدسم ، المهم هل يمكن للحكومة بجلالة قدرها أن ترفع إسم السودان من القائمة السوداء الملوثة حسب المعطيات العالمية ، نعم ترفع إسم السودان من القائمة السوداء خصوصا بعد ان تمت عملية إنفصال الجنوب بصورة حضارية وغير ملوثة ؟ ، أقول قولي هذا لأن الحراك السياسي في السودان ملوث بدائرة قطرها 380 درجة ، وهذا التلوث الكبير جعلنا نغض البصر عن تلوث البيئة في مجتمعنا فالتلوث البيئي يدق على ابوابنا ، تلوث بمخلفات الصرف الصحي والمصانع والمدابغ والذي منه ، اسأل فقط هل الجهات المعنية بالحفاظ على البيئة في السودان تقوم بالدور المناط بها أم أنها تنام على سنجة عشرة في التلوث ومخلفاته ؟، بصراحة كده أشك اننا سوف نتخلص من التلوث البيئي ، للأسف أمراض الفشل الكلوى المتزايدة والاورام الخبيثة في عموم السودان لها علاقة مباشرة بالتلوث ، صدقوني اذا اجرت منظمة الصحة العالمية دراسة عن التلوث في العالم سيحرز السودان المرتبة الاولى عن جدارة واستحقاق ، ويكتب في الصفحات الملوثة بحروف من نور ، ومن على هذا المنبر اطالب بوزارة سيادية مستغلة للبيئة ، ووضع معايير حسب المتعارف عليه عالميا لدرجات التلوث ، نحن احوج ما نكون الى هذه الوزارة ،ولكن قبل كل شيء يجب أن تكون قلوب العاملون في الحراك السياسي من ألوان الطيف كافة غير ملوثة، لكن للأسف هذه معادلة يصعب تحقيقها في وطن يعاني من التلوث في كل شيء .