جاء في إسطورة فائقة التشويق أن أميرة فارطة الجمال تقول للقمر ( قوم وأنا اقعد مكانك ) ، حبسها والدها في قلعة في جزيرة نائية عقابا لها لأنها احبت فارس من عامة الشعب ، ولأن كيدهن عظيم والعياذ بالله ، فقد قامت الاميرة السجينة بإنزال ضفائر شعرها الطويل مثل الحبل فتشعبط فارس أحلامها وصعد إليها في القلعة ، هذه الحكاية ليست موضوعنا اليوم ولكن إستعدتها من تلافيف الذاكرة الخربانة وانا اطالع بعض ألبوماتي القديمة ،وقد ضحكت كثيرا وانا أشاهد نفسي، فقد كنت احمل على رأسي ( تفة ) من الشعر المنكوش مثل شيطان القايله ، وبمرور السنين لم يعد صاحبكم العبد لله يطيق بقاء الشعر على رأسه ، لأكثر من شهر ، المهم في هذه الأيام عادت موضة الشعر المموج والشعر المربوط مثل زيل الفرس ، ولكن للأسف هذه الموضة الأخيرة لا تناسب شبابنا ، واللبيب بالإشارة يفهم .. أما موضة حلاقة الشعر ( زلبطة ) فهي ما زالت سائدة وستظل كذلك طالما أن الزحف الصلعي اللئيم ، يقصف بشعر الرجال ، وبالنسبة لموضة ضفر الشعر على شاكلة المشاط فقد أشارت إحدى الدراسات إلى أنها من افضل الحلول لمشاكل الشعر في الصيف ، وبطبيعة الحال فإننا في هذه الأيام نعيش في أتون الصيف وانقطاع المياه الذي اعلن انه انتهى.. ولكن لا اتصور أن المسألة سوف تنتهي هكذا ببساطة ، وسوف يظل حبل انقطاعات المياه والكهرباء متواصلة على سنجة عشرة ، وأحلق شعري لو أنها انتهت بصورة كاملة ، المهم في الغرب تحتفي بيوتات التجميل والموضة بتشكيلات الشعر على شاكلة الضفيرة الفرنسية والضفائر الرفيعة المتقاربة على كامل الرأس التي يظهر بها لاعبو الكروة الأفارقة ، للأسف ولى زمان كان فيه أصحابنا الشعراء يتغنون بالشعر الدوائر والشعر الناعم وتايه الخصل إلى غيرها من التشبيهات لأن مسائل فرد الشعر بمختلف الوسائل أصبحت رائحة ويمكنها أن تجعل اجعص خصلات شعر قاسية مثل الحرير ، ودقي يا مزيكا .. وفي ستينيات القرن الماضي ردد العشاق واصحابنا أهل الهوي مع صلاح بن البادية ( سال من شعرها الذهب ) رائعة عمنا الراحل أبو آمنه حامد رحمه الله ، نعم رددوا هذه الأغنية رغم أن جيناتنا الوراثية تعاني من انيميا في الشقروات ، بالمناسبة هناك إبحاثا كثيرة تشير إلى ان المرأة الشقراء في طريقها إلى الانقراض لتصبح مثل فيل الثلج والأحياء الفطرية التي ذهبت في الباي باي ، أما من اغرب الأشياء فقد كشفت بحوثا كثيرة ان المرأة الشقراء لئيمة وليس لها أمان وهي تماما مثل الزمان ، أما ذات الشعر الأحمر فإنها حسب الإبحاث إمرأة قوية وتمتاز بمقاومة كافة ظروف الحياة ، عموما ودي ان نستيقظ ونجد جميع السودانيات أصبحن من ذوات الشعر الأحمر ، حتى تتمكن الواحدة من التغلب على أصحاب العضلات وأعاصير الحياة المتضاربة .