لا أعرف عما إذا كانت الكاميرات الإلكترونية قد بدأت عملها في شوارع العاصمة أم لا؟.. فالقيادة باهمال والاستهتار في الشارع أصبحت امور لا تطاق .. كيف تكون أنت «العاقل» وحدك والأكثرية «يقهقهون» بدواسات البنزين في «الزلط » بلا هدى!! و هل تكفي الكاميرات التي قيل إنها ستبدأ بالرقم (50) ثم تمتد لأكثر من (600) كاميرا ستوزع في شوارع العاصمة «واستوباتها» «وتقاطعاتها» المختلفة للضبط. خذ على سبيل المثال في شارع الطيار الكدرو والذي يعتبر من الشوارع السيئة السمعة في الحوادث وانا اعرفه جيداً فهو يحتاج لأضعاف هذا الرقم وزيادة والسبب ببساطة أن هناك «أكثرية من السائقين» يعتقد أن بإمكانه الطيران» في هذا الشارع طالما أنه يحمل اسم طيّار..!! والقصص والحكايات والمآسي والأرواح التي حصدها هذا الشارع لا يمكن إحصاؤها خصوصاً في المنطقة «الغبراء» بين الحلفاية والكدرو فهنا لا توجد إشارات مرورية ولا احتياطات مرورية مثل تقاطع «سوق الاحد» وطالما تحدثنا عن هذه المشكلة مراراً وتكراراً في هذه المساحة ولا حياة لمن تنادي. نعم الشوارع في حاجة لكاميرات «ضابطة» تقوم برصد المخالفات المرورية وتصوير المخالفين بدقة ثم القبض عليهم مُتلبسين بالجرم الشنيع وتعريض أرواح الأبرياء للخطر على النحو الذي شاهدته أمامي ليلة الخميس الماضي فالسيارة التي تخطتني في تلك الساعة المتأخرة من الليل كانت تسير بجنون وسرعة رهيبة لم أصدق أن هؤلاء ركابها!! فضاعفت السرعة حتى اتأكد من حقيقة الركاب في« السيارة الفارهة» وخصوصاً في زجاجها الخلفي مكتوب الحرف الاول لفلان وفلانة بالإنجليزية «داخل قلبين» بلون (وردي) والسيارة في ابهى حلتها !! هل يعقل أن يكون في جوف هذه السيارة عرسان في طريقهما لليلة العمر وتسير علي هذا النحو؟ وضاعفت سرعتي وفي العادة لا افعل ذلك ولكنه «الفضول والغضب» وفعلاً مررت بالسيارة وتأملت داخلها .. العروس بزفافها!! ومعها عريس ببدلته الكاملة وقلت يا سبحان الله.. ثم تجاوزتها وبالمرايا الداخلية لاحظت انها ابطأت سرعتها قليلاً «وقلت خير» ولكن في أقل من دقيقتين لحقت بي تارة وهذه المرة كانت تسابق الريح وياللهول. في هذه المرة كانت في سباق رهيب مع سيارة أخرى يبدو أنها كانت في انتظارها لإكمال السباق ثم اختفت السيارتان عن الأنظار ولا اعرف من جاء الاول بين السائقين !! لقد كانوا في حالة سباق عجيب وفي ليلة لا أعتقد أنها بحاجة لكل هذا الجنون!! ألم أقل لكم إن القصة أكبر من الكاميرات فشوارع الخرطوم في حاجة لقمر صناعي «بحاله» لضبط المخالفات المرورية والاستهتار بخلق الله حتى لا ينتحر البعض في ليلة العمر.!