لا أعرف لماذا يريد الكثير من المسؤولين التدخل في كل صغيرة وكبيرة حتى وإن كان الأمر لا يعنيهم.. ولا أعرف سر الهجمة الشرسة على برنامج «أغاني وأغاني» الذي يعده ويقدمه أستاذ الأجيال الواقف على منصة تاريخ الغناء السوداني الحديث الأستاذ السر أحمد قدور من خلال قناة النيل الأزرق الفضائية. لا أعرف لماذا يتدخل الوزير أو الخفير بعلم ودون علم في أمور تبهج الناس والمشاهدين، ويربطون ذلك بالشهر الكريم الذي عظمه الله وأنزل فيه الفرقان هدى للناس ورحمة للعالمين. لماذا ينشأ هذا الإيمان «الموسمي» وأجهزتنا الرسمية والخاصة تعج وتضج بالغث والسمين.. وتتفجر منها كل يوم براكين الغناء اللاهبة، ولا يتحدث أو يفتي أحد. لماذ يتدخل هؤلاء وأؤلئك فيما كُلّف به آخرون!!؟ لماذا يحاول الطالبانيون الجدد مصادرة حق الناس في الفرح والترفيه والترويح، ونحن نعلم أنهم «يعرضون» ويستعرضون في ساعات الجمع والحشد والأحتشاد..!!؟.. لماذا يحرّمون لمدة ثلاثين يوماً ما يحللونه طوال العام!؟.. ثم نسأل ونتساءل إن كانت قناة النيل الأزرق تبث الفجور والغث لماذا يتجه لها ذات المسؤولين للترويج لأنشطتهم وما يقدمونه للناس والمجتمع؟ نقول للمتدخلين والذين يحاولون مصادرة حق الآخرين في الفرح، نقول لهم أرفعوا أيديكم عن برامج التلفزيون لأن القليل منها هو الذي بقي لإدخال السعادة في قلوب كلت.. وملت! ونحن نعلم وكذلك الذين يرفعون رايات التشدد أن زمن البرنامج لا يتعارض مع موعد صلاة التراويح.. ونعلم أيضاً أن الذين يبقون في المنازل من نساء وأطفال وعجزة أكثر بكثير مما نتصور ويتصورون، لذلك دعوهم يفرجوا عن أنفسهم قليلاً، لأن أحدث نظرية في الإعلام المرئي يمسك بها المشاهد في يده، وهي نظرية التحول الى قناة أخرى عن طريق «الريموت كونترول». أمنعوا «أغاني وأغاني» وسيتجه الأبناء والبنات وربات الأسر إلى ما هو أسوأ وأضل.. ونحن نعلم وتعلمون أن الغناء حلاله حلال.. وحرامه حرام.