ياسر الكردي هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته يا سليم الذوق..!! بعد أن كان (ذوق) المستمع السوداني (يحلِّق) في سماوات: (وأمطرت لؤلؤاً من رجسٍ وسقت ورداً وعضَّتْ على العنَّاب بالبردِ)، و (عجباً يقولُ الناسُ إنَّك هاجري وأنا الذي ذوَّبتُ فيك محاجري)، و(أنتَ السماءُ بدت لنا واستعصمت بالبُعدِ عنا ).. أُصيب هذا ( الذوق) فجأةً بحالة إلتهابية حادة جعلته يتزل الى ( خانة): ( كُلُّ من وائل.. وائل قفل الموبايل)، و( بلَّه يا بله وينو بله؟؟!!!!!)!. صحيح أنه لا يمكن إدخال كل المستمعين فى (مُربع) هذه الاغاني لكن الصحيح ايضا ان هؤلاء يشكلون ( حزب) الاغلبية فى ميدان المستمعين للأغنية السودانية.. بدليل إنك لا تركب وسيلة ومواصلات أو تدخل كافتريا أو كلية جامعية إلا وتجد أن المكان يضج بمثل هذه الاغاني المتواضعة!. أذكر أنني قبل حوالى عامين أجريتُ تحقيقاً صحفياً في هذا الموضوع فكان من ضمن الجهات التي قصدتها كلية جامعية معروفة وفي الكافتريا وجدتُ مجموعة من الشباب (يتمايلون) طرباً مع ( قنبلة!!) كان يرددها فنان شاب.. سألتهم بعد الاستئذان لماذا (تمنحون) آذانكم لمثل هذه الاغاني ومكتبة الاغنية السودانية تعجُّ بروائع العمالقة أمثال إبراهيم الكاشف ومحمد وردي ومحمد الامين؟.. فتكفَّل بالردِّ على سؤالي أحدهم قائلاً: ( يا عمَّك كلُ زمن ليهو رجَّالتو !!).. ثم خاطب زملاءه : ( نمشي يا شباب لأنُّو المواعيد قرَّبتْ ). أنا من جانبي لم أزد معهم الحديث لأنني خشيتُ أن يُوجِّهوا ( قُنبلتهم) نحو صدري !!. أيضاً كان من ضمن قابلتهم في ذلكم الموضوع فنان شباب شهير وبإستفساري له عن لماذا يُرِّدد أبناء جيلهم، (الغث) من الغناء في حين أنْ (السمين) في منتاول أيديهم بفضل مجهودات العباقرة من الشعراء والمُلحنين والفنانين الذين تركوا لنا إرثاً يحق لنا أن نتفاخر به؟!.. فعاجلني بالرد : ( تعرف يا أستاذ نحن بنعمل عند الجمهور .. وبالتالي منطقياً أن نكون في خدمته وننزل لرغبته.. وأنا شخصياً أحفظ عن ظهر قلب أكثر من ألف أغنية من " عيون " الغناء السوداني الاصيل.. لكن المشكلة إنو الجمهور عايز كدا .. عايز أغاني هابطة ونحن نجد أنفسنا، رضينا أم أبينا مُنصاعين لتلبية رغبات هذا الجمهور). وعندما توجَّهتُ بذات السؤال لعلماء النفس أجابني أحدهم بأننا لا ولن نستطيع أن (نفصل) الاشياء عن بعضها.. فالتردِّي والتَّدني الذي نشهده في كافة ( المسارح) السياسية والاقتصادية والصحية والتعليمية ينعكس تماماً على مختلف أشياء الناس ومنها بالطبع (مسألة) الذوق بكل ألوانه سواءً أكان في تصرُّفات الفرد أو ملبسه أو شكله العام أو حتى ذوقه وطريقة إختياره لما يسمع. وللحقيقة وجدتُ أن حديث الرَّجُل يسنده منطق لا لبس فيها.. ومن هنا فتلك دعوة صريحة لنقاش ينبغي أن تسوده الشفافية ويشترك فيه الجميع بلا استثناء على أن يكون المحور الأساسي هو: ماذا ( دهى) أُذن المستمع السوداني؟.. وهل بالإمكان إعادته الى دوحة الغناء الاصيل الذي خلق له جمهوراً عريضاً تعدَّى الحدود وصولاً الى الخليج العربي وأرض الحبشة؟.