تلفزيون الخرطوم هو أول مؤسسة اعلامية عملت بها كمتعاون وكان ذلك،في بداية الألفية؛وكان يشغل التشكيلي والفنان الأستاذ عبدالوهاب الدرديري حينها وظيفة المدير العام.. وهو من أنشط الناس وأعلمهم بجماليات الصورة والشاشة؛وكان حريصاً على ذلك حتى أنه قام بوضع عدد من الأخوة المذيعين تلفزيونيا في جدول الإذاعة؛لعدم تناسب وجوههم مع الشاشة -فوتوجنيك -وكانت له معطياته وحرية رأيه في ذلك.. بعدها تسلم الإدارة الأستاذ عماد الدين إبراهيم؛المخرج الرائع الذي كانت له مجاهداته حينها،ولولا حادثة عرض الصور المسيئة للرسول(ص)،لكان من أنجح من مروا على هذا الجهاز الخطير رغم محدودية بثه- والتي كان يراها البعض نقصاً،ببثه الأرضي؛حتى نحن كنا نحس بذلك -ووقتها كنا نعاني من نقص في الأموال والثمرات؛وميزانية تتقهقر وتتذبذب (على كيفها وعلى كيف الولاية..!). عملت في اعداد البرامج الثقافية؛وهو القسم الذي استمريت فيه وتفوقت - بحساباتي الشخصية- وكنت مساعد اعداد لبرنامج (مرايا ثقافية)الذي كان يقدمه الأستاذ زهير المريود المذيع حاليا بقناة عجمان قسم الأخبار؛ويخرجه الفنان هشام الريح،المخرج بقناة الشروق،وتناوب على التصوير فيه جميع مصوري تلفزيون الخرطوم،وذلك للمساحة الابداعية ومجال الحرية في الصورة وزواياها؛التي يجدها الكاميرا مان.. بعدها وجدت مساحتي مع الأخ المريود الذي ترك لي أمر الاعداد كاملا في المرايا الثقافية،وساعدني على ذلك كثيرا،وقمنا بتوفير مواد توثيقية وترفيهية ومنوعات للمكتبة إذاعيا وتلفزونيا،منها على سبيل المثال مع الفيتوري وبمنزله ببحري،مع زوجته المربية الفاضلة أم ايهاب،وكانت مادة مهمة لنا لكبر حجم ضيفنا وأهميته،على المستويين السوداني والعربي؛وكان اعدادها يحفه التعب (اللذيذ)من جمع لمعلومات وسيرة معروفة وغير معروفة،وأستعنت فيها بوالدي رحمه الله،وعدد من المختصين والموثقين،وأيضا سهرة إذاعية مع الشيخين صادق عبدالله عبدالماجد،وعبدالجليل النذير الكاروري،وقدمها الأستاذ مبارك خاطر،وأذكر حينها أثناء تسجيلها أن الأخ أمين سايق عربة ترحيل أنتظرني قرابة الساعة؛وكانت الساعة حينها الواحدة صباحاً،وتم بثها في رمضان،وحكي الشيخان فيها ما لم يحكياه من قبل... جاء بعدها الأخ الأستاذ عبدالماجد السر؛مديرا للجنة تسيير العمل بإذاعة وتلفزيون الخرطوم،وقام بتعيين الدكتور فتح الرحمن ابراهيم مديرا للبرامج،وأضاف لي ذلك كثيرا بإتاحة الفرصة بمزيد من التمدد والمساحة المعلنة والغير معلنة ابداعياً..وأفخربذلك، بعدها تركت التلفزيون ودون أن أخوض في الأسباب..!!؟ المهم سعدت أمسية الأحد الماضي برسالة من ألأستاذ الفنان عابد سيدأحمد،يقول فيها :القناة شعارها نزل اليوم على التردد (11555)..ويوم الأربعاء بعث لي برسالة يخبرني فيها ببداية البث التجريبي على النايل سات (باقة الجزيرة)؛وعند رجوعي للمنزل تابعت البث الأولي للقناة الفضائية الوليدة،ولازلت متابعاً،وللحق أقول أنني كنت أشاهد قناة محترمة ومنوعة وتحمل جماليات وبصمات مقدرة أحيي عليها جميع العاملين بفضائية الخرطوم؛من مخرجين ومصورين ومونترس.. عابد سيدأحمد رجل فنان ومبدع وهو الأن يحمل أمانة هو أهل لها إن شاءالله،لما يحمله من رقة وأحساس مرهف يجعله خير قائد لمسيرة تلفزيون الخرطوم فضائياً،ويكفيه أن سجله المهني يحمل الأن أول مدير لقناة الخرطوم الفضائية.. عابد رجل خبر الشاشة جيدا ويتعامل معها بوضعية الاعلامي المحترف؛فله عديد البرامج في تلفزيون الخرطوم،وقناة النيل الأزرق،والبارودي وزيرنا الشاب القادم من عاصمة الضباب،عرف جيدا كيف يختار رجل الخرطوم الفضائي...؟وسيدأحمد كان ذلك الرجل.. الذي أستحق رجل الفضاء. هذا ليس ب(كسير تلج) ف عابد يعرفني .. وهي فقط الحقيقة و(كل الحقيقة) في حق هذا الرجل...