لست عضواً وما كنت يوماً عضواً في الحزب الاتحادي الديمقراطي.. ليس الآن والحزب للأسف وقد تشظى وتلظى بفعل بنيه فانقسم وتوالى الانقسام حتى بتنا لا نعرف كم هي عدد الأحزاب التي تحمل اسم الاتحادي الديمقراطي.. نعم لم أكن عضواً فيه يوماً من الأيام.. ولكن لقد ظل هذا الحزب ينقش بأحرف من نور في تجاويف صدري وتطوف أبداً أمام ناظري صوراً شديدة البهاء وسيمة ومترفة منذ تلك الأناشيد والهتافات الهادرة المموسقة.. وحررت الناس يا اسماعيل.. الكانوا عبيد يا إسماعيل.. كما أنني لم أكن مدعواً لحضور انعقاد اللجنة المركزية للاتحادي الديمقراطي «المسجل» بقاعة الصداقة أمس الأول.. ولأن الوسائط والوسائل وعبقرية الاكتشافات في مجال التواصل تجعل الأحداث تأتيك بالصورة والصوت والنبض والحياة حتى إذا لم تذهب لها.. فقد غرقت في بحر ذاخر من المعلومات.. واحتشد عقلي وصدري و «مخي» بكل حرف.. بكل همسة.. بكل «صفقة» بكل «معارضة» جرت احداثها داخل وخارج أسوار قاعة الصداقة.. لا يقل لي أحد إذن لماذا تكتب و «دخلك شنو» .. ولهؤلاء أقول.. إن من أدوات الديمقراطية وركائزها وأعمدتها بل أن هيكلها وعمودها الفقري أبداً هو الأحزاب وأنا شديد التوله والحب والهيام للديمقراطية.. كثير المقت صارم القناعة ضد الشمولية والدكتاتورية تكميم أوفواه الناس والتفكير والتنظير والفعل نيابة عن الناس وبما أن الحزب الاتحادي الديمقراطي هو أحد الأحزاب التي تنتظم الساحة السياسية كان لزاماً على أن المّ وأعرف كل حرف حمله فضاء القاعة قاعة الصداقة.. وأن اسمع عبر «الورق» والخيال دوي الهتاف المعارض لحزب الدقير خارج أسوار القاعة.. «وقبل كل حساب» أنا لن أكون محايداً في طرح آرائي وأفكاري وفي ابداء الملاحظات عن ذاك الاجتماع أو الاحتفال.. أو «المبايعة» أو تأكيد وتجديد الولاء للحزب الحاكم أقول لن أكون محايداً حتى أكون أميناً وصادقاً مع الغير وقبل كل انسان مع نفسي.. وذلك لأني في يسر وبساطة أقول.. أنا ضد الانشقاقات المقصودة والمدعومة والمصنوعة التي طالت الأحزاب السياسية السودانية والتي لم يسلم منها حزب واحد في كل الساحة السياسية.. تلك الأحزاب التي ظلت عصية على التشظي والانقسام.. حتى في زمن الاستعمار الذي برع وتفنن وابتدع تلك السياسة الماكرة سياسة «فرق تسد» نعم أنا لست محايداً ولكن اعدكم بأن اكون أميناً ما أمكنني ذلك في نقل بعض الوقائع والتعليق عليها. ثم قبل الابحار في لجة نهر قاعة الصداقة لابد أن أقرر وأرجو أن أكون دقيقاً إنها المرة الأولى في تاريخ انعقاد اجتماعاتاللجنة المركزية لأي حزب من الأحزاب من كل سنوات عهد وعصر الانقاذ تلك التي يشرفها ويحضرها السيد رئيس الجمهورية.. بل أنها المرة الأولى التي تقدم فيها أمانة الحزب وثيقة الحزب في الهواء الطلق وعلناً وعلى رؤوس الأشهاد.. وغداً نتحدث عن الخطوط الحمراء والعين الحمراء للاعلام.. وأيضاً لن نغفل الحديث عن «الترلة».. كما وردت في حديث الدقير..