إن انتشار تعاطي المخدرات بصورة كثيفة بين فئات الشباب والطلاب يهدد كيان الأمة بتدميره لشريحة المستقبل وما يقوم به تجار المخدرات في توفير تلك السلع بغرض الثراء الفاحش هذا يعني توفير بيئة خصبة لزيادة التعاطي وسط المدمنين وفي حال عدم وجود تلك السموم يجعل المدمن في بعض الحالات يقوم بالمتاجرة بعرضه للحصول على المخدر وبما أن كثرة المدمنين في المجتمع تؤدي إلى هدم مقومات المجتمع وتضعفه وتجعله فريسة سهلة للأعداء إضافة إلى ما تفرزه المخدرات من أضرار على المدمن والمجتمع دينياً واجتماعياً وصحياً واقتصادياً وأمنياً .. وفي ندوة درء آثار المخدرات التي أقيمت بوكالة سونا للأنباء وعن الأضرار التي توقعها المخدرات تحدث د. عمار عمر خلف أستاذ الفقه المقارن عن الضرر الديني مؤكداً حرمة المخدرات بنص قوله تعالى: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) ومن السنة بحديث أم سلمة رضي الله عنها قولها (نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن كل مسكر ومفتر) وشدد على أن كل من يقوم بحيازة أو تناول المخدرات يعتبر مجرماً في حق نفسه وفي حق الآخرين ويجب أن تتم محاكمته حتى وإن أدى إلى إزهاق روحه وذلك حفاظاً على المجتمع . وقال إن تجار المخدرات يبنون سعادتهم على شقاء وتعاسة المدمنين فالمخدرات تبعد عن ذكر الله لأنها من عمل الشيطان كما أن المدمن مطرود من رحمة الله وتقود الى ضعف الإيمان بالانغماس في الرذيلة كما أنها تسبب سوء الخاتمة وتقتل الحياء حيث تجعل المدمن يقبل على فعل أي شئ .. أما فيما يختص بالضرر الصحي والنفسي حذرت الدكتورة سعاد موسى أحمد المحاضر بجامعة الأحفاد من تعاطي المخدرات وأشارت إلى أن تعاطيها يتسبب في اتلاف الجهاز العصبي المركزي والتنفسي وإصابة القلب والدورة الدموية بالأمراض المزمنة والتهاب الكبد والبنكرياس والكلى والقلق والاكتئاب والتوتر العصبي والنفسي والهلاويس السمعية والبصرية وتسبب للمدمن ضعف الاستجابة للمؤثرات الخارجية والإصابة بفقدان الذاكرة والجنون وتحدث له انفصام في الشخصية حيث ينطوي ويعيش في عزلة كما أنها تسبب نقص الشهوة للمرأة والبرود الجنسي وتؤدي الى العجز الجنسي للرجال وتجعل الإنسان متبلداً إضافة إلى الالتهاب الرئوي وتضخم الكبد. أما البروفيسور محمد نور أستاذ الطب النفسي بجامعة الخرطوم فتحدث عن الأضرار الاجتماعية واصفاً المخدرات بأنها آفة المجتمع مؤكداً أن زراعة المخدرات تشهد نمواً كبيراً حيث وصلت نسبة الزراعة 70% في مناطق جنوب غرب دارفور في منطقة الردوم وهذا يعني أن هناك سوقاً لتجارة المخدرات وهناك قبولاً بدليل تزايد نسبة تعاطي المخدرات وسط الشباب والطلاب وبالنظر الى ما يمكن أن ينتج من ضرر اجتماعي لهذه السموم على المجتمع وأنها سبب أساسي في تدمير الأخلاق وفساد المجتمع ويفقد المدمن الشرف والمكانة والسمعة الطيبة بين الناس وتجلب له الفقر والشقاء والتعاسة والبطالة وتجعله لايبالي بعرضه لانعدام الغيرة ويعتبر المدمن قدوة سيئة للغير ويساهم في انهيار الأسرة وانحراف أفرادها بسبب تخلي رب الأسرة عن دوره في الرعاية بسبب تعاطي المخدرات أو دخوله السجن قد يؤدي الى لجوء الأم إلى عمل غير مشروع كالدعارة أو السرقة أو التسول وغيرها من الأعمال المحرمة . كما تحدث د. حسين عبد الله عضو منظمة درء آثار المخدرات عن الأضرار الأمنية والاقتصادية أرجع انتشار المخدرات في المجتمع الى فقدان المجتمع لعاداته وتقاليده وتأثير التغييرات التي مرت عليه بدءاً من عام 1969 وحتى تاريخ اللحظة فقد أصيبت الأسرة السودانية في القيم والأخلاق وتسبب ذلك في كثير من جرائم القتل والاغتصاب والسرقة وتزييف العملة والطلاق كما أن حوادث المرور تنتج نسبة لتعاطي المخدرات وكذلك تعرض رجال الأمن للمخاطر من عصابات المافيا ولا ننسى اضرارها الاقتصادية فقد أكد الدكتور أحمد جبريل اختصاصي الجهاز التنفسي أن التدخين وتعاطي المخدرات إدمان وليس عادة وأن علاج المدمن يكلف الكثير من المال ويتطلب توفير مناخ صحي من مصحات علاج الإدمان فضلاً عن أنه غير منتج إضافة الى الصرف على الأجهزة الأمنية المكلفة بمكافحة المخدرات كما أن أسعار المخدرات تستنزف الدخل القومي. من المحرر: إذا كانت هذه الأضرار نتجت جراء تفشي هذه السموم وتعاطيها وهناك إقبال كبير عليها من الطلاب والشباب فالسؤال الذي يطرح نفسه هنا ما هو دور الحكومة والمجتمع ورجال الدين في مجابهة هذه الآفة الخطيرة وكل يوم تطالعنا الصحف بخبر عن المخدرات.