لقد أصبح شبح المخدرات يطارد شبابنا وطلابنا في الجامعات خاصة، والتصدي لهذا الشبح أصبح واجباً وطنياً ويجب أن تتضافر الجهود في كافة قطاعات المجتمع من أطباء وسياسيين ومعلمين وأساتذة في الجامعات والمنظمات الطوعية وكل أفراد المجتمع، لدرء هذا الخطر. لماذا يلجأ البعض لتعاطي المخدرات؟ هل هو كما يزعمون يأس- هروب من الواقع الى الوهم- هل هو تربية غير سليمة وعدم متابعة الأهل لأولادهم- هل السبب ضعف الشخصية والضياع الروحي والفكري والنفسي والتقليد الأعمى- هل هو قلة الوعي- هل هو الرغبة في زيادة القدرة على السهر والعمل كما يزعمون- هل السبب توفر المال الزائد عن الحاجة مع انعدام الوعي الصحي. لقد أصبحت المخدرات في الآونة الأخيرة مجموعات كبيرة من المركبات الكيميائية تتراوح في فعلها وأثرها من مركب لآخر. تعريف المخدرات من الناحية الطبية: إنها عقاقير تؤثر على الجهاز العصبي بالتنشيط أو التثبيط أو تسبب الهلوسة والتخيلات، وتؤدي الى التعود أو الإدمان وتضر بالإنسان صحياً واجتماعياً. ومن هنا يمكن أن نعرف الإدمان: إنه حالة تسمم مزمنة ناتجة من الاستعمال المتكرر للمخدر وخصائصه هي: تشوق وحاجة لتعاطي المخدر-نزعة لزيادة الكمية- تأثيرات مؤذية للفرد والمجتمع- تبعية لمفعول المخدر ويفقد بعد ذلك المدمن السيطرة على نفسه وتصرفاته. تختلف أضرار المخدرات من أضرار دينية واجتماعية وصحية واقتصادية واليكم بعض النقاط عن أضرارها الصحية: النسيان وعدم القدرة على التفكير عكس ما يروجه تجار المخدرات من شائعات مفيدة عنها، من تقوية للذاكرة ..الخ الخمول والإهمال والتدهور في مستوى الطموح ويكون الشخص انطوائياً. اليأس ومحاولة الانتحار وقد يؤدي الى وقوع الجرائم بسبب ارتفاع أسعار هذه المخدرات فيلجأ المتعاطي الى الجرائم لتوفير المال لشراء المخدرات من جرائم قتل- سرقة- اغتصاب. الخمول والكسل وعدم النشاط وضياع الطاقة وعدم القدرة على العمل. يولد الميل الى العزلة ولوم الذات والاكتئاب والقلق ونمو الرغبات العدوانية وعدم الثقة بالنفس وبالآخرين. على الجانب الاجتماعي فإن أثرها قد يؤدي الى خلل في الحياة الزوجية وانتشار الطلاق بين المدمنين والتفكك الأسرى، وضعف الالتزام بالأعراف والقواعد الاجتماعية والوقوع في المشاكل القانونية. وجد أن هناك علاقة بين متعاطي المخدرات ومرضى الإيدز والتهاب الكبد الوبائي (ب)، وذلك لأن بعض المخدرات تعطى عن طريق الحقن في الوريد، فتناول الإبر الملوثة بين الأفراد قد ينشر الإصابة بين المدمنين، كما أن الإنفلات الأخلاقي قد يؤدي لمثل هذه الأمراض، ونجد أن دول الغرب حاولت التحكم في هذه الأمراض، وذلك بوضع الإبر النظيفة والعوازل البلاستيكية في الحدائق والأماكن العامة والأرصفة حتى تكون في متناول أيدي المدمنين ولا يحاولون التعاطي بإبرة واحدة ويحدث التلوث. قد يؤدي تعاطي المخدرات لفترة طويلة الى ضمور المخ، وهذا يؤدي لحدوث التشنجات والاضطرابات العصبية المختلفة. قد يؤدي الى التهابات في البلعوم وسرطان المريء والأمعاء وتضخم الكبد وقد يؤدي الى تلفها. الرعشة في اليدين والجسم بأكمله وفقدان الإحساس في اليدين والقدمين نسبة لالتهابات الأعصاب الطرفية. التهاب العصب البصري والهلوسة السمعية والشعور بضيق في التنفس. قد ينقل المتعاطي المخدرات لأفراد أسرته من أبناء- أخوان- أخوات. تعاطي المخدرات بالنسبة للأم الحامل يؤدي الى ولادة أطفال مشوهين ويؤدي الى إصابة الأم بفقر الدم وأمراض القلب والسكري، وقد يؤدي الى الإجهاض. أثر المخدرات على الأجهزة الحياتية في الجسم من عدم رغبة في تناول الطعام والهزال والضعف العام، ويؤثر في الأعصاب ويولد التوتر والأرق والقلق. ارتفاع نسبة الحوادث المرورية لمرضى المخدرات وخاصة اذا كانوا يعملون سائقي مركبات عامة أو خاصة. تؤثر المخدرات على قلب المدمن وتؤدي لزيادة ضربات القلب وانخفاض في ضغط الدم. يتعرض المدمن أيضاً لحوادث الحروق، لأن المخدرات تؤثر على الذاكرة فلا يتذكر وجود شمعة أو سيجارة لم يطفئها قبل النوم. قد تؤدي المخدرات لدخول المدمن في غيبوبة ومن ثم الوفاة. حرم الله المخدرات والمسكرات، وذلك لحفظ الدين والعقل والنفس والعرض والمال والمحافظة على كرامة الإنسان وحفظ الأسر من التفكك والضياع والمجتمعات من الانحراف والزوال والكوارث التي لا تحمد عقباها... فاجتنبوها.