زمان يا سينما يا.. هكذا لسان حال محبي الفن السابع أو كما يقال عليها «دار الخيالة» التي اشتهرت في السودان في الستينات والسبعينات. وعلى سبيل المثال نجد سينما كلزيوم والنيل الأزرق والوطنية وغيرها، حيث كانت تشكل ثقافةً و ترويحاً للأسر السودانية، وتعتبر من أقدم وسائل الإعلام الترفيهية المنظورة وأداة ربط بالعالم الخارجي.. وبرزت في حياة السودانيين في أربعينات القرن الماضي، حيث وجدت اهتماماً كبيراً آنذاك إلا أنه وبظهور الوسائل الأخرى كالتلفزيون وتيسر مشاهدة الفضائيات والفيديوهات والانترنت فيما بعد جعل هذا الاهتمام يقل تدريجياً إلى أن أصبحت دور السينما في كثير من البلدان وخاصة السودان في حكم المنتهي. «آخر لحظة» جلست مع الأستاذ عثمان سوار الذهب مدير عام شركة السينما السودانية السابقة ليحدثنا عن تلك الدور وما هي أقدم سينما في السودان وأكثر الأفلام مشاهدة بجانب الأسباب التي أدت إلى تدهورها. يقول سوار تكونت شركة السينما في العام 1947م، حيث بدأت بالسينما الوطنية وبعدها جاءت دور أخرى في الخرطوم غرب وجنوب والخرطوم بحري، ثم تلتها سينما أخرى كان يمتلكها الخواجات تسمى «برمبل» وهي في حي البوستة ثم سينما كلزيوم وهي من أعرق السينمات، ثم النيل الأزرق حيث كان روادها طلاب جامعة الخرطوم وأولاد الخواجات وهي ليست سينما شعبية، ثم سينما الحلفايا وبعدها الصافية. ويضيف: السينما بشكل عام بدأت في الخمسينات والستينات وهي مصدر الترفيه الوحيد، حيث تقدم أفلاماً راقية كالأمريكية والفرنسية، وكانت الخرطوم تأتي بأول وآخر إنتاج سينمائي منتج على مستوى العالم. وذكر سوار أن مباني السينما مقسمة لأربعة وهي لوج للأسر ودرجة أولى مفتوحة ودرجة ثانية وآخرها كانت تسمى شعبي. ويضيف سوار أن السينما استمرت حتى السبعينات، وحتى بعد أن جاء التلفزيون لم يؤثر عليها لعدم وجود أفلام على مستوى العالم العربي، ونجد في ذلك الوقت أن كبار الممثلين المصريين يأتون للسودان لمشاهدة أفلامهم المقدمة عبر السينما. ويواصل سوار الذهب: بدخول الفضائيات تدهورت السينما بشكل كبير، وأصبح الفيلم الهندي مسيطر على سينما القاعة وعفراء خاصة وهو جاذب لفئات معينة من المشاهدين، بجانب أنها من أرخص الأفلام التي يمكن أن تُعرض في عدد من السينمات. وختم حديثه: للسينما رواد من السياسيين ورجال الفكر والفن، وهي جاذبة للأسر، وأكثر الأفلام رغبة هي الكاوبوي والرومانسية وأفلام الرعب والعربية آنذاك. وإلى هنا يمكن أن نقول إن السينما انتهت في السودان لهذه الأسباب و العوامل وغيرها.