السلام عليكم ورمضان كريم ووافر الشكر على حضوركم.. مساء الخير وأود أن أرحب بكم جميعاً على مائدة إفطار السفارة البريطانية.. زوجتي سو وأنا مسروران للغاية باستضافتكم هذا المساء. رمضان هو شهر متميز من نواحي عديدة ولكن بصفة خاصة لأنه يتيح للناس الفرصة للجلوس مع بعضهم البعض.. وقضاء بعض الوقت مع العائلة والأصدقاء وتناول الإفطار معاً. إنه لشرف عظيم أن ندعو أصدقاءنا لنتناول الإفطار معاً وننقل لهم أطيب تمنياتنا لهذا الشهر العظيم. لقد استمتعت برمضان في العديد من البلدان، ودائماً ما كانت تذهلني المعاني التي يحملها. رمضان وقت لجميع المسلمين في جميع أنحاء العالم للتركيز على القيم الأساسية والمعتقدات، سواء هنا في السودان أو في المملكة المتحدة يصوم الناس من أجل أن يتأملوا القيم السامية. وهذه هي القيم التي نتشاركها السلام ومساعدة المحتاجين، الصداقة والتسامح والرحمة، اعتقد أن هذه القيم تعكس العمل الذي تقوم به المملكة المتحدة هنا في السودان، إنه وقت لتغييرات كبيرة في السودان حيث يأمل العالم بأسره أن يصبح السودان بلداً مسالماً، مستقراً ومزدهراً، هذا مهم بالنسبة لنا في السفارة ويشكل الأسس التي يقوم عليها عملنا هنا. لهذا السبب نواصل بناء العلاقات مع السودان والشعب السوداني عبر مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية، المجلس الثقافي البريطاني هنا هو ثالث أكبر مجلس في أفريقيا جنوب الصحراء، حيث يعمل مع جميع الأعمار، سواء من خلال الرياضة وبناء العلاقات مع مختلف الجماعات الدينية، أو تدريس اللغة الإنجليزية.. ويستمر المجلس في الاستثمار هنا في السودان عبر برنامج متوسع أكثر من أي وقت مضى. لذلك سنقوم بتقديم حوالي 200 مليون جنيه إسترليني سنوياً للسودان في مجالات التنمية على مدى السنوات الأربع القادمة، سيتم تقسيم هذا المبلغ بين التنمية والبرامج الإنسانية في جميع أنحاء السودان. كذلك نوظف موارد كبيرة في مجموعة من البرامج سواء في مجال الحكم، العدالة أو إدارة الموارد المائية، كما أننا أكبر مساهم يقدم مساعدات ثنائية لصندوق المساعدات الإنسانية المشترك الذي يعمل في جميع أرجاء السودان. وأخيراً، ولهذا السبب الأهم من أي شيء، فنحن نواصل مناشدتنا لجميع أطراف النزاع أن يوقفوا جميع الأعمال العدائية في جنوب كردفان ودارفور، وأن يوجهوا طاقاتهم لمناقشة ترتيبات تفضي لسلام دائم. بالنظر لظروف عدم الاستقرار والنزاع، اعتقد أنه من المثير للدهشة أننا الآن في الأيام العشرة للمغفرة، يا لها من رسالة قوية لكافة الأطراف في السودان وأتمنى أن يكون لها صدى في جميع أنحاء البلد، بل والعالم، حتى يمكن حل الخلافات من خلال الوسائل السلمية، ولعل هذه الأيام العشرة يمكن أن تشكل بداية جديدة. أشكركم مرة أخرى على حضوركم هذه الأمسية.. وأتمنى لكم جميعاً أن تقضوا شهر رمضان بشكل صحي وسلمي. تصوموا وتفطروا على خير.