قال السيد روبن مريال بنجامين نائب رئيس بعثة حكومة الجنوببالقاهرة، والقيادي بالحركة الشعبية، إن زيارة السيد علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية الى مدينة جوبا قد تسببت في استفزاز مشاعر شعب الجنوب، نعم، هكذا قال الرجل تلك الجملة، وبكل برود أعصاب، ودون أن يخجل من نفسه أو تتبرأ منه نفسه، وكأنما شعب الجنوب الذي يتحدث عنه هو شعب المالديف، لا يمت بأي صلة للأستاذ علي عثمان، وقد نسي أو تناسي بأنه لولا السيد علي عثمان محمد طه، لما كانت هناك حكومة في الجنوب، ولما كان هناك استفتاء أو تقرير مصير، ولما كان هناك سلفاكير أو باقان اموم أو ياسر عرمان، ولما كان هو الآن موجوداً في القاهرة يتباهى ويتزين من بدلة سوداء الى أخري أسود منها، ولذلك نقول للسيد روبن بنجامين نتنياهو آسف جداً، بل أقصد روبن مريال بنجامين، عليك أن تحمد الله بما أنت فيه الآن، وعليك أن تشكر هذا الرجل على ما منحه لك وللجنوب الحبيب من مساحة، لا يمكن أن تحلم بها، أو يحلم بها أمثالك وهم قلة جداً، فإذا كانت لديك أنت ومن معك ذرة من الوفاء أو المعرفة الأصولية لكيفية رد الجميل لصاحبه، كان عليكم أن تستقبلوا هذا الرجل استقبال الأبطال، وأن يكون ذلك اليوم يوم عطلة رسمية بالجنوب، تقديراً واحتراماً وإجلالاً له، وأن تفرشوا له البساط الأحمر الذي تفرشونه للوفود الغربية، التي تأتي اليكم لتنال منكم فيما بعد، بل كان عليكم أن تتركوا الجماهير الحقيقية بجوبا تخرج لاستقباله الاستقبال الذي يليق به . لك أن تعلم يا سيد روبن بأن السيد علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية هو الأب الشرعي للجنوب الحديث، رضي من رضي وأبى من أبي، فهو الذي وقف مع الجنوب، ومع احتياجات الجنوب، ومع تطلعات الأخوة بالجنوب، بل هو المهندس الحقيقي لجميع اتفاقيات الجنوب، وخاصة اتفاقية نيفاشا، حيث كان من الممكن أن لا يوافق عليها، بل ويلغيها بجرة قلم، ويعود الى الخرطوم، وهو يعرف بعد ذلك ما هي الخطوة التالية، فقد كان مفوضاً مع الوفد الذي معه تفويضا كاملاً، ولكنه لم يفعل ذلك، بل قال قولته المشهورة والخالدة: إن دماء السودانيين أغلى من كل مكسب... وهذه الكلمات تعني بأن كل شيء يهون في سبيل الحفاظ على الدم السوداني، لذلك ساند الجنوبيين مساندة فعالة، ولم يبالٍ لأن ثقته في الله وفي الوطن أكبر من كل شيء، ولم ينظر الى سلطة أو جاه، بل تنازل طواعية عن منصب النائب الأول لرئيس الجمهورية الى السيد الدكتور جون قرنق رحمه الله، وللأسف الشديد ما كان يدري بأن هناك شخصاً يدعى روبن بنجامين وآخر يدعى باقان اموم سيكونان له بالمرصاد وهو الذي أعطي جنوب السودان كل شيء. لقد نصت المادة الأولى لدستور السودان بأن السودان دولة تتعدد فيها الثقافات، واللغات وتتعايش فيها العناصر، والأعراق، والديانات، وبأنه وطن للجميع تكون فيه الأديان والثقافات مصدراً لقوته، وتوافقه، والهامه.. ولا ننسى بأن الدكتور الراحل جون قرنق قد لعب دوراً كبيراً في استراتيجية أن يكون السودان موحداً، ولكن الموت لم يمهله طويلاً، وبعون الله سوف نواصل تطبيق هذه الاستراتيجية لتكون واقعاً ملموساً، ولينعم بها كل أهل السودان الحبيب. أيها الأخوة الأعزاء في جنوب وشمال السودان، أن الذي يحصل الآن من بعض منتسبي الحركة الشعبية، هو عبارة عن تقسيم أدوار لزعزعة أو قلقلة الوضع بالسودان، فالسيد روبن هو صورة طبق الأصل للسيد باقان اموم، وكما تعلمون بأنه يوجد بالجنوب شماليون وحدويون، وجنوبيون وحدويون، كما يوجد أيضاً انفصاليون في الشمال وانفصاليون في الجنوب كذلك، لذلك يجب أن نشمر سواعدنا منذ الآن لمجابهة التحديات البلهاء التي يطلقها بعض المنتسبين للحركة الشعبية، والتي تدل على قصر نظرهم، فهم يتحدون شعب السودان بأكمله، ولا يعترفون بحرية الاختيار، بل ويهددون فيها بذبح أي شخص ينادي بالوحدة، وسأقول لهم لقد جنت على نفسها براقش، لأننا سنطالب الدولة بواجب حماية أهلنا بجنوب السودان من البطش والتهديد والتنكيل، ويجب على الدولة التدخل الفوري لبسط الأمن لأهلنا بجنوب السودان، وذلك بعد البيانات المعلنة بكل وضوح من بعض قيادي الحركة الشعبية بأنهم سيذبحون كل من ينادي بالوحدة، وهذا الانفصال الذي ينادون به لا يمكن فرضه بالتهديد، بل يفرض بالواقع المعاش، أين أنتم من التنمية بجنوب السودان، أين أنتم من الأمن والأمان بجنوب السودان، أين أنتم من المجاعة أو سد الفجوة الغذائية كما تقولون بجنوب السودان...الخ.إن عملية الاستفتاء وتقرير المصير تحتاج الى إعادة تنظيم كامل، وعمل مرتب ومنسق من الدولة ليس فيه كسل أو اتكالية، فالعدد الكلي لسكان الجنوب الآن بالتقريب حوالي 8 ملايين نسمة، ومساحة الإقليم الجنوبي حوالي ستمائة ألف كيلومتر مربع، ولكن الأمر الذي لا يعرفه البعض هو أن نسبة المسلمين الجنوبيين هي24% ونسبة المسيحيين 17% أما البقية فهم ديانات أخرى وهي حوالي 59%. ومن هنا نجد أن قادة الحركة الشعبية يعيشون في رعب شديد وعدم اطمئنان، فهم يعلمون جيداً بأن التركيبة السكانية والمعتقدات الدينية ليست متناغمة، أو كافية لترجيح كفة الانفصال، خاصة بعد المشاكل التي سببتها تزوير الانتخابات في جميع الولاياتالجنوبية وإبعاد بعض القيادات الوطنية بصورة مجحفة، والظلم الذي لحق بالقبائل الصغيرة بل حتي المتوسطة، الأمر الذي جعل بعضهم يلجأون الى حمل السلاح والوقوف ضد الحركة الشعبية لحماية حقوقهم الدستورية . لقد ذكر أستاذنا الكبير الدكتور خالد حسين محمد بأنه قد آن الأوان لرفع الكرت الأحمر للحركة الشعبية، وهذا بالطبع هو عين العقل، فقد تمادت الحركة الشعبية وأصبحت تتلاعب بالوطن، بل أصبح لها العديد من المتحدثين، وكلما جاء حديث مؤلم ضد الوطن تتصدى له الحركة قولاً بأن ذلك الشخص يمثل نفسه فقط، ولا يمثل الحركة الشعبية، وهم الآن لا يملكون الثقة الكاملة تجاه تأييد المواطن الجنوبي لهم في عملية الاستفتاء وتقرير المصير، لذلك يحاولون بشتى السبل تهديد المواطنين وترعيبهم، لكي يصوتوا لصالح الانفصال، وجميع المؤشرات على الأرض تؤيد هذا الكلام، فهم الآن يحاولون طمأنة أنفسهم بأن الانفصال واقع لا محالة، وبأنه مسألة وقت، وهذا قول مردود عليهم، وإن شئت فاسأل الجنرال جورج أطور، والجنرال داو أتور جو في بحر الغزال، والعقيد فرانكو روث بولاية الوحدة، والقيادي لادو قورا في الاستوائية، والقيادية أنجلينا بولاية الوحدة، ولو شئت أقرأ أيضاً: قرر المجلس الأمني لحكومة الجنوب توجيه التجار الشماليين بالجنوب بالتحرك فوراً لتسجيل أسمائهم بالغرفة التجارية، وحصر ممتلكاتهم وإلا سيواجهون اجراءات صارمة في حال عدم امتثالهم للقرار، كما هناك قرار دعا بفرض ضرائب جديدة على كافة البضائع القادمة من الشمال، ويقصد بذلك السودان، وتخفيض الضرائب على البضائع المستجلبة من دولتي يوغندا وكينيا، ثم هناك استخدامهم الكنائس بالجنوب كمنابر للعمل السياسي والترويج للانفصال. إن هذا العمل يدل بصراحة على التخبط، وعدم الأهلية، وفقدان الاتجاه. أيها الأخوة الوحدويون في الجنوب والشمال، عليكم أن تطلبوا من الحكومة بأن تعمل بكثافة داخل جنوب الوطن لتأكيد الوحدة، بشتي الطرق، والحمدلله لدينا الآن وزارات قومية عديدة يمكن أن تلعب دوراً كبيراً وقيماً في سبيل انفاذ الوحدة، ولكم أن تعلموا أيها الأخوة بأن السودانيين يحبون دائماً اللعب (العمل) في الزمن الضائع، رداً على أحد المتهكمين من الحركة الشعبية الذي قال بإن الوحدة الجاذبة الآن في الزمن الضائع، وعلى وزارات الشباب ووزارات العمل ترحيل شبابنا الى جنوب الوطن لتوعية اخوتهم الجنوبيين المغلوبين على أمرهم بأهمية اختيار خيار الوحدة، وأعلموا بأن الزمن الباقي لعملية الاستفتاء كبير جداً، بل نحن نحتاج بالكثير الى مدة شهرين، وذلك ببساطة لأننا سودانيون.