منذ أن عرفت عيون حواء طريقها للمرأة تأملاً في صنعة الخالق، أو ربما قبل ذلك بكثير وهي تتأمل تفاصيلها على صفحة الماء الهادئة منذ ذاك الوقت، وحواء مهووسة بالجمال والحسن والبحث عن ضرورياته وكمالياته، وحواء السودانية كغيرها من نساء العالمين ظلت وستظل في بحث ماراثوني عن ما يجعلها جميلة الطلة، وحلوة في عيون خلق الله، لذلك لاحظت الانتشار المكثف لصالونات التجميل بكافة أنحاء العاصمة، وكل يسابق في عرض امكانياته من النوع الذي تفضل أن تسمع عنه حواء من نظافة بشرة، وتطويل شعر، وتبيض وتفتيح وتقشير، وما إلى ذلك من مسميات، لكن حادثة غريبة حدثت لإحدى قريباتي جعلتني اقترب من هذا العالم الذي كنت أظنه واضحاً، لاجده غارقاً في المجهول.. والقصة كالآتي أن قريبتي هذه عروس سيتم زفافها في أيام العيد المباركات، ومن بدري بدري كعادة العرائس حجزت لدى أحدى «المتخصصات» في التجميل والمتخصصات دي حا ارجع ليها تاني، ودعوني أرمز لها بالرمز «غ. ش» وبدأت قريبتي رحلة طويلة من شراء الكريمات التي فرضتها عليها صاحبة المركز بمبلغ كان زمان يعرس ليه لخمس عُمد، وأخذت منها عربوناً كمقدم حوالي نصف مليون جنيه، بل فرضت عليها أن تختار فستانها من محل محدد، وأن يكون التصوير أيضاً في استديو تابع لها وقريبتي المسكينة ما عندها غير تقول حاضر لأنه «رويحتها» في يد صاحبتنا، وقبل اسبوع من المناسبة توجهت لها العروس لوضع بعض الترتيبات ففاجأتها «غ. ش» بأنها «ما حتمكيجها» ليلة عرسها وتشوف ليها زولة تانية والسبب إيه؟ إنه وش العروس ما عاجبها، ورغم أن قريبتي زي القمر جمال وسمرة لون إلا أن بعض الباعوض غافلها ولدغها لدغة لدغتين، وده ما ذنبها، لكن الست بتاعت التجميل تضامنت مع البعوض لتلدغها بهذا الخبر، بل ورفضت ارجاع العربون، وكادت قريبتي أن تدخل في حالة نفسية، لولا أنني بدأت باتصالات عاجلة بصديقات اسعفني بخبيرة تجميل التزمت لها رغم ضيق الوقت. هذه الحادثة جعلتني أبحر في لجة من الأسئلة الغاضبة والغامضة، أولها هل هناك جهة تراجع شهادات هؤلاء المتعاملات في خلقة بشرة بنات الناس؟ ثانياً من يحدد أسعارالمكياج إذ إن هذه وغيرها يدخلن في الثلاثة ملايين حتة واحدة يعني بصراحة كده ناس الضرائب عندهم خبر؟ بالمناسبة بعضهن يقمن بعمل الليزر على الوجه والتاتو على الحواجب، وهو ما يتطلب دراسة وخبرة ودقة، فهل هناك جهات رسمية تراقب عمل هؤلاء.. أم أن الحكاية مطلوقة وكل زول شغال على حل شعره؟ في كل الأحوال اعتقد أن ما يحدث في صالونات التجميل يهمنا أمره بالدرجة الأولى، خاصة أسلوب التعامل والاحترام لظروف بنات في عمر الورد يتعرضن لمثل هذه المواقف المهينة قبل أيام من زفافهن، لأنه ما معقول واحدة تقول لي عروس ما بشتغل ليك لأنه وشك ما عاجبني!! يا بنت الناس هو عاجب العريس وأهل العريس أنتي الدخلك شنو؟؟ على فكرة (زولتنا البنتكلم عنها قيل إنها ضربت عروساً كفاً ليلة زفافها وبادلها العريس أم كف أقوى منه فقلت لقريبتي أحمدي الله الما جضموك!! كلمة عزيزة ظهور الفنان أكثر مما يجب على الأجهزة الإعلامية ربما «يحرقه» ويكون خصماً عليه، لكن كمان اختفاء الفنان تماماً ضرره أكبر ويفقده جماهيريته وعشاق أغنياته، في ظل انحدار سوق الكاسيت، لذا أخشى على الفنانة ندى القلعة من هذا الغياب المتواصل في ظل وجود منافسة شرسة على المستمعين والمشاهدين. كلمة أعز توظيف الكوميديا لتوجيه النقد للمجتمع كما يفعل الأخوة في برنامج «زاوية مشاترة» انصف الكوميديا والكوميديانات التي أفرغها البعض من معانيها وأنها فقط مجرد نكت سمجة!!