المعروف أو المتعارف عليه أن لكل موظف ووظيفة درجة أعلى منها في الهرم الوظيفي، بحكم التجربة والخبرة والتأهيل الأكاديمي، تلعب دور الرقيب والحسيب على الموظف الذي هو أقل منها درجة، وبالتالي تملك حق تصويبه وتوجيهه وابداء الرأي في ادائه العام، هذا الوصف قد ينطبق على الخدمة المدنية بمختلف أشكالها وفروعها لكنه إلى حد كبير «ما يظبط» مع قبيلة المبدعين، باعتبار أن المبدع انتاجه لا يخضع لمعايير حسابية دقيقة، أو خاضعة لمقايس ولوائح بعينها، بقدر ما أن انتاجه يحكمه الذوق العام أو رؤية الشخص المبدع نفسه لمنتجه، لكن هذا (الانفلات) من قبضة الرقابة الوظيفية هل ينطبق على الأجهزة الإعلامية مسموعة كانت أو مرئية؟ أوضح أكثر ، وأكثر مثلاً إنقضى رمضان أو كاد هذا العام، وفضائياتنا قدمت ما قدمت من منتج، وبعضها دخل في الإعداد لبرامج العيد.. السؤال... هل ستقوم إدارات هذه الفضائيات وادارات أقسامها المختلفة بوضع ما قدمت من برامج على طاولة التشريح؟ هل ستكون هناك شفافية في التقييم، ونقول للمعد الفلاني، والله برنامجك ده كان مكرر وماسخ، أو المخرج الفلاني أنت رؤيتك واضحة وظهرت لمساتك على العمل برمته، أو نقول للمذيع والمذيعة الفلانية أنك لم تظهري بمستوى طيب هذا العام، ولا العام الذي سبقه، وبالتالي لا ضرورة لظهورك رمضان القادم. أعتقد لو أن الفضائيات في مجملها تتعامل وتعمل بمبدأ الشفافية والوضوح، لما وجد الكثير من المعدين طريقهم إلى أي من رمضانات القادمة، وهم المفروضون علينا كل عام بذات التكرار، وذات الأفكار، وذات الاخفاق!! ولو أننا نتعامل بالشفافية المطلوبة لما ظهر بعض المذيعين في رمضان الحالي، وهم من ظهروا في رمضان الماضي بصورة باهتة، واداء متواضع، والمصيبة أن بعضاً من هؤلاء سنشاهدهم في العيد عشان يقولوا شنو ويسوو شنو أنا ما عارفة!! ٭٭ في كل الأحوال ليس أمامنا إلا أن ننتظر ما وعدتنا به بعض الفضائيات من برامج في انتظار ثمة معجزة ربما بدلت في الأفكار، لتطل علينا بصورة جديدة ومتألقة وتحمل فكرة ومضموناً، وحتى ذلك الحين سيقول الابتكار لي برامج رمضان خلاص أمشي اني بنجو مع العفش أقصد مع العيد!!! كلمة عزيزة ٭٭ ما جاء في شارع الصحافة على أخيرة الزميلة التيار أمس الجمعة أن عربة دفع رباعي ضبطت تحمل في جوفها عشرة مليارات جنيه بالقديم لتحويلها للعملة الجديدة، ولها علاقة بوزير دولة، وأن عربيتين «حكوميتين» أيضاً ضبطتا لهما علاقة بتنظيم سياسي، وأخرى وزارة سيادية وأن أحد المقبوض عليهم هو ابن أخت وزير سيادي، يجعلنا أكثر اصراراً على ما قلناه وكتبناه حول الفساد المقنع، وغير المكشوف.. بعدين الناس دي ليه قروشها ما في البنوك لوما الكلام تحته كلام يا عوض دكام!! كلمة أعز ٭٭ الحديث الذي رسم تفاصيله خبير بريطاني في مجال المعامل عن وضع التشخيص المعملي في السودان، والذي بلغ به السوء أنه يستعمل زيت الطعام بدلاً عن زيت المجاهر المعروف حديث خطير، وفضيحة بمعنى الكلمة، ويؤكد أن هذه المعامل لا تخضع لرقابة وجلها مفكوك! بس أمانة عليكم كان أصله زيت لزيت بلاش الزيت الفلت عشان نخلي وش الملاريا ماياهو!!