٭٭عطفاً على ليلة طويلة قضيتها في قناة قوون ليلة وقفة رمضان والفضائية الوليدة تستضيفني وعددا من ضيوف آخرين في سهرة بعنوان (أهلاً رمضان) امتدت حتى وقت السحور، عطفاً على تلك الليلة الطويلة أحسست وتلمست أن هناك جنودا مجهولين يعملون داخل الفضائيات لهم في أعناقنا دين الشكر والتقدير لأنهم يعملون في الأوقات الصعبة سهراً وتعباً ومتابعة ومن هؤلاء المصورون والمنفذون على الهواء والمخرجون وطواقم الإعداد التي تتابع ما اعدت حتى يتسرب الى الفضاء ويصلنا في بيوتنا ونحن نجلس على مقاعدنا الوثيرة. وهذا التقدير الواجب لعمل مقدر يجعلني احزن اشد الحزن حينما اشاهد مادةً ما اشعر ان من اعدها أو نفذ لها الرؤية الاخراجية تعب عليها وانفق فيها من ابداعه الكثير احزن واتألم عندما تُفسد هذه المادة مذيعة او مذيع جاي دون خلفية تمكنه من ادارة حوار مثمر ونافع وليس مجرد كلام في كلام كما حدث في البرنامج الذي استضيف فيه السلطان كمال ترباس والشاعران اسحق الحلنقي والتجاني حاج موسى. وهذا البرنامج في رأيي كان سيكون خبطة العمر باجتماع هذا الثلاثي الفريد لكن مقدمتيه مواهب وتيسير تخيلتا ان الحكاية زي استطلاعات اماسي الخرطوم التي تشبه فيه الاسئلة بعضها كالتوائم واعتقد أنه لولا الخلفية الاعلامية المهولة للتجاني حاج موسى الذي يبدو انه شعر ان الحوار ماسخ ومفكوك وليس هناك ما يربطه فتدخل كقوة انقاذ سريعة ليلقى بالأسئلة المهمة «لباظت» الحلقة التي تجمع ثلاثة من «اساطين» الإبداع في هذا البلد. اعتقد انه آن الاوان ان يدرك الاخوة في الفضائيات المختلفة ان المنافسة ما عادت قاصرة فقط على الضيوف المستضافين اذ ان المقدم النجم يلعب دوراً كبيراً في استقطاب جموع المشاهدين فهل يعقل يا ناس قوون ان توكل مهمة ادارة حوار لبرنامج هو منافس بالدرجة الاولى لغول كاميرا وسارق انتباه كالاستاذ السر قدور الرجل النجم في برنامج مليء بالنجوم او برنامج آخر يقدمه واحد من المع مذيعي الشاشات السودانية رجل حاضر البديهة سريع الفهم ملتقط للعبارات والافيهات وصانع للمواقف كالطيب عبد الماجد هل يعقل ان يوكل مثل هذا البرنامج لمذيعتين الأولى كل تجربتها الاعلامية لم تتعد مايكروفونات المنتديات والثانية صاحبة تجربة مثقلة لم تثبت فيها نجاحاً وارتبطت في الاذهان بتقديم برنامج شبابي لم يترك اثرا ولم يُنشئ منها مذيعة لامعة؟ وكذلك الحال على قناة هارموني التي قدمت هي الاخرى واحدا من البرامج التي ستحظى مؤكدا بالمشاهدة العالية وهو (بنات حواء) لأن ضيفانه نجمات ثقيلات الوزن غنائياً لكن الاختيار لتقديم البرنامج الذي تقدمه تريزا شاكر جاء غير موفق مائة بالمائة لأنه وفي رأيي ان مذيعة لا تعرف كيف تركب جملة السؤال وقليلا من العمق الفلسفي له لأنه دي حاجة بعيدة المنال او انها تسأل اسئلة مضحكة كما قالت وهي توجه حديثها لحرم النور «انتي في غناك شكرتي ناس كتار انتي الناس ديل بتشكِّريها ساي واللا لأنك عايزة تغني الغناء ده»؟؟تخيلوا بالله عليكم شاكلة مثل هذه الاسئلة البتفور الدم لكننا بلعناها وتحملناها في وجود المغنيات الاربع خاصة الرائعة انصاف مدني التي لم تؤكد انها فقط صاحبة حنجرة رهيبة ولكنها تمتلك كاريزما وجود مسرحي مهول يقربها من القلوب اكثر فأكثر.. اعتقد ان اليوم الأول من الشهر الكريم قد جعل بوصلتنا تتجه نحو الاشارة الصحيحة اذ أن محتوى البرامج وحده لم يعد كافيا بدخول لاعبين آخرين هم مقدمو هذه البرامج ليحسموا المنافسة وان كنت في داخلي حزينة انني «ظبطت» الريموت كنترول فقط على سلطان الطرب عندما يغني وسرعان ما اتجاوز محاور الحديث الذي افسدته مواهب وتيسير وهما تقتلان « مع سبق الإصرار والترصد» فكرة ولا أحلى ولا أروع!! بالمناسبة نحمد ل(النيل الازرق) مد فترة برنامج (اغاني واغاني) الذي بدأ موسمه الخامس ساخناً وهو يستضيف نجوماً جدد احرز احدهم بالامس هدفاً «يقد الشبكة» وكيف لا وطه سليمان يصدح بكوبليه من اغنية القمر بوبا للرائع وردي فجعلنا دون ان نشعر نطلق صرخات الاعجاب ونقول «عقب يا جنا» .. في كل الاحوال نحمد للفضائيات السودانية المختلفة انها قد فكتنا من عقدة المسلسل العربي الذي كنا نهرع اليه وبإدمان كامل. وان كنت في قرارة نفسي تمنيت لو أن البرامج الاربعة في الحيشان الاربعة السودانية والنيل الازرق وهارموني وقوون اختارت لها اوقاتاً مختلفة حتى لا تقطع قلب الريموت كنترول كما فعلنا امس وهو يجري ملاحقاً بها هنا وهناك لانها بصراحة تستحق المتابعة والمشاهدة وكل ينافس بطريقته وبالكرت الذي سيكش الثلاثين يوما وان كنا قد تعودنا ان نندهش لنجوم الغناء فقد آن الاوان ان نندهش لنجوم التقديم كما يفعل الطيب عبد الماجد والاستاذ السر قدور. كلمة عزيزة الخلل الفني الذي صاحب سهرة (ليالي) على النيل الأزرق بالأمس الأول سنعتبره ومن باب حسن النية انه عارض ولا يد لاحد فيه لكنه إن تكرر فسيفسد كل ما خطط له من اخراج هذه السهرة المنوعة بصورة شيقة خاصة وأنه قد خصم كثيراً من تفاصيل السهرة الأولى. كلمة اعز حتى يحفظ الفنان أو الشاعر أو الضيف اياً كان، حتى يحفظ قدر نفسه عليه ان يكون حراً في اختيار المذيع الذي يحاوره لأنه تواضع كبير من الفنان كمال ترباس أن يجلس لمذيعتين مبتدئتين اضطر أن يقول لهما أسألا الحلنقي لماذا اختار ترباس لغناء قصيدته؟؟