السيد رئيس تحرير جريدة آخر لحظة المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتابع باهتمام ما يكتب في صحيفة آخر لحظة من مواضيع تساير حركة الواقع، أرجو مشكوراً أن تنشر هذه الرسالة عير صحيفتكم الى وكيل وزارة التربية والتعليم الإتحادية. السيد/ المعتصم عبد الرحيم/ وكيل وزارة التربية والتعليم الإتحادية. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السيد الوكيل.. أنت أول العالمين بقضايا أهلنا في الحامداب.. وهذا العلم مستوحى من واقع الفترة التي كنت فيها والياً للولاية الشمالية، ولقد بشرت أهلنا خيراً، وحفظت لهم حقوقهم الولائية المتمثلة في إعطاء كل أسرة مهجرة «5» أفدنة في الترع التي سوف يجري حفرها في المستقبل، هذا والله شيء عظيم، ظل خالداً وسيخلد بمشيئة الله ونذكره في الأجيال. أخي المعتصم.. دعني أخاطبك بصفة الأخوة، فهي الباقية.. أما السيادة فهي زائلة لا محالة.. أخي.. لقد ضحى أهلنا في الحامداب من أجل أن تدور ماكينات المصانع وتتدفق مياه الزرع، ويمتليء الضرع، فتشبع البطون، وتنار العقول بكنوز العلم، لتزول ظلمة الجهل من صدور وعقول أبنائنا الطلاب، وهم كما نعلم الأمل المرتجى لنهضة هذا البلد. أخي العزيز المعتصم.. لقد كان أبناؤنا في الحامداب من المبرزين والمجتهدين في التحصيل.. وأنت كوالٍ تشهد بذلك.. ولكن بعد الرحيل الى الأرض التي لم نألفها حتى الآن.. تغير الحال مانعاً عصا الترحال من الوثوب على واقعه العنيد، فأصبح أبناؤنا ليسوا أولئك النوابغ الذين يقتحمون المجهول بزاد العقول، وذلك لعدة أسباب: أولاً: غرابة الزمان، وأهوال الزمان بفعل الإنسان. ثانياً: النقص في كادر التعليم، وعدم تعامل الموجود مع طالب تغير حاله بترحاله رغم وجود خريجين كثر من أبنائنا.. كان الواجب استيعابهم في مدارسنا الثانوية والأساسية.. فهم الأقرب الى نفسية الطالب المهجر. ونحن نعشم فيك وفي وزارتك أن تصدر قراراً بتعيين خريجي الحامداب الجديدة في مدارس الحامداب الثانوية والأولية، حتى يكتمل عدد الكادر المعلم، ويرفع من معنويات فلذات أكبادنا. علماً أخي المعتصم بأن الميزانية الولائية لا تسمح بما سوف تقوم به وزارتكم الإتحادية، وذلك لقلة الموارد المالية.. وبقراركم الذي نعشم فيه تكونون قد أكرمتم أهلنا في الحامداب.. وتفاعلتم مع تضحياتهم. هذا والله عشمنا فيك أيها الرائع.. وفي وزارة التربية والتعليم الإتحادية.. ونحن على ثقة في أنه لن يضيع العشم. أما ثالثاً: نرجو من وزارة التربية والتعليم الإتحادية دفع قيمة الكهرباء لتلك المدارس حتى لا يلجأ مجلس الآباء لفرض رسوم على أولياء الطلاب.. علماً بأن المشروع الزراعي حتى الآن لم تُجنَ ثماره رغم وقفات والي الولاية الشمالية (فتحي خليل).. وهي وقفات صادقة لا نشك فيها. ونزيدك علماً بأن مجلس الآباء في القرية 2 رفع الرسوم من 60 جنيهاً في العام الماضي، الى مائة جنيه هذا العام.. ولقد قدم ناظر المدرسة ميزانية العام لمجلس الآباء برقم تسجيل جمعه وهو 35 ألفاً بالجديد.. «35 مليوناً بالقديم».. هذا والله يحدث لنا أيها المعتصم لا لشيء إلا أننا ضحينا لهذا البلد الغالي السودان الحبيب الذي يحتل مكانة سامية في قلبك. أخي المعتصم.. وقلوبنا نحن، وأيضاً قلوب الشرفاء من هذا البلد.. أخي المعتصم.. أذكرك لا أعلمك بأن التاريخ لا ينحني إلا للعظماء.. وأن الشرف لا يتوشحه إلا الصابرون المحتسبون لرب العالمين.. وأن الحياة دون قيم لا فائدة فيها.. وأن العلم لا يدركه إلا الراغب المجتهد والصابر.. فهلا تفاعلت أخي المعتصم مع قضايا جموع ضحت، تركت أرض الأجداد من أجل نهوض وطن الأمجاد.. أرجو أن يحدث ذلك. الحامداب الجديدة