بسم الله الرحمن الرحيم الأخ /وكيل وزارة التربية والتعليم العام لعاية السيد الدكتور/ معتصم عبد الرحيم المحترم العنوان/ مستقبل التعليم في السودان خصصت هذه الرسالة للأخ/ الدكتور لعلمي بإهتماماته بقضايا التربية والتعليم لنبدأ أولاً بامتحانات النقل من صف إلى صف التي تتم كل عام في مرحلة الأساس وأيضاً المرحلة الثانوية. دأبت المحليات في الولايات ومنذ أعوام قليلة بتوحيد امتحانات النقل فرضاً على كل المدارس برسوم يدفعها التلاميذ، وبعض الولايات تقوم بتوحيد امتحانات المرحلة الثانوية، دور المعلم فقط التصحيح ورصد النتيجة وتحليلها دون مقابل لأنه يعلم بأن من وضع الامتحان قد نال أجراً ومن وزّعه على المظاريف وطبعه ورحّله نال أجراّ، سألت عن سبب تولي المحليات وضع الامتحانات ولم أجد رداً، وهنالك أسئلة تفرض نفسها في هذا الشأن هي: 1. المعلم لا يستطيع وضع الاختبارات 2. توحيد عملية القياس 3. ارتفاع تكاليف الامتحانات التي يضعها المعلم 4. هنالك غرض آخر. برجوعنا إلى هرم ماسلو نجد أن مكاتب التعليم قد سلبت المعلم حقه في وضع اختباراته وقياس تلاميذه،لأنه هو الذي قام بالعملية التربوية فيجب عليه قياس التلاميذ بالكيفية التي يراها هو وليس بمنظار من هو أعلا منه في السلطة. نعود لهرم ماسلو بالمنظور التربوي ثم نعود إلى معنى الإشراف والتوجية وننظر أين وضعنا المعلم. نحن في سبيل تحقيق نجاحات لا بدا أن نضع المعلم في مكان معتبر ونحترمه ونحترم حاجاته حتى يبدع لنا، ولكن إذا بترنا مرحلة من هذه المراحل نجد أن العملية التعليمية التعلمية تتقاعس، نحن أخي الدكتور نحتاج إلى تدريب وتأهيل لنعي دورنا في العمل التربوي. نجد أن المنهج موحد والأهداف التربوية موحدة، ولكن تبعية التعليم للمعتمدين ثم القرار السياسي، كل ذلك له تبعياته ويجعل العمل متأثراً بفكر جديد وأدبيات جديدة ثم نبتعد بالتدريج عن الإطار التربوي. تصور لهرم ماسلو إذا سلمنا بهذا الهرم نجد أننا نعمل ولكن بترنا ثلاثة مراحل من مراحل الهرم، ثم تسلطنا على المعلم ولم نعد نحترم له شأن. المراحل المسلوبة هي الأمان الوظيفي، احترام الذات الثقة الانجاز، ثم التطوير والإبداع والتحديث. نعود إلى الإشراف والتوجيه والمطلوب منا اليوم أن نبتعد من التفتيش والتسلط، ونجعل عملنا عمل تعاوني بدلا من العمل الذي كان قديماً هو التفتيش وأن الموجه أو المشرف هو يعلم والمعلم لا يعلم، في أي عملية تربوية إذا لم نحترم مقدرات وأعمال المعلم لا نتاج طيب نلتمسه. نعود إلى مسألة كفاءة المعلم وعدم مقدرته على وضع الامتحانات إذا صح ذلك فالتقصير منا كقادة للتعليم بالولايات، ويظل السؤال لماذا لم نضع مادة (وضع الاختبارات) في تدريبنا الآن للمعلمين، رُفعت الشعارات والمسميات بعام التدريب وعام التأهيل ولكننا لم نشهد كورس أو ورقة باسم (وضع الاختبارات) وكيفيتها، ولقد سمعت بأن وزارة التربية الإتحادية قد تبنت مسألة بنك الأسئلة وهي فكرة جيدة تساهم في رفع المعانة عن التلميذ والمعلم معاً، تقلل التكلفة ، وتعطي المعلم المقدرة اللازمة لاختيار أسئلته ويتسلف من ذلك البنك متى ما شاء. أما توحيد عملية القياس فلا معنى لها مع وجود الظروف البيئية المختلفة من مدرسة لمدرسة، ومع تدريب المعلمين على وضع الاختبارات، ومع وجود بنك الأسئلة، ومع وجود المعلم المدرب ومع وجود الموجه المقتدر. مما لا شك فيه إن هذه الامتحانات مكلفة باهظة الثمن، سالبة النتائج على الطالب والمعلم معاً، تجعل إدارات التعليم تنشغل بما لا يعنيها بجمع المال ومتابعة الجمع، ثم ينشغل مدير المدرسة بأمر جمع المال، وتظل مكاتب التعليم في عملية حسابية بعيداً عن العملية التربوية. ويظل المجتمع ينظر لنا بسخط وغضب وبأننا جباة مال. حاتم عشاري محمود مكتب تعليم إدارية بارا بريد إلكتروني [email protected]