أكد دكتور فرح العقار أن ولاية النيل الأزرق ستتجاوز الظروف الحالية إلى ظروف أفضل، وكشف عن مساعٍ للم شمل أبناء المنطقة حتى المنتمين إلى الحركة الشعبية، ويعتبر دكتور فرح العقار من أوائل الضباط الذين كان لهم دور في انقلاب 30 يونيو بقيادة الرئيس عمر البشير، وكان يعمل ضمن مجموعة اللواء دومنيك كاسيانو برتبة رائد وبعد حل مجلس قيادة الثورة نزل للمعاش، هذا وقد كان العقار ينتمي للحركة الإسلامية منذ المرحلة المتوسطة، وعندما حل مجلس قيادة الثورة تم تكليفه بتكاليف سياسية، فقد كان محافظاً للكرمك ووزيراً للشؤون الاجتماعية والثقافية بولاية سنار ورئيس وفد المؤتمر الوطني لاتفاقية السلام في كارين ونيفاشا وعضو المفوضية القومية للمراجعة الدستورية كما عمل وزير دولة بوزارة الإعلام والاتصالات وعضو بالمجلس الوطني ووزير للتخطيط العمراني في النيل الأزرق ووزير دولة بالشؤون البرلمانية.. وقد حصل على الدكتوراه في: أثر اتفاقية السلام الشامل على السودان، كما كان لاعب كرة قدم في نادي النيل. حدثنا عن المبادرة التي تقودها؟ - فكرة المبادرة مبنية علي البنود العالقة في اتفاقية السلام التي يتم تنفيذها في الفترة الانتقالية، وهذه البنود من الواضح أن عدم تنفيذها هو تباين في المفاهيم فكل طرف له نظرة ومفاهيم وتقييم مختلف، ففي المقام الأول نريد أن نصل لمفاهيم مشتركة فيما يليها وبالتالي نصل لقناعة مشتركة وموقف مشترك يكون سبباً في الاتفاق والتوافق. هل مبادرتك كانت قبل الأحداث أم نتيجة للأحداث؟ - فكرة المبادرة كانت قبل الأحداث ولكن حدوث الأحداث قطعاً أحدث تغييراً، فأصبح الظرف ليس هو الظرف الذي بدأت فيه المبادرة وأجريت فيه اتصال مع مالك عقار . وهل هنالك اتصال بينكم وبين قيادات الحركة بالولاية؟ الآن هنالك اتصال وترتيبات مع المجموعة من المحبة للسلام ونحن الآن نحشد ونرتب لنبلور إرادة مع كل المجموعات الموجودة سواء كان من الحركة الشعبية أو غيرها لنسير في خط واحد لتصبح هي المجموعة الداعمة للسلام والنابذة للحرب. وأنت أحد أبناء الولاية العالمين بأمورها هل كنت تتوقع حدوث ما حدث؟ - حدوث ما حدث توقعي له ارتفاع حدة التوتر نتيجة للفشل الذي صاحب المبادرات في نهاية الفترة الانتقالية والتي كانت من المفترض أن تشهدها الفترة الانتقالية، ولأن الفترة الانتقالية انتهت ولم تنفذ بعد أصبحت مبادرات من هنا وهناك، فالأخ الرئيس قدم مبادرة بتمديد فترة المشورة الشعبية وقد رفضت من قبل الحركة الشعبية ظناً منها بأن هنالك ترتيبات وأن الذي ينبغي أن يتم هو تمديد الفترة الانتقالية وليس قانون المشورة الشعبية وهنا تم الرفض، وكذلك الاتفاق الإطاري لم يتم الاتفاق فيه، وكذلك مبادرة مليس زناوي الأخيرة لم يتم الاتفاق حولها وهذا قاد إلى شيء من الإحباط أدى إلى ضعف في الثقة وحدة توتر في المنطقة جعل الظروف استثنائية وانفجر الموقف . في تقديرك ما هي أسباب فشل مبادرة مليس زناوي؟ - من الواضح بأن الزمن لم يكن كافي لاستكمال النقاش حول القضايا المطروحة، وكان هنالك موقف مبدئي من المؤتمر الوطني حول المبادرات الخارجية، ولكنني أحسب إذا كانت هنالك فترة زمنية امتدت لأيام لكان من الممكن أن تتبلور فكرة مختلفة يمكن أن تؤدي إلى اتفاق وتوافق. كان هنالك انسجام بينك وبين مالك عقار هل كنت تتوقع منه القيام بما قام به؟ ü أبداً فكل الحوار والنقاش الذي كان يدور بيننا كان حول الوحدة، وأصدق القول عندما حدث قرار انفصال الجنوب شعر بأسى وقال لي لأول مرة أشعر بحزن عميق وأشعر بأن جرح كبير قد حدث، ولكنه في لقاء حاشد بالكرمك عام 2008م قال إذا انفصل الجنوب سينفصل النيل الأزرق وينضم إلى أثيوبيا.. لم يقل بأنهم سينضمون إلى أثيوبيا، ولكنه قال السودان يمكن أن ينقسم إلى خمسة دول، ومنطقياً أثيوبيا لا يمكن أن تقبل جزءاً من السودان، ولا جزء من السودان يمكن ان يذهب لأثيوبيا. هنالك اتهام بان الشبهات تدور حولك؟ - إذا كان هنالك توافق وانسجام بيني وبين مالك عقار، فهنالك انسجام كان ما بين أحمد هارون وعبد العزيز الحلو وقُيِّم كإنجاز سياسي وتم منحهم نجمة الإنجاز فلماذا لم يتم التشكيك في علاقتهم وتم التشكيك في علاقتي مع مالك، وهذا تصريح لا يرتقي بالاهتمام به لدي أو الوقوف عنده وليس لدي أي علاقة، وعلاقتي بمالك علاقة قيادات بالولاية، فالحوار الذي دار بيني وبين مالك تمكنا من خلاله أن نكون حكومة النيل الأزرق بعد أن رفض مالك الجلوس مع الخرطوم، وأنأ قمت بإبلاغ المركز ومكتب د. نافع فتم تفويضي بالجلوس معه ووصلنا للمشاركة في حكومة الولاية وخرجنا بأربعة وزراء في حكومة الولاية و معتمدين في محليتين و معتمدين للرئاسة وثلاثة مستشارين للحكومة وعشرة مستشارين في كل وزارة من الوزارات، وذهبنا أبعد من ذلك في المجالس التشريعية والمحلية وأخذنا 55% من عضوية المجلس التشريعي المحلي وأخذنا رئاسة المحلية. فرؤساء المحليات في النيل الأزرق كلهم من المؤتمر الوطني، وكونا اللجنة السياسي المشتركة للمشورة الشعبية وعملنا التثقيف المدني وقطعنا فيه شوطاً كبيراً جداً وكان هناك توافق كبير وهذا التوافق جلب الحسد، وبعد ذلك بدأت الاتهامات بأن فرح عندما يتحدث مالك يصفق «وفرح أصبح زول مالك ومالك زول فرح» ومن هنا بدأت الاتهامات. ولكن التشكيك فيك جاء بعد أحداث الدمازين؟ - أرجو أن صاحب الاتهام إلا يكون أصيب بفيروس الخلافات في المؤتمر الوطني بالولاية وداء الشللية لمحاولة اغتيال القيادات.. و أنا لا أريد أن أظهر تنظيمي أو عضوية حزبي بالصورة المشوهة، ولكن هذا الواقع وأنا أتاسف جداً لخروج حديث مثل هذا من شخصية كهذه بأن يقول شبهات فلماذا لم يثبت ذلك وهل يريد أن يمنع الاتصال بيني وبين مالك عقار، فأنا قيادة سياسية ومن حقي أن يكون لدي إنجاز سياسي وأن آتي بالسلام للسودان وأعالج مشكلته، فمن هم الذين يأتون بالسلام ويساعدون في استقرار البلاد أليس هم أبناء السودان وهل هذا حصر على شخص معين، وأنا وضعي في المؤتمر الوطني ليس بالمتأخر حتى أبحث عن حزب أو تنظيم سياسي آخر، فأنا عضو في المجلس القيادي بالمؤتمر الوطني وعضو مجلس الشورى وعضو القطاع السياسي والمكتب السياسي وعضو أمانة الأوسط، والمؤتمر الوطني جعلني رئيساً له في ولاية النيل الأزرق ومرشح في الولاية، والآن لست موجود في «النقعة» ولا أملك وظيفة أو موقع يجعلني أحمل غبن على حزبي لأحتمي بحزب آخر فأنا الآن وزير، وقد كنت رئيساً لوفد حتى اتينا بالسلام، ومالك بماذا فأتني حتى أبحث عنه لاشتغل معه، فهو قيادي في حزب وأنا كذلك هو ترشح والي وأنا كذلك ترشحت وكان رئيس وفد للمفاوضات وأنا كنت رئيس للوفد هو جاء ممثلاً للحركة الشعبية في الدستور وأنا جئت ممثلاً للمؤتمر الوطني، فليس هنالك سبب لأن التحق بمالك، لكن هذه خطة اغتيالات في النيل الأزرق للمحافظة على الاضطراب بالولاية ولا ألقي لها بالاً ولن أجعل لها قيمة، وأنا لست بالجبان وأعرف مقدراتي إذا أردت الخروج من الحزب لن أخرج خلسة فسأقول هذه أمانتكم وأنا لا استطيع أن استمر، ولكنه الكيد والشلليات والحقد والمخطط لاغتيال قيادات المؤتمر الوطني. إذاً هنالك خلافات داخل المؤتمر الوطني بولاية النيل الأزرق وصل إلى حد الاغتيالات؟ - قطعاً هنالك خلافات وشلليات في المؤتمر الوطني بالولاية، وهنالك مجموعات داعمة لخط محاولة اغتيال القيادات ورميهم بالاتهامات بعلاقاتهم مع الحركة وقائدها وغيرهم، وأنا لا أشعر بأن هنالك مساحه أن يكون هناك انسجام أو اتفاق بيني وبين مالك عقار فيما يخص قضايا المنطقة والوصول إلى حلول فيها. - حديثك يؤكد استهداف قيادات المؤتمر الوطني من قبل بعضهم البعض وليس استهدافهم من قبل الحركة الشعبية؟ - قطعاً هذا ما حادث، فالخلافات داخل المؤتمر الوطني بالنيل الأزرق والشلليات والتكتلات ومحاولة الكيد والنيل والاستعانة بمجموعات من خارج المؤتمر الوطني بالولاية موجودة وليست جديدة. هل هذه الخلافات هي التي أضعفت المؤتمر الوطني بالولاية مما أدى إلى تفوق الحركة الشعبية عليه؟ - هي واحدة من الأسباب وليست كل الأسباب، وإذا لم تنتهِ هذه الظاهرة و لم تتم إدارة حكيمة لمثل هذه التصرفات والسلوك فمن الممكن أن تذهب ريحه. ولماذا تعتقد بأن الجهات الأمنية في الولاية خصتك بهذه الاتهامات فهي تدعي بأنها بعيدة عن الحزبية؟ -أصيب بفيروس وداء الشللية وأصبح صاحب شلة، وأنا لا أريد أن أتحدث له بصفته العسكرية لأن هذا الكلام لا يليق وقائد فرقة أصبح له شللية أو يتأثر بمعلومات غير حقيقية فهي معيبة في ظل ظروف كهذه من قيادة عسكرية، وأنا أقول هذا الحديث وقد كنت ضابطاً في الجيش، فحتى إذا كان حديثه صحيح ما هي المصلحة بأن يقوله الآن، فهذا الكلام ليس لده قيمة.. فمن قبل كان هنالك تحقيق في احتكاك تم بيني وبين عبد الله جيلي رئيس الدائرة وهو منسق الدفاع الشعبي حول تصريحات وأقاويل والتحقيق طلع بلا شيء. و ما هي مشكلة عبد الله جيلي معك؟ - مشكلته «إدقا» دقوه دق عديل كده ولذلك أصبحت لديه غبينة ويفتكر بأنني حرضت الناس عشان «يدقوه» ولولاي لكانوا قتلوه، فأنا ود النيل الأزرق ومولود ومتربي في الكرمك وأهلي موجودون فيها ولم أبدأ السياسة اليوم، ولم أجيء للمؤتمر الوطني أمس.