أجد نفسي متضامنة الى الحد البعيد مع الوقفة الاحتجاجية للعاملين بالتلفزيون القومي، وتلويحهم بالإضراب لعدم صرفهم استحقاقاتهم المالية لما يقارب ال«4» شهور، وهو لعمري أمر غير إنساني في المقام الأول باعتبار أن هؤلاء العاملين هم أرباب أسر تحتاج الدواء والكساء والإيجار، وبالتالي فإن مجرد عدم صرف مستحقات شهر واحد معناه أزمة إنسانية في هذه البيوت لا يعلم مداها الا الله! ده من ناحية،، أما من ناحية أن يتفرغ هؤلاء المنتسبون للفضائية لقضية الابداع والتميز والابتكار فأظنه من العبط أن نطالبهم بهذا الفعل، والواحد منهم باله مشغول ب«المم» وما بين القوسين ملأ البطون الفارغة والأفواه المفتوحة، وكلنا يعلم أن التفرغ للعملية الإبداعية بالضرورة يجب أن تلازمه راحة نفسية هي مرهونة- بالضرورة- بالاكتفاء المادي إن لم يكن بالبحبوحة وحبة نقنقة! أعتقد أن فشل إدارة التلفزيون في سداد مستحقات موظفيها هو فشل يضاف لحلقات سلسلة طويلة من الإخفاق، بدأت أولاً في حق المشاهد من ناحية المنتج، وانتهى بقروش العاملين فيها، الذين إن لم يبلغ بهم السيل الزبى ما أظنهم كانوا سيضطرون للتهديد بالتوقف عن العمل في جهاز هو في مقام الأمن القومي، باعتباره النافذة الرسمية للإعلام الرسمي.. فيا أخي محمد حاتم أما أن لك من روحك كده وظرافة منك ساي أن تترجل وتمنح الفرصة لغيرك، طالما أنه لا أحد يجرؤ أن يقيلك عن الكرسي الذي تجلس عليه، إذ يبدو والله أعلم أنه سرك باتع. كلمة عزيزة .. صحيح نحن شعب طيب ومتسامح وفاضل، لكن كمان ليس للدرجة التي يستفزنا فيها الطبيب الذي اطلق سراحه مؤخراً بعد أن قضى عقوبة السجن بتهم الاجهاض ومخالفة شرف المهنة، ونحن نطالعه كل صباح على صفحات صحيفة ما، وهو يتبجح بالعودة لممارسة المهنة، وآخر ما صدح به سيادته أن معظم عمليات الاجهاض هي لطالبات جامعيات في اساءة بالغة للمجتمع، وتشكيك مخل بالأعراف والقيم السودانية.. عموماً.. اطلاقاً لا الوم مثل هذا المتبجح لأنه إن لم تستحِ فافعل ما شئت، لكني الوم الصحفيين الذين يسعون اليه لاجراء حوارات معه، ولا أدري اي قيمة فيما يقوله، وهو بطل لفضيحة هزت الرأي العام، جعلتنا نتشكك ألف مرة قبل أن نضع أقدمنا على بوابة اي طبيب حتى لو قاعد تحت قبة! كلمة أعز ..التحية لإذاعة القوات المسلحة وهي تقدم برامجها حية من الدمازين الصمود، ولا أنكر أنني وطوال الأيام الماضية منحتها إذني فاطمأن قلبي بأصوات مذيعيها وضيوفها من أبطال جيش الهنا، وجلالاته الخلت الأبكم رطن!.. قوش اقوى المرشحين لوالي النيل الأزرق.. ده الشغل!