واليوم نتوه في بحر العيون.. تلك التي قتلننا ثم لم يحيين قتلانا.. ويالروعة ذاك السحر في العيون.. ويا لذاك السلاح الذي أبدع في الغناء له.. والتحذير منه.. بل الخوف منه و(وردي) وهو يقطع بأن أي عيون بتتقابل إلا عيونك ما بتتفات.. وهل نذهب مع عبد الله النجيب ذاك الذي برع بل أوقف روحه وأنفاسه.. ومداده وأحباره.. وأقلامه كتابة بل تصويراً باهراً وماهراً في الغزل والوصف البديع للعيون.. وحتى أم كلثوم تشدو.. في روعة وانحباس أنفاس.. بل تدفق أنفاس.. هات عينيك تسرح في دنيتهم عينيا.. أم نذهب مع التجاني سعيد الذي مزق كل «روشتات» أطباء الحرف المموسق تلك الوصفات والتوصيف والتشبيه للعيون بعيون «الجدي» و«الريل» و«الغزال» وحتى «البقر الوحشي» ليكتب في تطريب.. يأسر القلوب.. بل يستعمر كل مساحات الأفئدة.. وهو يرسم بها اللوحات.. وبديع الصور التي رآها ناطقة وساطعة.. في عيون الحبيب.. فرحاً.. وأملاً.. وأعياداً.. ووطناً.. وخريفاً.. ماطراً يروي ويسقي ثم حيناً حارقاً وهو يشوي.. ويجفف.. و.. عيونك زي سحابة صيف تجافي بلاد وتسقي بلاد.. كل هذا.. أم البديع.. الأنيق الراحل أو الصاعد إلى مدارات النجوم والأفلاك.. وأحمد إبراهيم فلاح.. الذي أكاد أجزم بأنه كتب أروع ملاحم العيون.. وبالعبقرية .. الرجل.. الذي تمنى الهلاك في هوى المحبوب حتى يتتبعه العواذل والحساد وليواجهوا نفس المصير.. مصير الهلاك وآه من قلمه المعربد وهو يخوض في مسامات وفي العيون.. وجيوش اشتياقه تهزمه هزيمة مدوية حين عز النصير وافتقد السلاح.. ولم يكن. ذاك السلاح غير لحاظ المحبوب.. وتفسير وشرح والإبحار في هذه البحيرة البهيجة يغشوها.. معاً إلى.. فلاح.. وعيون حبيبته.. التي أمطرت لنا جداولاً من متعة.. ودفقة من متعة.. وباقة من روعة.. عيونى وعيونك أسباب لوعتى أسباب تشوقى نظرتك وأسباب نفورك نظرتك هواي يعجز فكرتك وجمالك يعجز فكرتي في الصد تزيد من خبرتك في الحب أزيد من خبرتي دايماً أردد ذكرتك هل مرة فهت بذكرتي *** أنت الذى أتعبتني وأنت الذى بك راحتي لو آن هلاكى ولى دنيت أحيا وتحل بي فرحتي كم استغثت وكم شكيت من سقمي واتلاف صحتي كم رددت آهاتي كم دوى في الافق صدى صيحتي *** سندس وعسجد حلتك أما أنا الهوى حلتي ماذا جنيت يا معبدي ماذا جنيت يا قبلتي ماضر يا محبوبي لو تنظر لحالي بالتي هي أحسن النظرات ثم ترين فيك اهلتي *** جيوش اشتاقي هزمتنى ذادت انتى لو كنت قربي لاسرها اجعل لحاظك اسنتي يا نورى يا يانارى يا جنتي أهوى الهلاك في هواك ليتخذ العواذل سنتي