ظللنا ننبه وننوه ونحذّر حكومتنا الرشيدة - غفر الله لها - من مغبة الإنجرار وراء أحلام الوحدة بين الشمال والجنوب في ظل وجود قيادات الحركة الشعبية الناقدة الحاقدة، صاحبة الأحلام المستحيلة المتمثلة في إلغاء الشريعة وفصل الدين عن الدولة، وفرض مخططات الغرب وبرنامج الحركة على بقية أنحاء السودان - عندما كان الشمال والجنوب يشكلان بلداً واحداً - دون إعتبار لعقيدة الأغلبية الغالبة، رغم ما حققه اتفاق السلام الشامل لجنوب السودان من استقلالية شبه تامة جعلت الحركة الشعبية تنفرد بحكم كل الجنوب و «تزاحم» في حكم الشمال. الحكومة - كعادتها دائماً - سدّت إحدى أذنيها ب «طينة» الأمل والثانية ب «عجينة» العمل من أجل الوحدة، بينما كانت الحركة تمارس مكرها ونذالتها حتى تمكنت في كثير من بعض المناطق بالولايات الشمالية التي تحادد الجنوب، خاصة في جنوب كردفان والنيل الأزرق، ومارست الضغوط أحياناً والبكاء و «الولولة» أحياناً أخرى حتى تقر الحكومة وتعترف بفوزها بمنصب الوالي في ولاية النيل الأزرق، وقد رضخت الحكومة «على أمل» أن يكون ذلك عربوناً لوحدة تأتي في الطريق، ثم حاولت الحركة ذاتها أن تمارس ذات اللعبة في انتخابات الوالي بولاية جنوب كردفان، وهي الانتخابات المؤجلة التي جرت بعد أن وقعت الواقعة وحدث الانفصال والمفاصلة، فانتبهت الحكومة ولم تمرر «اللعبة القديمة» في «الميدان الجديد» لتثور ثورة الحركة وجيشها وتنقلب ب «حلوها» و «مرها» على المواثيق والتعهدات والأخلاق إنقلاباً عرفه وسمع به القاصي والداني، ورأت أن تفجر الأوضاع ليشتعل الشريط الحدودي والمناطق «المقحمة» في الاتفاقية ترضية لبعض أعضائها الذين أعانوا «قرنق» في تمرده على الجيش وخروجه على السلطة. كانت الحركة الشعبية تعمل للإنفصال فالنوايا تسبق الأعمال وكانت ترى أن الحكومة «الطيبة» ستتنازل لها عن مقعد الوالي في جنوب كردفان مثلما حدث في النيل الأزرق، ليصبح «مالك عقار» و «عبد العزيز الحلو» مسماري «جحا»، للحركة في الشمال، لكن إرادة الله أدت إلى تأجيل انتخابات جنوب كردفان ليصبح «عقار» هو مسمار الحركة في الشمال، وكلنا يعرف «جحا» الشخصية الأسطورية المعروفة التي يضرب بها المثل كثيراً بينما يضرب المثل بمسماره في التحجج الواهي دون حجة وصولاً إلى هدف محدد حتى ولو عن طريق الباطل. كان جحا يملك داراً أراد أن يبيعها دون أن يفرط فيها تماماً فاشترط على المشتري أن يترك المسمار الموجود على أحد الحوائط داخل الدار ولا ينزعه أبداً، فوافق المشتري دون أن يلحظ الهدف الخفي من وراء هذا الشرط ليبدأ «جحا» سلسلة من الزيارات اليومية لداره القديمة بحجة الاطمئنان على مسماره هناك ويطيل الزيارات والمكوث في الدار الأمر الذي أحرج مالكها الجديد وضايقه إلى أن ترك المالك الدار بمسمارها ونجا بنفسه من مضايقات جحا ومسماره. الحركة كانت تظن أنها (باعت) النيل الأزرق للشمال لكنها تركت مالك عقار هناك مسماراً لها تتدخل كل ساعة وحين بحجة الاطمئنان عليه وهي في واقع الأمر تخطط لما هو أخطر. التحية لقواتنا المسلحة الباسلة ولأبطالها الأشاوس ولكل أبناء الوطن الذين تصدوا لمخططات الحركة ووأدوا أحلامها ومخططاتها الجهنمية في مهدها لتعرف أن عصمة الولايات كلها في يد الشعب. والله أكبر والعزة للسودان.