نغمة هذه الأيام التي يتداولها جميع أهل السودان.. وبالذات أهل العاصمة المثلثة..هي ارتفاع أسعار السوق... «سوق الله أكبر..الواحد دا».. أي حاجة في السوق ارتفعت ارتفاعاً ملحوظاً.. ارتفاع قد يفوت الضعف في أغلبية أسعار المواد الاستهلاكية اليومية.. الوضع غير مطمئن في السوق.. بل يمكن أن نقول إنه مقلق.. بدأت زيادة ارتفاع بعض السلع قبل شهر رمضان المعظم.. ومن أهمها اللحوم الحمراء.. التي يعتمد عليها أهل السودان في معظم وجباتهم.. عجباً ونحن نعتبر من أكبر الدول الأفريقية التي تمتلك ثروة حيوانية ضخمة.. أصبحنا من الدول التي يشتهي أهلها أكل اللحوم الحمراء.. واستمرت الزيادة إلى شهر رمضان حيث شهد السكر ارتفاعاً ملحوظاً وانعداماً مخيفاً.. ولكن رحمة ربنا شملت الناس ببركة ذلك الشهر واستطاعوا الصيام للخير الذي فيه.. كل السلع والخضروات وحتى الفاكهة الرخيصة التي يعتمد عليها أهلنا «للتحلية» بعد وجبة غذاء بسيطة غير مكلفة.. أصبحت الفواكه ضمن «الكوته» التي انهمرت عليها الزيادات الأخيرة.. وعجب العجاب أن كل تاجر يبيع بما تشتهي «نفسه».. حيث يوجد تضارب كبير بين التجار في بيع بعض السلع.. والمتابع للسوق يجد أن الزيادة يومية لا نقصان فيها.. وتكاد الرواتب لا تكفي الأشياء الضرورية لكي تستحمل تلك الزيادة المطرده التي شملت كل ما كان في متناول أيدي «المساكين».. والغريب في الأمر أن حكومة «الإنقاذ» واقفة تتفرج على ذلك الموقف دون تدخل منها أو أن تسعى لعمل «سياج» يحمي المواطنين من جشع التجار.. اتجه معظم سكان الخرطوم أو نقول 99% منهم إلى وجبتهم المفضلة أو المتوفرة في متناول اليد وهي «الفول حبيب الشعب» كما يحلو للبعض تسميته.. ولكن أبت الزيادات إلى أن تطل برأسها على «قدرة الفول»... كيف لا وهو الوحيد الذي يمكن تناوله في وجبتين أثناء اليوم.. علل التجار تلك الزيادة بأن سعر جوال الفول قد ارتفع إلى «80» جنيهاً حسب سعر مساء أمس.. وقد يكون زاد.. لأن الزيادة أصبحت غير مضمونه وغير مبررة... ولا قوانين لها.. ولا رقيب عليها..وتأتي كل صباح جديد. تلك الزيادات التي حدثت في الأسواق قد قهرت «الرجال»... لأنها فوق طاقة البشر... وكل الثورات التي حدثت مؤخراً في بعض الدول العربية سببها الغلاء والجوع وارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية.. وصمود أهلنا في السودان لا يعني أنهم راضون عن الواقع الأليم.. ولكن ليس باليد «حيلة».. فنرجو من «أهل الأنقاذ» الرأفة بأهلهم.. وكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته.