عطبرة أو« أتبرة» كما كان يقولها أستاذ الأجيال السيد/الطيب محمد الطيب عليه الرحمة.. هذه المدينة الواعية أو عاصمة الحديد والنار- كما يسميها محبوها- فأهلها حياهم الله مترابطين في كل شيء في السراء والضراء، في عملهم وعبادتهم، وأيضاً في سلوكهم السياسي، حتى وإن اختلفت فيه عقائدهم فإنهم يلجأون في الخواتيم للديمقراطية ونصرة الحق، وقد جلب لهم ذلك الاتفاق (السمح) كل الخير حيث صاروا رقماً لا يقبل القسمة على اثنين وبتعبير أدق(لايمكن تجاوزه)،، ودليلنا على ذلك مثلاً عندما اختلفوا مع مايو ونفذوا اضرابهم الشهير في وقت كان قد حُرِّمت فيه الاضرابات، عندها حضر وفد من خيار آل البلد للخرطوم لمقابلة المرحوم الرئيس نميري بقصد أن يصدر توجيهاته لاكمال شارع التحدي وصولاً للراحة، وبما أنه يعرفهم جيداً إذ إنه كان قائداً بالقيادة الشمالية بتلك الولاية، فما كان منه إلا أنه فاجأهم بقولته المشهورة التي صار يتندر بها الناس في مجتمعاتهم وهي:(أوصل ليهم شارع الظلط لغاية عطبرة عشان يجوني بمظاهرة للخرطوم راكبين العجلات؟) أعزائي القراء قصدت بكل تلك المقدمة العطبراوية أن انوركم بمدى اتفاق الناس بتلك المدينة والذي تحول آلياً فيما بعد لمراكز نفوذ تتحكم في تسيير حياة الناس بالمدينة، إذن فلنفتح نافذة على أولئك القوم الشوامخ لنشاهد ما فعلوا عندما ارتفعت أسعار اللحوم بحاضرتهم، فما كان منهم إلا أن اتفقوا جميعاً على ألاَّ يأكلوا لحماً بعدة أيام حتى يهبط سعره ويعود الى سيرته الأولى ويومها جاء للمدينة رجل غريب ليقضي أياماً باجازته هناك، وأثناء مروره أمام سوق اللحوم بالمدينة وجد الجزارين يتصايحون في شكل مضاربة بالأسعار الجديدة المخفضة بعد أن كسدت بضاعتهم، فما كان من ذاك الغريب إلا أن طلب من الجزار أن يوزن له (ورك ضان كامل) فتناوله وذهب به فرحاً مزهواً عندها لحق به أحد المواطنين المراقبين لاضراب اللحوم قائلاًله: اخونا من وين فأفهمه انه غريب وضيف، فرد عليه العطبراوي نحن ذاتنا قلنا كده، وبعد أن أفهمه مسألة اضراب المواطنين عن شراء اللحوم، وما قصد منها، فما كان من الضيف إلا أن أرجع اللحمة الى الجزار مبادراً بقوله ما دام كدي انا ذاتي عليّ الطلاق معاكم..وأنا ككاتب لهذه السطور فمن هنا اخوتي القراء الكرام أوجه عاطر تحياتي وكثير اعجابي لشعب عطبرة (الموحد الأغر) آمل أن تنتقل تلك العدوى الحميدة الى مواطني السودان عامة، شريطة أن تقودهم لجانهم الشعبية، إذ إنهم(انتخبوها) بالتي هي أحسن أي الضغط على الجهات المسؤولة عن تحديد الأسعار، فإن لم تنجح المساعي فالاضراب عن الشراء يصبح أوجب، ولا خير فيهم إن لم يفعلوها (وغرضي أكان ما انقضى خلي دار جعل تنهد) الم تسمعوا بالسيد رئيس الجمهورية عندما تضامن مع مواطنيه بكوبر وهم يقودون مظاهرة ضد إدارة الولاية عندما تقاعست عن(تركيب الأسطوب) الذي نجم عنه ذلك الحادث المروري المؤسف أيضاً نكتب ونقول لمواطنينا الأعزاء كافة، إن أردتم كريم العيش وحتى لاتضيع حقوقهم هدراً فاسلكوا طريق اخوتكم بعطبرة (وملعون أبوكي لحمة) في زول ما أكل لحمة مات؟ يا خي اعتبروأنفسكم هنود لفترة، وعندما ينجح مشروعنا الحضاري هذا ويؤتي أكله فسنقول لبقية السلع(أكان شفتي أخوك حلقوا ليهو راسو فمن باب أولى أن تبلي راسك ايتها السلع الوهمانة( بأن من يشتري فهو الغني..ختاما اقول للجاننا الشعبية وأذكرهم بأغنية خليل فرح عزة قومي كفاك نومك.. وكفاكي دلال يومك. انتي يا الكبرتوك البنات فاتوك.. في القطار الشال وسلاماً للجميع في البداية والختام مهندس/ اتحاد تعليم قيادة السيارات -الحلة الجديدة